34- لأجل فين

Start from the beginning
                                    

"ماركوس؟" نطقتُ ببطئ اسمه لكنه ابتسم بتوتر وهزّ رأسه يحمحم مرة أخرى، ودون تضييع أي ثانية هو فقط لفّ السترة حول خصري وعقدها عند بطني بطريقة مفاجئة.

"إنه فقط––أعتقد أنكِ––" توقف ينظف حلقه ويبعد عينيه عني "دورتكِ"

بمجرد سماع تلك الكلمة شعرتُ كأن النار تشتعل في وجهي بأكمله، أردتُ لحظتها من الأرض أن تنشق وتبتلعني من شدة الإحراج، تسارعت ضربات قلبي ولم أجد أي سبيل للهرب، أدرتُ وجهي للجانب أتجنب النظر إليه، تبا!

هذا محرج أكثر حتى من تلك المرة التي فتح فيها أوليفر باب الحمام عليّ.

ماركوس للتو رآني!

لعنتُ نفسي آلاف المرات لأني لم أنتبه، كيف لم أنتبه واللعنة؟ دورتي الشهرية منتظمة دائما وأعرف مواعيدها جيدا، لماذا لم أفكر بهذا؟ سحقا!

سحقا لكِ جاك!

"لا بأس" صوته انتشلني من عذابي الداخلي ولم أتجرأ على النظر إليه، بصري كان على الأرض أتمنى لو افقد وعيي الآن فحسب، زممتُ شفاهي بقوة عندما اقترب مني ماركوس يضع يده على كتفي ويضغط بخفة بينما يردف بنبرة ليّنة "ليس شيئا كبيرا حقا جاك، هذا طبيعي، لا داعي للتفكير الزائد" كلماته جعلتني اومئ له بخفة وما أزال أنظر للأرض.

"هيا بنا لنشتري بعض المستلزمات التي تحتاجينها إذا" اقترح عليّ يسحبني وراءه برفق وشعرتُ فجأة بشيء في صدري، كأنه يتوسع–––كأن دفئ عظيم يحتله ويملؤني حتى النخاع....ثم هناك ماركوس يسير بجانبي ولا يترك يدي.

"هل تشعرين بألم؟" إلتفت يسألني من فوق كتفه، هززتُ رأسي نافية أنطق بخفوت "كلا"

"إن لم تكوني قادرة على السير يمكنني إيقاف سيارة––" قاطعته أشعر بإزدياد حرارة وجهي وأعقد حاجباي "أنا بخير مارك، كما أن المحلّ قريب"

"معذرة، أنا فقط حذر بشأن أمور الفتيات" قال بصوت متوتر يدير وجهه كي لا ينظر إليّ، الإحمرار على وجنتيه كان واضحا، لذا لم اشعر سوى بالغرابة أكثر والإحراج.

هل كان يجب على هذا أن يحصل أمام ماركوس؟ لماذا الحظ سافل لهذه الدرجة؟

__

"تفضلي" ماركوس تقدم من سريري حيث كنتُ مستلقية وبيده قرص مخفف للألم وكأس ماء زجاجي، جلس بجانبي واعتدلتُ في جلستي آخذ كلاهما منه، بهدوء وضعتُ القرص في فمي وأخذتُ رشفة سريعة ريثما أعود للوراء إلى السرير.

"زال الألم؟" سألني برفق يأخذ الكأس ويضعه على المنضدة القريبة، هززتُ رأسي له بإيماءة خفيفة، أوجه له إبتسامة صغيرة "قليلا، شكرا لك"

كنتُ قد بدأت أشعر بالألم الفظيع في كل أنحاء جسدي ولحسن حظي كنا قد وصلنا إلى الشقة، بالإضافة إلى أن ماركوس لم يتردد في مساعدتي بكل الطرق التي يعرفها؛ من بينها ذهابه لأقرب صيدلية وشراء الأقراص بعدما نفذت خاصتي.

آدمWhere stories live. Discover now