𝚌𝚑𝚊𝚙𝚝𝚎𝚛2:كاذبة سيئة

ابدأ من البداية
                                    

نظرت للصورة المرفقة التي تظهر مانويل بقميص حريري أسود مفتوح أمام المسبح وفي يده كأس نبيذ قاني يظهره للكاميرا.كان شابا وسيما بشعر بندقي يصل لأذنيه مصبوغ في الأطراف بدرجة فاتحة من الأصفر مع غرة قصيرة على الجانبين.عيناه رماديتان منطفئتين بالشراب وجهه ينحدر بتفاصيل دقيقة ومرسومة بإنسياب وكأنه لوحة متحركة.

في بعض الأحيان وأنا أتأمل صورته أسأل نفسي إن كنت معجبة به أو أنا معجبة بما لديه وليس لدي.

المال,العائلة المثالية,اللقب,المكانة.

وقد كنت محقة,أنا أريد ما لديه أو هكذا أقنعت نفسي كي أكف عن الإعجاب به.

"يا إلهي" نبست أضع الهاتف على الرخام المطبخ بينما أقلب البيض في المقلاة مع كريات اللحم المجمدة.

"صباح الخير" قلت أنظر لجدتي التي تجلس أمام الطاولة بصعوبة وملامحها تنكمش بانزعاج

"إنه الظهر بالفعل"صدحت جاعلة من جيوفاني يضع قطعة الخبز الذي كان يحملها على الطاولة مرة أخرى.

"كان علي إحضار إبنك المخمور من القرية" أجبت أضع البيض وكأس الحليب بجانب جيوفاني

"من أخبرك بإحضاره؟ كان عليك تركه ليموت هناك"صدحت مجددا.

كانت جدتي ماريا روزا الإمرأة التي سماني والدي عليها.عجوز مسنة في نهاية الثمانين بالكاد تستطيع تحريك أطرافها ولكن لسانها كان ومازال أطلق من أي شخص أعرفه,هاجرت لإيطاليا في نهاية الأربعينات من المكسيك وتزوجت برجل إيطالي أرمل وأنجبت بعد ذلك والدي وعمي أرتورو.

إمرأة قاسية وحازمة ولكنها أفضل من الرجل الذي أنجبته وأنجبني ,عندما تقول أنها تريد أن أتركه يموت كانت تقصد ما تقوله.كنا نشترك في كرهنا للرجل الذي أصبح عليه والدي.

قبل أن أتحدث مجددا رن جرس المنزل معلنا عن قدوم والدة أليساندرا.كان باستطاعتي رؤية حذائها العالي من الشقوق السفلية للباب,كما يصلني عطرها الذي يمزج بين مستخلصات الفواكه ومسك الرمان.

مررت نحو غرفة الخياطة أقف باب المطبخ وأفتح باب الغرفة الخارجي سامحة للسيدة كاميليا بالدخول.كانت تبدو كتمثال نابض لأحد الرموز القديمة للجمال في أثينا,بجسد ممشوق وقدمين طويلتين كالعارضات وشعر أشقر طويل وعيون زرقاء داكنة.عندما كنت أصغر سنا كنت أتمنى أن أكبر لأصبح إمرأة جميلة مثلها. ولكن لا يمكنني قول المثل عن أليساندرا إبنتها ,أليس كانت قصيرة مثل والدها السيد فيليبي.بشعر داكن وعينين بندقيتين وجسد هزيل.

"كيف حالك عزيزتي ماريا؟"سألت بلطف تبعد غطاء النوم عن السرير الصغير تجلس عليه.تيبست بحرج أنظر للسيدة كاميليا.

كانت غرفة الخياطة هي الغرفة الثانية في المنزل ولأن هناك غرفة واحدة ينام فيها والدي والسرير في الردهة تنام فيه جدتي ،نتشارك أنا وجيوفاني السرير الصغير في غرفة الخياطة,كنت مسرعة صباحا حتى أنني نسيت إخراج الاغطية.

ᴅᴏɴ'ᴛ ᴛᴇʟʟ ᴀɴʏᴏɴᴇ ᴀʙᴏᴜᴛ ᴍᴀʀɪᴀ ʀᴏꜱꜱᴀ!/!لا تخبر أحداً عن ماريا روزاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن