ما الذي يجعل الانسان انسانا ...

672 44 72
                                    

في الظلام الدامس
كان هناك خيال شاب يمشي بهدوء في مكان خال

لا أثر لشعلة ضوء واحدة منذ غروب القرص الأصفر في عدد لا متناه من الخيوط السوداء الرفيعة عبر المباني

كان جسد الشاب منهكا ذلك الوقت
تم تكليفه بالعديد من المهمات في يوم واحد
صدى صوت خطواته هو كل ما تبقى في ذلك المكان الخالي
وصل بتثاقل للمكان الذي يعيش فيه

آخذا المفتاح من جيبه ليفتح الباب الموجود هناك

كان المكان فارغا عند فتح الباب
'فارغا' صامتا كما يجب أن يكون دائما

منظر الأوراق المبعثرة عند واجهة المكتب يضفي جوا من عدم الترتيب للغرفة
كان يحمل مستندات جديدة عليه انهاؤها في وقت لاحق كما تم أمره ...
تملؤ الهالات السوداء عينه ؛ غير واضحة حقا بسبب عدم وجود نور كاف تاركا ملامحه تسبح في نوع من الظلام القاتم

" انتهى يوم عمل آخر .... إذا ... "

كان ينظر بنوع من الفراغ نحو المكتب الموجود أمامه
منظر الخشب البني الأملس مع تباين ضوء مصباح الطاولة الخافت ترك مجالا مفتوحا للتأمل في ماهية الكيان المبهم الذي يفكر فيه

لم يرد التفكير طويلا بأمر أي شيئ
كانت اي ذرة من التفكير كافية لجعل عقله لا يتوقف عن النبض المضطرب بين افكاره اللا متناهية

تأمل يده اليسرى بحرص بنوع من الشرود المتقطع
كانت مجرد منظر قاتم مبهم مثل أي شيئ حوله

لا شيئ مميزا في أي شيئ

اخذ بنزع سترته السوداء التي لطالما ارتداها دون هدف محدد
ربما فقط كرمز لإنظمامه للمنظمة التي جعلت تفكيره أكثر عمقا من اي وقت مضى

سبب لعقاب مناسب على كل الأشياء التي فكر فيها

لا شيئ منطقيا يوجد كما كان يجب عليه ان يكون ...
هكذا كان الأمر فقط

لا إثباتات منطقية بحتة لحالته

كان كل ذلك يعذب عقل الشخص الواقف هناك

يائسا خاليا من اي ذرة من علامات شيئ يسمى 'الأمل' كما كان يجب أن تكون

خاليا من كل آثار الفطرة البشرية التي تجعل الإنسان 'إنسانا' كما يجب أن يسمى

أغلق هاتفه الموجود بجيبه

وضعه فوق الطاولة

لا يريد المزيد من الإزعاج ببلوغه هذا الوقت بالذات

فقط فشل آخر لعدم تحقيقه لمسعاه الذي لطالما اراده

For the unknown entityDonde viven las historias. Descúbrelo ahora