أنس

98 15 8
                                    

أنحدر انس من عائلة تعشق الحياة رغم وقعها بمجتمع عشائري لكنهم غير ذلك كانوا محترمين وملتزمين بالعادات العربية. لكنهم يميلون للفن للحب للثقافة عندما تزوجت أم انس من والده لم يطيل الامر بينهم عندما تكون داخل رحم أمه. ثارت بعض المشاكل والنزاعات بين العائلتين لتنفصل ام أنس عن والده وعندما ولدته أمه سجلته بأسم اهلها ف بات أنس إبن أخواله سجل بأسم جده والد امه فصار خواله اخوانه وأمه اخته بهوية الأحوال المدنية بحلول عامه الاول تم خطفه من قبل والده ولبث ليلتين عنده وتم استرجاعه من قبل جدته كان أنس فرحة العائلة هو اول حفيد للعائلة وتم التعامل معه كأنه احد افرادها الاصليين وليس أبن اختهم بل اخوهم وعاش حياتهم وله كل المميزات التي يتميزون بها أخواله أنس ذكي لكنه كتوم ويفضل الاستغباء ليرى مدى معرفتهم بالامور .كبر أنس سنة بعد سنة حلت السنة السادسة لانس لكنه صادف حرب العراق وامريكا الإحتلال ولما استقرت الاحداث ارادت امه ان يسجل في المدرسه ذلك الوقت أنس اكبر من أبناء صفه ف تم تزوير الهوية له وسجل معهم وهو اكبر منهم اول يوم في المدرسه طلبت امه ان تبقى معه مثلما تفعل امهات باقي الاطفال لكنه رفض وابلغها الرجوع للبيت اخذ منها مصروفا فقط بوقت قصير كون علاقات جميلة داخل صفه وكونه اكبر منهم ويتمتع بذكاء جيد كان يترأسهم دائما ويتقدمهم وكان الممثل عنهم مرت الأيام والسنوات وتعرف على صافي وهو في الابتدائية دخل بمجال الرياضة كان كل ما يدخل قسم او رياضة معينة يحصل فيها على جوائز كان بارعاً أحبه الجميع معلمين ومدرسين وطلاب كان لديه مجموعة من الطلاب الرياضيين هذه المجموعة ترافقه اين ما كان احبوه واحبهم بصدق كما الحب في السابق نقي لم تصله شائبات الحياة الآن
عندما وصل أنس لعمر الخامسة عشر عرف من أمه التي يسميها بأسمها الى الآن ولم تسمع منه كلمة الامومة المعتادة ان والده ليس والدها وهي ليست اخته انها أمه
وروت له القصة لكنها اقتصت منها القليل وقالت له ان اباك متوفي لقد طعن في السن ومرض وتوفي فحزن أنس وبات عقله مشوش من حين إلى آخر وبدت عواصف التفكير القاهر تهز داخله حتى شاب شعره رغم صغر سنه
عدت السنين وفي عمر الحادية والعشرين منه عمره توفى احد اخوانه الذي هم بالاصل أخواله هنا كانت كسرته الكبرى قلت حيلته على افعال الزمن الغادرة كانت صافي اقرب له من اي شخص سبق كانت علاقته مع صديقه كاتم الأسرار جديدة لم يتعمق بها الصديقين بعد مرت الأيام وبعد حلول أربعين يوم من الحادثة المفجعة التي هزت كيانه عندما توفه أخاه المقرب له والذي كان يدعمه ويدافع عنه في كل المواقف حيث كان أنس مشاكس نوع ما كان يجيد القتال وشرس مع خصومه يهابونه عندما تحصل مشاجرة بينه وبين شخص ثاني لايهاب المشاجرة لو كانت واحد ضد عشرة كانت بنيته صلبه جسد رياضي متكامل لياقة وذكاء ولسان باشط كالسيف قلة من يمتلكون هذه الصفات لكن مدرسة الحياة كانت كفيلة بتنميته ليصبح على ما هو عليه . فعندما حل يوم الأربعين وهم في طريقهم للمقابر ليزوروا وهو وعائلته