TDM 06 | الـرَاقِص المُخَـلَّد

38 7 9
                                    

...

" عمـري ستمائة وتسـعة..
وغير جمـيع البشر لـم أولد من رحـم إمرأة..بـل ولـدت من رحم رجـل، كنت عقـاب رجل إغتـصب وقتل إبنة سـاحرة..حيث جـعلته يتـذوق عناء النسـاء بجعله يحمـل وفي الثـالث عشر مـن تشـيرن الأول-اكتوبر-وُلدت أنـا.

ما جعـل عقابه أسـوء من وجهة نظـره أنه لم يسـتطع التخلص منـي مهـما فعل حتـى عنـدما كنت بين أحشـاءه حاول قتـلي عدة مرات وعندمـا لم ينجـح الأمر انتقـل لمحـاولاته لأذيتي بـأي طريقة عن طـريق تناول السـموم أو لكم رحـمه لأولد مشـوّهًا، وجميع محاولاتـه باءت بالفـشل كذلك حيث إن حـاول أذيتي بأي طريـقة بينما أسكن أحشـاءه سيرتد الأذى له وأنـا سأبقى سالمًـا.

تضمنت تعـويذة الساحرة الحفـاظ على حياتـي لذا حتى بـعد ولادتي لـم يكن في مـقدوره أن يتخلـص مني، كنت اللـعنة التي لازمـته طوال حياتـه وبالطـبع لم يحبني يومًـا، كلما ألقـاني في بئـر وعـاد للمنزل يجـدني في إنتظاره وفي كـل مرة حـاول فيها ذبـحي يلتئم جرحـي دون حـتى أن أشعـر بالألم لذلك سئم المحـاولة وعلم أنه لا مفـر مني.

كـان ينعتـني بالمسخ أو الوَحـش، لم يتكبـد عناء تسميـتي حتى، شعـوره بالعار مني جعـله يبني هـذا القصر ليختبئ به عـن الأعين ثم بدأ بتعلـم السحر لغـرض أذيـتي والإنتـقام مني حـيث لم يستطِـع الإنتقام من السـاحرات لأن قوتهم تفـوق قوته وكنـت أنا الضـعيف لذا حمّـلني ذنبه وذنبـهم، وهنا توقف عن مـحاولة التخلـص مني وإنتـقل لشيء أكثر متـعة وهو أذيـتي.

وفي إحدى الأيـام عندما كـنت في الخامـسة من عمري بينـما يعنفي أبي هـربت منه نـحو الغابة كعـادتي أن أفعل فـي كل مرة، كنت أختـبئ بين الأشجـار حين سمـعت دوي لأصـوات لم أسمع بها مطلـقًا، قادني فضولـي لأتوجـه نحو الصوت بخطـوات متسارعة لأجد عددًا من البـشر لم أره من قـبل، كنت أرى عالمًا لـم أعلم بوجـوده، عالم البشـر أولًا وعالم المـوسيقى والرقص ثانـيًا.

كانت الموسـيقى صاخبة بـطريقة راقتني، وقفت أشـاهد الجميع يحـرك أجساده على الإيقـاع لأُذهل، لم أكـن أفهم شيء لكـني شعرت بشـيء لم أشعر بـه من قبل..شعـرت بالسعادة.

وقـفت أراقـبهم وحدي حتى قـاطع خلوتـي مجموعـة من الأطفـال في سني يأخذون بيـدي لأشـاركهم الرقص، نظر أحدهم لسيـدة اومئـت له مبتسـمة لأعلم أنـها من أخبرتـه أن يجعلـوني أنضم لهم، علموني بـعض من حركـاتهم التي أتقنـتها ثم رقصت معـهم بابتسـامة لم تغادر وجهي.

لكن أبـي وجدني وجرّنـي معه عائـدًا أدراجه نحو القلـعة لأتلقى عقـابي.

على نحـو عام كـامل كنت أدنـدن المـوسيقى التي عُزفت في الإحتفـال وأكرر الرقصـات وأتـدرب عليها في خلـوتي، إستمررت بالذهـاب للغـابة كل صبـاح محاولًا التنصت علـى العالم الخارجـي لكن لم يكـن هناك أي موسيـقى تُعزف..حتى مرّت فتـرة لم أستطـع عدها وسمـعت الموسيقى ذاتها لأهـرول نحو المديـنة وأجد ما إنتـظرته لعام كامل.

THE DANCING MONSTEROù les histoires vivent. Découvrez maintenant