TDM 04 | جَمِيـلَة

52 12 41
                                    

بارت غير مراجع.

...

قبل ستمائة عام

اجـتمع حشد من النـاس في منتصـف المدينة حول الفرقة الغنـائية التي توسـطت الساحة.

أمسك كل ثنائـي بأيدي بعضهم ليرقصوا في بهـجة بينما رقص الأطفال مع بعضهـم البعض حول البالغـين من المـدينة.

عُلّـقت الزيـنة بين نوافذ الأكـواخ وفوق عواميد الإنارة والـمحلات.

طاولات عدة موضوعة امام كل كـوخ عليها أطباق من البيض ملـون والحلوى.

بين مجموعة من الأطفال الراقصين، كان بينهم طفل ذو الثامنة لا يرقص لهوًا..بل شغفًا.

ينتظر دائـمًا ذلك اليوم من العام حتى يـهرب من الـقلعة لينضم للحشود الراقصـة، صباح عيد الفصـح.

لم يكن يعرف أحد هناك، وربما لا يريد أن يعرف، هو هناك لأجل الرقص وفقط، تلك غايته الوحيدة.

كان يعلـم أن في أي لحظة الآن سـيرى وجه والده الغاضب الـذي سيمسكه بعـنف ويعود به للقلعه، هو يأتـي دائمًا مدركًا عقـابه القـاسي لاحقًا لكنه لا يمانع مخاطرة كل شيء لـأجل لذة الرقص.

انـتفض جسده الضـئيل عندما أُحيـط معصمه بيد تضـغط عليه بقوة، إنه والـده.

جره بين الحشـود ثم عاد به أدراجه للقلـعة التي تبعد أمـيالًا عن المديـنة، لم يكن يقـاوم أو يصرخ أو يبـكي، لم تكن عـيناه تدمعان حتى.

لا بـأس
هذا ما كـان يردده دائمًـا.

" أيـها المسخ ! أخبرتك ألا تغـادر القلعة ! "
قاطع شروده صفعة ارتد صـداها في البهو الرئيـسي للقلعة.

" اسف ابـي "

" عنـدما اتحدث يـجب أن تخرس حسنًا ؟ أنت تدرك ما هـو عقابك فلـم تعد صغيرًا يا مـسخ صحيح ؟ "

اومئ الصغيـر قبل أن يركله الآخر بقوة اطـارت جسده الذي إرتطم بالحائط.

قـاوم المه يحاول الصمود لكـن والده كان قد أمسك به بالـفعل، أرتـفع رأسه مع قبـضة والده التي تمـسك بشعره، تمعن النظـر بعينيه ولم يكن هناك دمـوع.

" عيناك تعصي أوامري، لم لا تبكي ؟ أتود أن اسلبها أعز ما تملك ؟ ألا تحب الألوان الزاهية يا قبيح ؟ ماذا إن حرمتك رؤيتها مجددًا ؟! "

صرخ به شادًا قبـضته على شعـره ثم أكمل صارخًا :
" لن تتمكن من تنسيق ملابسك المبهـرجة مجددًا ولن ترى ألوان عيد الفـصح مجددًا، هل يعجبك هذا ؟ "

THE DANCING MONSTERحيث تعيش القصص. اكتشف الآن