فقيدهم نزلوا في استراحة الطريق لكنه ضل في السيارة يبكي لم ينزل معهم يتفحص الوجوه واحداً يتلو الآخر حتى صافي اخذت بخاطرها منه حينها حيث انه لم يتكلم معها طيلة الوقت ولم يعرها اهتمامه كما السابق بعد وقت ليس بكثير رأى أحداً يدنو بخطوات ثقيلة من عائلته فشدد تركيزه وبات يراقب لما وصل الرجل قرب العائلة وبدأ بالنظر اليهم لم يمسك أنس نفسه بهذا الموقف ونزل من السيارة ملتهب العينين ووقف خلف الرجل بدون حراك او صوت سمعه يكلم والدته ويسأل عن اخبارها فرفع يده ليبسطها بأستفزاز على كتف الرجل مبيناً انزعاجه من وجوده رغم عدم معرفته به إطلاقاً التف الرجل على أنس وضحك بصوت غريب لم يجد له تفسير أنس عند سماعه
الغريب.. أهلا ولدي أنس انا عمك
أنس .. عماك الله ليس لدي عم ساذج هكذا اعمامي جالسين امامك ليس لدي غيرهم
الغريب.. انا عمك أنس اباك يريد رؤيتك فهو على فراش الموت
أستغرب أنس لوهلة من قوة الكلمات وبلحظات شريط حياته مر أمامه ولكن تدارك الأمر قائلا .
أنس.. أرحل الآن لا الوقت ولا المكان المناسب لهذا الكلام وبعد أذنك أنت غريب فلا تدخل بين العوائل هكذا مرة أخرى العوائل لها رجالها لو كان لديك حديث فتحدث معهم...
كان أنس بحيرة من أمره مابين الغيرة على عائلته لأن شخص غريب دخل بينهم ومابين تفكيره بكلام والدته عن وفاة والده وما بين حزنه على فراق أخيه اراد في وقتها أن يعتزل العالم أجمع ويكون وحده فقط في هذه الاثناء
قاطع تفكره صوت أخاه الكبير الذي كان بمثابة قدوة له
الاخ..أنس هذا عمك الحقيقي نحن لم نعلمك الحقيقة كاملة
بكى أنس بدموع من غير صوت واتجه الى السيارة وجلس وحده اغمض عينيه ألما مما يمر به أتت بقربه صافي لتواسي فبكى أكثر وبصوت عالي لأمرين الاول وفاة أخيه والثاني ما يمر به والقصص التي فتحت عقله بكثير من الاتجاهات.
بعد ما انتهت زيارتهم لفقيدهم وعزموا على الرجوع كان مايشغل تفكر أنس تلك الكلمات التي سمعها من عمه حين ذاك اثناء الطريق غط في النوم من شهدة التعب والتفكير والسهر عند وصولهم للمنزل ارادوا اشغال عقله بأن لايفكر في أمر أباه اخذوا للعمل معهم كما يحب وواصلوا اعطائه المهمات والمسؤليات التي تلهيه عن الأمر.
عدت بضعة أيام واذا به واقف عند بداية الشارع المؤدي لمنزلهم متأنق ينتظر سيارة أجرة ليذهب الى محطة القطار حيث انه قرر الذهاب الى بغداد ليفرغ عقلة من كل شيء ويراجع تفكيره وينظم نفسه ويتخذ قرار وقفت امامه سيارة صفراء ولكن ليست سيارة اجرة نزل منها من يدعي انه عمه قام بالسلام عليه وقال
الغريب.. هل انت مستعد لتقابل والدك ؟
أنس.. نعم لكن لدي سفر علي العودة سريعاً.
ركب أنس السيارة وذهبوا مع بعض لكن
قلب أنس يعتصر وعقله كذلك
كيف سأقابله ؟
ماذا أقول ؟
هل ارتمي بحظنه؟
ام اوبخه ؟
بقي يتسائل لحين وصولهم المنزل الذي يمكث فيه والده
نزل متردد ورأسه يكاد ان ينفجر يتخيل ما سوف يراه قبل ان يدخل وقف وطلب من عمه ان يدخل قبله لانه عليه ان يتصل بشخص ضروري دخل عمه قبله أنس بقي عند الباب في حيرة من أمره بعدها اشعل سجارته وسحبها بعمق ونفث دخانها وهو يدخل عليهم .
