TDM 05 | سَـاحِرَةٌ غَاضِـبة

33 8 33
                                    

...

مسـح عـلى البيانو بأصـابعه ثم نفـخ التراب العالق بهـما بعيدًا.

لـم لا يشعر بوجـود ضيفتـه اليوم ؟
لم تحضر بالمطبخ وقت الفطور ولا وجود لها في المكـتبة منذ مسـاء أمس، تـرى هل أُرهقـت من تـمرينات البارحـة ؟ هل كـان قاسيًا علـيها ورفـضت إظهـار هذا له ؟

اخذ يدور في البهو العلوي مستنيرًا بضوء السماء الأرجـوانية خارجًـا، وقـف أمام دمـار الحائط يتـأمل الشمس التـي قد بـدأ نورهـا بالتلاشـي، في الجـهة الأخرى كـان القمر يتـخذ طريقة نـحو كبد السمـاء ككل ليل.

تنـهد ثم جلـس مدليًا ساقيه مـن الجـدار، أغمض عينيه مستنـشقًا نسيم الغسـق ليخرجه فـي زفير طـويل.

نظر نحـو الأفق حيث أشجار الغـابة العالية، مـتى ستظهر أميـرته التي ستنـتشله من الظـلام ؟

جاء اليوم الذي ينتظر به الفارس اميرته عوضًا عن أن تنتظر الأميرة فارسها، هـل نجحت حبيبـته في الوفـاء بعهـدها ؟ ام أنها ماتـت قبل أن تفـعل ؟

هـو لم يرها منذ الحادثة، يعلم أنـها ربما عالـجتها بالسحر لكـن لايزال يؤلـمه كيـف أذاها بأنانـيته.

قرر أن يكـف عن جلب المتاعب لغيره ويهـتم بلعنته حيث تعلم السحر من كتب والده لكـن لا شيء قادر على كسر لعنته وعمـاه للألوان.

لا يوجد ما هو اقوى من سحر غاضـب، لهذا تسمى باللعنة،
لأن منبعها    غضب وحـقد.

رغم هذا استـطاع الإعتماد على كثير مما تعلمه من فنـون السحر، كأن ينـتقل من مكان لآخر في لمح البـصر، بالإضـافة إلى قدرته على الإختـفاء وهذا ما فعله حيـن كان يزور حبيبته حتى سُلبت عينـها، بالإضـافة إلى قدرته على التحـكم بدرجات الحرارة كـذلك.

عاد بأفكاره إلى ضـيفته مجددّا.

هو للـتو أدرك أنه ليـس متأكد حتى من وجـودها في حجرتها.

ماذا إن خـرجت صباحًا وأصـابها مكروه ؟ كيـف لم يفكر في الأمـر قبل ؟!

استقام سريعًا ليـتجه نحو الدرج الذي سلكه للأسـفل بينما يشعـر بالبرودة تجـتاح أطـرافه.

كان ليشـعر بدقات قلبه ترتفع لولا أن لا قلب لديه.

اقترب من غرفـتها ببطء ليطرق البـاب متمالكًـا نفسه، لكـن لا رد.

طـرق الباب مجددًا بيـنما يقول بـصوت قد رفعه نـسبيًا :
" هل أنـتِ هنا ؟ "

THE DANCING MONSTERحيث تعيش القصص. اكتشف الآن