الفصـل الخامـس ✓

342 28 56
                                    

"صـفـعـات"
.
.
.
.
.

أنا بخير
ألا تراني أُحادث الجميع وأبتسم؟
ألا تراني أُعطي الطمأنينةَ للعابرين وأنا متّزن؟
لا تقلق ...!
فقط روحي مُتعبة...
ونظراتي شاردة...
وندوبي غائرة...
ومشاعري ذابلة...
حتى إبتسامتي حائرة...
وأسأل الله فقط الثبات
وتجاوز هذه المرحلة ❤️‍🩹.

( راقت لي .....)

”صلِّ على النبيّ .. وتبسم 💙.“

_____•_______.._______•_____

تجمد جسد "رؤى" بالكامل بعد الجملة التي ألقتها مربيتها، شعرت بأصابع صلبه تلتف حول عنقها تضغطها بقوة، تخنِقُها، ومع توسع حدقتاها ورعشت كفيها بدت كمن يحتضر

أي بيتٍ قد بِيع؟! هذا البيت؟!
بيتهما من والدتهما؟!
آخر ما تبقى لهما منها؟
آخر ما يحمل لهما بعض الذكريات الماضية منها؟
كيف باعه؟!
بأي حق؟!
بأي سلطه؟!

لقد تنازل، وخط توقيعه على الأوراق أمامهما، لكن الآن يُرسل لهما عبر مربيتهما رسالة جافة بالرحيل وترك البيت الذي لم يعد ملكهما

تباطأت نبضات "رؤى"، وشعرت بالألم يسحق قلبها، بينما بقيت "تقى" محلها تراقب أُختها الكبرى تحت تأثير الصدمة وقد تجمعت الدموع في عينيها

ابتلعت "مودة" ريقها المر ببطءٍ مؤلم، وفرقت شفتيها عدة مرات بغية الحديث، المواساة، قول أي شيء لكن صوتها لم يخرج

ساد الصمت الموحش في الجلسة، ولم يقطعه سوى تساؤلات "رؤى" المبهوتة بصوتٍ سرقت الصدمة روحه :

ــ باعه ازاي؟ البيت ده ورثي أنا و"تقى" من ماما وهو اتنازل عن حقه فيه لينا يعني ملهوش حاجه فيه عشان يبيعها هو بنفسه مضى التنازل!

"التنازل!!!"
ومض عقل "رؤى" مستعيدًا مشهد التوقيع مرةً أُخرى، يومها لم تقرأ الورق وخطت توقيعها في صمت حيث أشار لها محامي والدها بينما وقع والدها بالنيابة عن "تقى" الصغيرة بما أنه الوصي عليها كونها لم تبلغ السن القانوني

وقتها وثقت بكلمات والدها، ولم يخطر ببالها أن يضيف لجرائمه في حقها وشقيقتها جريمةً أُخرى ويسرق ميراثهم، ويجعلهما توقعان عن تنازلهما هما وليس هو، هذا التفسير المنطقي الوحيد لقدرته على بيع هذا البيت

عند هذا الاستنتاج، أدركت "رؤى" أن الحديث القادم سيكون أكبر من عقل الصغيرة "تقى" وتحملها العاطفي فنظرت إليها آمرةً بجمود :

ــ "تقى" اطلعي أوضتك

انتفضت "تقى" واقفة، وتساقطت دموعها الحارقة على وجنتها صارخةً في وجه شقيقتها بإعتراض :

ــ لا مش هطلع! أنا مش صغيره أنا عندي ١١ سنه وقادره أفهم كويس إن البيت ده ما بقاش بتاعنا

『 العه‍د القديم 』Where stories live. Discover now