حياة

384 64 29
                                    


كانت حياة حبيبته السابقة ترقص بأحتراف، وهو يجلس على كرسي في صالة الشقة التي يملؤها اللون الأحمر بدهان الحائط والقماش الذي يغطي الأثاث والفرش الأرضي الأسود الداكن بينما كان يحرك نفسه راقصاً أيضاً على أغنية أم كلثوم ويغني معها ( الليل وسماه ونجومة وقمره وأنت وأنا ياحبيبي أنا ياحياتي أنا) كان ثملاً نوعاً ما، وأراد أن يشرب أكثر من قنينة الفودكا التي كانت على الطاولة البلاستيكية أمامه لكنها خفضت من صوت الأغاني وجلست في حضنه لتداعب شفتيه أنس أنت أخذت كل حياتي وفكري ودنياي ماذا تريد  أكثر؟ تنظر له نظرة جنسيةوقامت بتقبيلة بقوة كانت بلا صبر لأن تخوض معه عراك السرير ففتحت أزرار قميصه وساعدها في نزعل ماكان يلبس أسفل القميص اوقفته مع تقبيل سريع وحار وأخذته للسرير فكان الخدر بينهما يحتاج صراع قوي من أجل اللحظات التي سوف ينظرون لبعض فيها بعد ما ينهون من بعضهم البعض بينما بدأت الملحمة الجسدية قاطع المنبه حلمه فنظر بأستغراب من حولة بدأ يدرك حلمه شيئ فشئ تذكر أن اليوم هو يوم توقيع عقد مهم لصالح الشركة التي يعمل بها كمسوق. لكنه ليس مسوق عادي هو من أفضل المسوقين الذين حصلت عليهم الشركة حين ذاك أعطى كل مايملك من طاقة وبذل جهداً كبيراً لأنه كان يعمل لأجل أسمه المهني، وإسم الشركة، وأقسم أن ينجحها وفعل ذلك لكن سرعان ما بدأ الخذلان من القائمين على إدارة الشركة خوفاً ان يأخذ مكانهم أو يرشح لمنصب الإدارة بدلاً منهم فكان جميع المسوقين يأخذونه قدوة في عملهم ويرجعون له، وليس للإدارة في كل ما يحتاجونه يعتبرونه هو الشركة، هو المؤسس، وهو المسوق، وهو الإداري، أغلب الصفقات المربحة هو من فعلها بعد سنة تقريباً المدير التنفيذي خطط لمؤامرة ضدة وقلب عليه الآراء وفعل بنود ليس لها وجود وغير من دستور الشركة هذهِ الأمور حصلت بعد أخذ موعد لتوقيع العقد ففكر المدير لو أن هذا العقد سيتم ليجعل أنس بكل العراق رمزاً للشركة ولا يقدر أن يضايقة مرة أخرى فلغى المدير هذا العقد بأنانية وعدم الرجوع لاخلاقيات العمل بعد إلغاء العقد خرج أنس من الشركة غاضباً، فراح يرتب خطاه على شط العرب ليصفي ذهنه ويعدل مزاجه ويفكر بعقلانية، فأتى اليه أحد شركاء المدير المقربين إليه أو الذي يظن أنه مقرب إليه لكنهم كانوا يمثلون بأنهم أخوة وأصدقاء لاستغلال طاقتة من خلال طيبتة واخلاصة بالعمل، أتصل بأنس وأراد أن يعرف مكانه فرد الآخر وابلغه بمكانه والتقو عند تمثال السياب
فقال الشريك بنظرات تعبر عن أسف وعدم الحيلة وتودد.
الشريك: أنس لاتأخذ الأمر على محمل شخصي فالأمر في مصلحه العمل بصورة كبيرة لاتظن الأمر كما تعتقد
أنس: الآن صار عندي قاعدة وهي أن لاتعطي كل شئ بكل شئ. أجعل لنفسك رصيد إضافي طاقة تفعلها وقت نفاد الحيلة لاتتعلق كثيراً لاتثق كثيراً لاتجتهد كثيراً أن كان الإجتهاد ليس لك وحدك لاتصرف أنفاسك كلها ضع لنفسك أنفاس أخيرة لمقاومة الحياة.
الشريك: لاتبالغ في ردة فعلك الأمر لايستحق كل هذا  وفكر في مستقبل العمل وما سوف نكون حين يزدهر أكثر.
أنس: نصيحة يا صديقي إذا بقي ذلك البغيض مدير لفترة أطول سوف تسقط الشركة وأنا منسحب من هذهِ اللحظة لامكان لي في شركة لايقدر فيها تعبي ولا يحترم فيها عملي لامكان لي في شركة استغلالية.
رمى هذه الكلمات بحد السيف بوجه شريك المدير وبغضب قاتل لم يتمالك نفسه في شتم المدير ومن حولة الذين يؤيدون أفعال المدير لمصالحهم حتى لاينطلق أسم أنس في فضاء العراق بأسم الشركة، بعد مدة من الصمت وبدون مقدماً التف أنس على شريك المدير ليبغه أنه ذاهب للمنزل ودع كل منهم الآخر بحزن وافترقا عن بعض، راح أنس يتمشى لمسافة طويلة وهو ينظر بلا وعي للسيارات والناس في الشوارع وقف قليلاً قرب مسطبة على الرصيف ثم جلس عليها رأى نفسه لايستطيع السير وهو بهذا الغضب أخذ سيجارة من جيبة أشعلها أخذ يحاكي نفسة بحزن شديد لماذا لايفلح الأمر في كل مرة؟ هل أنا السبب؟ أم كلهم السبب؟ لماذا في منتصف كل طريق اتعثر أنه إمتحان أم عقاب؟ إذا كان عقاب على ماذا يحق لي أن أعرف لكي أصلح خطأي أخذ يتمدد على المسطبة على الرصيف العام لم يبالي بالمارة ولا بصوت السيارات فهو عندما يغضب أو يعصب على أمر ولا يريد إثارة المشاكل يتجه للنوم أراد أن يرتاح قليلاً فأغمض عينيه.
الساعة العاشرة ليلاً كان يجلس مع صاحبة الوجه الحسن التي شعرها على متنها كشمس العصرية لطيفة، أخذ يحدثها عن السياب وعن أهم الأحداث التي ذكرت له وهما على شط العرب متشابكين الأيدي كان في يدها عصير وهو في يده سيجارة نظرت له مطولة عندما أحس بذلك فعل الشئ نفسه فهام الإثنان في عين بعضهما البعض مبتسمين بخجل أراد حضنها ف كان صوت الشرطة أقوى من غفوته ايقضه الشرطي قائلاً انهض كفاكم تسول وقدم له ضربة على رجليه بفوهة سلاحة، نهض مفزوعاً لم يفهم شئ لحظات حتى وعى وبرر للشرطي موقفه بأنه متعب من العمل.

أنس: هل هذهِ ملابس متسول هل هذا هاتف متسول لدي ما يكفي من المال لكنني أمر بحالة تعب شديد وغلبني النوم هنا من بعد جلوس طويل وكنت بحالة عصبيه ولم أكن أريد أن أتحدث إلى أحد.
أعتذر الشرطي بكبرياء.
الشرطي: نعم، لتنهض وتذهب لبيتك وتكمل نومك خوفاً من أولاد الحرام يتعرضون لك في هذهِ المنطقة.

نساء ورجل مختلWhere stories live. Discover now