الفصل الأول: كيم تارا

486 40 35
                                    

منذ بلغت سن الثالثة عشر وأنا تحت رحمة عمي الذي وضع يده على كامل ثروة أبي اللتي أفنى عمره لكي يجمعها ،
كنت الفتاة الوحيدة المدللة، ربما ذلك ماخلق في بعض الغرور ، حب السيطرة والتملك، لا يمكنني التخلي عن شئ أريده، كما أنه لا يمكن إقناعي بشئ لا أريده،

كان أبي كيم ووبين يخلق لنا جوا هادئا في المنزل، بعيدا عن ضوضاء العمل و حياة رجال الأعمال، كان يصنع لي و لأمي جوا إستثنائيا وكأننا الوحيدتين على الكرة الأرضية، و كأننا العالم بالنسبة إليه، لم نكن نعلم يوما طبيعة أعماله، أو مشاكلها، كل مانعلمه أنه رجل أعمال يدير سلسلة فنادق فخمة عالمية، أما مهنته الحقيقية كانت مهندسا معماريا،

من شدة تعلقي بأبي إنني أشبهه كثيرا شكلا و فعلا، كنت مغرمة بشخصيته المتسلطة خارج المنزل، و دفءه و حبه اللذان يملآن المنزل،

تعلمت الرسم على يديه، كنت أستغرق ساعات طويلة أتعلم ذلك، كانت أول لوحة رسمية لي عندما بلغت سن الحادية عشر عبارة عن وجه أبي و كأنه ينظر إلى الفراغ،  ذلك التعبير يسوده كلما جلس على مقعده وراء المكتب وراح يتأمل النافذة اللتي تتوسط الحائط، لم أتجرأ يوما أن أساله عن سبب ذلك ، لأني مقتنعة أنني لن أحظى بالإجابة المقنعة،

عشقت رسم ملامح الوجه،  جل رسوماتي عبارة عن ملامح لوجوه رأيتها على الطريق أو إلتقيت بها في مناسبات، ملامح تحمل التعب ، الحسرة، السعادة، وذلك الأمر كان يزعج أمي كثيرا ، حتى أنها عرضت على أبي أن نزور طبيبا نفسيا ، أذكر رد أبي في ذلك الوقت، فقد إنفجر ضاحكا مجيبا إياها أن الشئ الوحيد الذي يعد سليما في حياته هو أنا ...

أمي جانغ مينا تنحدر من عائلة ثرية تملك شركة قانونية ، جدي كان قاضيا عريقا، شهد على قضايا عدة أجيال، أما أمي فكانت محامية ماهرة، لكنها قررت تكريس حياتها للعناية بزوجها و إبنتها، فلطالما كانت المحاماة مهنة أجبرت أن تمتهنها من أجل العائلة،

كانت حياتي عبارة عن دلال و إهتمام ، مدارس خاصة ورحلات خارج كوريا أثناء العطل، كأي فتاة تعيش في وسط ثري ،

أبي لطاالما كان أخاه كيم سوبين يده اليمنى في كل أعماله،  يضع ثقته التامة به، لعمي توأمين ذكر وأنثى كيم سونغجون وكيم  سوبيل، كانا مثل أخوي أو أكثر ،

عائلتي تملك من القوانين مثلما تملكه أي عائلة أخرى من العائلات الراقية، كان زواج الأقارب محرما في عائلتي لذلك يعتبر الجميع إخوة وتمت تربيتنا على هذا الكيف،

فجأة إنقلبت حياتي رأسا على عقب ، اليوم الذي بلغت به الثالثة عشر، كان أبي يقود السيارة عائدين من حفل رأس السنة الذي احتفلنا به في أحد الفنادق الفخمة في سيول وقد صادف  اليوم الأخير من السنة عيد ميلادي ، لم أتذكر شيئا ليومنا هذا ، فجل ما أتذكره صراخ أمي بإسمي وصوت فرامل السيارة، لم يكن أبي ثملا ذلك الوقت، لذا قرر القيادة شخصيا ليعود بنا إلى المنزل، و مازال سبب الحادث مجهولا،

The space between us  "الفضاء الذي بيننا✨"Where stories live. Discover now