الفصل الثاني عشر: الوصية

118 14 7
                                    

أبي الذي لطالما كان كل شئ بالنسبة لي، لكن الحزن الذي تعرضت له طوال السنوات الماضية، قد جعلني أدفنه هو و أمي مثلما دفنا تحت التراب، حتى أنني لم أزرهم يوما، نزلت دمعة على خدي عندما نطق جونغكوك ذلك،

أبي!

وصية!

حاولت البحت عن ملامحه في ذاكرتي لكنني لم أجد شيئا، فقد تلاشت، شددت على حقيبتي بأناملي، و بدأت بالبكاء كطفل صغير ضائع يبحث عن أمه، وصار صوت بكائي يعلو شيئا فشيئا،

تارا، هل أنت بخير؟

لست كذلك، أنا إشتقت لوالدي أريد رؤيتهما، أريد الشعور بهما وأشكو لهما ما مررت به، أريد أن يدفع عمي و سونغجوون ثمن ما فعلاه بي، أريد أن أعود كما كنت من قبل،

كنت أبكي بكل صوت و كأنني أخرج بكاءا كان محبوسا طيلة الست سنوات الماضية، كان جونغكوك ينظر لي بحزن و دهشة،  لم يتوقف عن القيادة بل واصل ذلك، وواصلت أنا الكلام سردت كل ماحل بي في بكائي حتى لم تبق الكلمات لأخرجها، بح صوتي من شدة الصراخ، بعدما هدأت قليلا، صف جونغكوك السيارة جانبا، ترجل منها وفتح بابي مد يده لي، مازالت الشهقات تخرج مني، وجهي أصبح أحمرا و تملؤه الدموع، مددت يدي أمسك به وترجلت من السيارة، قابلني نهر الهان برائحته المنعشة، لم تتوقف شهقاتي، و الهواء قد لامس الحرارة بصدري، و بدأ حريقه يذهب، أحضر جونغكوك المناديل و مسح وجهي بلطف، لم ينطق بكلمة طوال إنهياري،

لا أعلم الذنب الذي إرتكبته حتى تتورط مع مختلة مثلي،

آسفة لما بدر مني منذ قليل،

أظن أن رد فعلك هذا طبيعي جدا، إلا أنه جاء متأخرا، و هذا دليل على أن حالتك النفسية في تحسن، كان يجب عليك فعل هذا منذ سنوات،

نظرت إليه بعينين متورمتين،

في تلك اللحظة ربما لو إحتضنني أحدهم لكنت أطلقت العنان لنفسي و هدأت بعدها،

هل تمانعين إن قمت بذلك،

لكنني أطلقت العنان لنفسي بالفعل،

لكنكي لم تهدأي بعد،

هل تمانعين ذلك؟

هززت رأسي نافية للأمر، قربني جونغكوك منه أدخلني بصدره ولف ذراعيه حولي، و حضنني برفق، كأنه يحميني من العالم، لم أجزع منه بل بالعكس هدأت شهقاتي وكذا دقات قلبي، رائحة عطره الرجالي ملأت رئتي،

The space between us  "الفضاء الذي بيننا✨"Where stories live. Discover now