عندما دخل رأى أشخاص ثلاثه اثنان على سرير واضح انه لمريض و الثالث يجلس على كرسي يمينهم وعمه واقفاً فطلبوا منه الدخول رحبوا به جلس على احد المقاعد وبدأ ينظر حوله ويتمعن وبنفس الوقت يتهرب من الكلام في هذه الاثناء دخلت امرأة ضخمة فقدمها عمه له وبعدها ولد صغير وبعدها اثنان بنات .
الغريب هذا أباك كما ترى مريض وهذه زوجة أباك هذا اخوك وهاتين أخواتك
والذي بجانب اباك ابن عمه وعلى يسارهم اخوك أيضاً من أم أخرى وله اخوان واخوات أيضا
أنس.. أهلا وسهلا لا اعرف اني سأكون متشرف بهذه المعرفه أم لا
الأب.. أبني حقك في كل شي لكن ليكن لديك بعض الاحترام
أنس.. ان شاء الله. لكن انا مشغول جداً ولدي سفر ضروري قبل ان نبدأ بأي شي قد يكون أسعدني التواجد وسأرجع لنكمل هذه القصة.
نهض أنس مودعا الجميع من بعيد وخرج وبعدها خرج عمه ليرجعه لمكانه فطلب منه الذهاب الى محطة القطار
ذهب أنس الى بغداد لم يذهب ليرى احد نزل في احد الفنادق اخذ حمام وخرج بعدها شاريا طعام له وبعض البيره جلس طوال اليوم يشرب ويفكر في ما حدث معه وبدأ يراجع كلام أمه واهلها حول والده الى ان غلبه التعب ف نام الى ان يصحوا في اليوم التالي وفعل نفس الشيء بحدود الليل خرج يتمشى وحده كعادته الى ان هل عليه فجر اليوم الثالث ف رجع واحزم أغراضه ليرجع بقرار نتيجة هذه اليومين .
عاد من سفره مرهق فكرياً استحم وذهب لوالده كل هذه الامور ولا احد يعرف حتى كاتم الاسرار ولا حتى صافي ولا امه
اتصل بهم ابلغهم بقدومه عند وصوله استقبلوا كالسابق دخل مسلماً وجلس طالبا منفضة للسجائر وضعها امامه على طاولة خشبية قديمة أخرج من نطاله علبة الدخان أخرج سيجارة قبل ان يشعلها قاطعه والده
الأب..عندهم تدخن أمامهم كذلك؟
أنس.. أبدا اكن لهم الاحترام وخاصة الاكبر
الأب.. وأنا لاتحترمني؟
أنس.. هم أهلي وتربيت بينهم و واجب علي احترامهم
الأب..ونحن ليس اهلك؟
أنس .. اكيد لا
الاب.. لماذا
أنس.. ليس بعد للتو اعرفكم
أنس.. لندع المثاليات ونبدأ بالامور المهمة لدي عمل
الأب.. حقك فكما تحب
بعد اخذه لنفس عميق وبحدة من البرود المستفز وضع ساق على ساق واطفأ سيجارته قبل ان يرفع رأسه بات قائلا بكل بساطة
أنس .. أين كنت ولما ظهرت ؟
الأب.. كل هذه السنين أبحث عنك واتابعك
أنس .. انا كما تقول إبنك لماذا تتابعني فحسب؟
الأب..انشغلت كثيراً بمرضي والعائلة ولم تتاح لي الفرصة لاقابلك
اخذ أنس سيجارة أخرى واشعلها بينما يزن الكلام في عقله
أنس.. انا ليس موعد مع فتاة وليس مبلغ اجار ولا عطل في سيارة ولا لون على حائط
الأب.. ليس لدي ما ابرر به الأمر هذا انا اما تتقبلني او ترفضني فعلت ما يجب فعله
أنس .. ارفضك أكيد ليس بهذه السهولة أنكر اهلي الذي اعتنوا بي طوال سنين لأجل رجل مشغول اكثر من 15 سنه عن إبنه
الأب.. أنا مريض وفي حاجة ماسه لك في هذا الوقت علي اجراء عمليه للحبل الشوكي
أنس .. سأعتبرها لله ولهاتين الصبيتين كم تريد
الغريب .. مليونين دينار
أنس ..سأذهب وأرجع بأقرب وقت ممكن .
