الفصـل الأول ✓

989 46 34
                                    

"صـفـقـة"
.
.
.
.
.

"لا تبحث عن تبريرٍ لأخطائك، كن شجاعًا واعترف أمام نفسك أنك أخطأت."

(... أمنيـة أشـرف ...)

”صلِّ على النبي، وتبسم 💙.“
.
.
.
.
.
_____•_______.._______•_____

داخل غرفة إستقبالٍ واسعة، بأثاثٍ حديث، وتُحفٍ باهظة، وُزعت عِدة كراسٍ مذهّبةُ الجوانبِ والنقوش على شكل دائرة وفي مركزِها وُضعت طاولةٌ مستديرة تعلوها أطباق الحلوىٰ وكؤوس المشروبات.

وعلى أحد المقاعد جلس رجلٌ في منتصف عِقده الخامس، يبتسم بدبلماسية للجالس على الكرسي المقابِلِ له.

والذي كان شيخًا كبيرًا في بدايات العقد الثامن، أشيب الشعر، متين البنيه، يبتسم برصانة أقرب إلى الغرور وهو يحادث القابع أمامه في تلك الأمور التى لا يستهويها إلا المستثمرون ورجال الأعمال.
يجلس باسترخاءٍ متّكئًا بإحدىٰ قبضتيه على عصاه نُحاسيَّةِ الرأس، ورغم خطوط وجهه وتجاعيده الكثيرة إلى أن الشدة تطغى على هيئته.

إلى جواره جلست زوجة ولده تفرك كفيها المُرتعِشين وهي تبادل المرأة الجالسة أمامها الابتسام بتوتر وتحفّز للقادم، والذي تعلم علم اليقين أنه لن يكون خيرًا أبدًا!

قطع صوت الباب الذي فُتح باندفاعٍ الحديث الدائر بين الرجلين، وظهر من خلف الباب فتاةٌ شابة، قسمات وجهها صغيرة كما بنيتها، قصيرة القامة بشكلٍ مُسترعٍ للإنتباه مما يُعطيها هيئة أصغر من عُمرها الحقيقي بسنوات، بفستانٍ أرجوانيٍّ قصير وخصلاتٍ مصففة بعناية، تبتسم بإشراق وسعادةٍ مُصطنعَين

ومن خلفها قد ظهر شابٌ يفوقها في الطول بقدْرٍ كبير، رغم طوله الذي لا يتجاوز الحد المتوسط بكثير، خمري البشرة، تُزيّن لِحيةٌ مهندمةٌ صفحة وجهه، وخصلاتُه متناثرة بتَشَعُّثٍ مقصود، وعلى أنفه قد استقرت نظارةٌ طبيةٌ مستديرة تخفي خلفها عينين دَكَنَ فيهما اللون الزيتوني حتى قارب البني

خطى كلٌّ من الشاب والفتاة نحو مجلس الجميع، فأسرعت الفتاة تجلس بجانب أُمها التى قبضت على زراعها الأيسر مُتصنعةً أنها تُجلسها بينما في الحقيقة الأمر كانت الأم قد قَرصت ذراع ابنتها بقوة ونظراتها تحذرها من أن تخرج أي صوتٍ وهي تهمس لها بقسوة آمرةً :

ـ ”كارمن“ .. خليكِ عاقلة ورزينة وما تبقيش هبلة

كانت قَرصة قوية حقًا، وصحيحٌ أن نظرات أمها منعتها من الأنين ألمًا لكنها لم تقدر على منع عينيها من أن تدمعا وهي تهمس مجيبة والدتها التى عادت لجلستها الاولى :

ـ حاضر يا مامي

أومأت لها أمها برِضا بينما افتتح والدها الحديث سائلًا إياها ببسمةِ رفقٍ مصطنعة :

『 العه‍د القديم 』حيث تعيش القصص. اكتشف الآن