ذهب أنس في سيارته التي اتى بها مسرعاً وهو يفكر هل بأعطائهم المال الذي يحتاجونه انه يفعل الصواب ام لا
اخذ يفكر حينها وصل الى البيت عند دخوله صادف أمه وهو مرتبك انتابها الشكوك حول غيابه لعده ايام يقضي الايام خارج البيت ويعود اخر الليل وقفته بنظرات هو يعرفها نظرات استجواب ويعرف جيداً انه لا يعرف ان يكذب عليها سوف تكتشف
الأم.. رأيته ؟
أنس.. من هذا؟
الأم.. تحدث ذهبت لتراه هل تزوره هذه الايام؟
أنس .. بما انك على علم بوجودة لماذا خلقتي قصص ولم تعلميني بوجودة كنت اعتبرتها بلاغ رسول واديت ما عليك مابينك بين الله
الأم.. لأنه لم يكن ولن يكون جدير بك ولا يستحق ان تعرفه
أنس .. كان لي حق الاختيار حينها انا من يقول ذلك
الام. ها انت ذا وجدته لك حق الاختيار الان
أنس..لك وقت لذلك وانا علي الخروج لدي عمل أنجزه أين وضعتي المال
الأم.. ستعطيه تعبك ؟ من اول لقاء
أنس.. سأعطيه لعجوز محتاج ولبنات مسكينات وليس له شخصياً بالنسبة لي اعتبرها صدقة
اخذ أنس أربع ملايين وذهب حين دخل عليهم والدمع يملأ عينيه
انس.. هذا مليون لعائلتك بينما تذهب وهذه ثلاث ملايين للعملية إثنان وواحد مصارف ذهابك .

اعطاه المال وقبل ان يخرج قبل الولد والبنتين وخرج مودعا الكل
عاد لعمله وحاول ان يشغل نفسه كثيراً حتى لا يفكر فيهم او فيه قد كان يعاني من الداخل عندما يرى الاطفال مع آباؤهم او عندما يرى احدهم يتكلم عن حبه لوالده او حب والده له كان يعاني عندها يأتون الآباء الى المدرسة يدافعون عن أولادهم في حال حدوث مشاجرة كان يعاني من أمه التي لاتعامله كأم بل ك أخ ولم تناديه كولدها ولا هو يعرف يناديها بأمي الى يومنا هذا
رغم انه شاعر كانت اكبر صعوباته شعرياً ان يطلبون منه شعرا عن الامر او الاب لم يذق طعم الحنان الأسري كان وحيداً بكل معنى للكلمة من داخله رغم ان اخواله لم يقصروا قط في كل شي تجاه حبهم له تحصل بعض المرات مشاجرات خفيفة ونادراً تكون قوية لكن بصورة عامة هم اصحاب فضل كبير عليه بتربيتهم له وحفاظهم عليه  بكثير من الأمور التي تحصل له في وضعه

يحق للإنسان ان يختار كل شيء الى مشاعره
شيء لم يكن وتكاد ان تموت وهو مخفي
لكنه الله جعل وقت لكل شيء
الحياة قاسية جداً مع البعض وحنونة جدا مع البعض
ومتاهة مع غيرهم وهكذا كل شخص يعيش بوضعه ويحسد غيره على ما هو عليه
الارزاق مقسمة ومتساوية لكن لمن يهم ويسعى ويكثر فيها
وبالتالي ف هي اصناف ليس المال وحده يعتبر رزق
الصحة افضل رزق وضعه الله
الذرية الضالحة من اهم الارزاق
الامال ضروري لاستمرار العيش
الحب يصنع لك هدف للعيش هذا اجمل رزق قد تتمناه
اصبح الناس في صراع ما بينهم طبقات المجتمع اجمع على تلك البقعة من الارضية يتصارعون مع بعضهم
السبب الاول هي النساء
السبب الثاني هو المال
السبب الثالث السلطة وهذا مرض منتشر كثيراً




نساء ورجل مختلWhere stories live. Discover now