الفصل الثاني ♥

Beginne am Anfang
                                    

شرد عقلها في أحداث تلك المرة القاسية عليها بشدة، ذكرى من اسوأ الذكريات الغير مستحبة لديها

❈-❈-❈

أخبرته في ذلك اليوم قبل أن يذهب أنها ستجلس في الحديقة الخاصة بالمنزل، لكنها لم تكن نواياها الجلوس في الحديقة بل كانت خطتها الهروب من الباب الصغير الموجود في الحديقة والذي لم يعلم حتى يومها هذا أنها تمتلك مفتاح ذلك الباب.

استخدمت ذلك الباب في الخروج من المنزل وسارت من خلاله نحو الحارة الشعبية التي كان يسكن فيها والديها، لكنها تفاجأت حينها بعدم وجود أي شخص بها، وبعد العديد من التساؤولات تتذكر جارتها التي اخبرتها بتعجب مدهش

:- إيه دة يا رنيم يا حبيبتي أنتِ متعرفيش ولا إيه غريبة، ما أهلك نقلوا با بت في شقتهم الجديدة داخلين في شهرين تلاتة.

بدت معالم الدهشة حقًا فوق قسمات وجهها هي الأخرى متذكرة حديثه عن أهلها وكلمته الدائمة لها بأنه قد اشتراها ودفع ثمنها الزهيد الهابط نسبةً له، تمتمت متسائلة بخفوت شديد وقلق

:- طـ... طب يعني يا طنط، هو...حضرتك متعرفيش العنوان الجديد معلش لو بتعب حضرتك أصل بتصل محدش بيرد نهائي.

طالعتها السيدة في ذهول وتعجب من تلك التي تقف تسأل عن عنوان منزل والديها الجديد، لكنها أسرعت تجيبها مسرعة بتعجل

:- أه يا حبيبتي استني أمك كانت مدياني العنوان في ورقة عشان لو حبينا نزورها، ثواني هدخل اشوفهولك، ادخلي طب يا حبيبتي.

ردت عليها رافضة بخفوت شديد ونبرة ضعيفة مجهدة عن المعتاد منها

:- لأ يا طنط متشكرة لحضرتك مش هينفع ادخل عشان مستجعلة ياريت بس العنوان بسرعة لأني مش فاضية وبعتذر لحضرتك لو هتعبك معايا.

ردت عليها بهدوء وهي تسير صوب الداخل تبحث عن تلك الورقة التي تريدها التي يوجد بها العنوان الجديد لوالديها

:- لا يا حبيبتي تعب إيه مفيش تعب ولا حاجة.

غابت في الداخل لبضع دقائق ثم عادت تحمل ورقة صغيرة أعطتها إياها بابتسامة واسعة تزين ثغرها

:- اتفضلي يا جبيبتي اهي لقيتهالك.

أخذتها منها وفتحتها تقرأ العنوان الذي يوجد بها وجدته عنوان في منطقة راقية بشدة، أغمضت عينيها تحاول أن تخفي ما تشعر به، تمتمت بخفوت تشكر تلك السيدة التي ساعدتها باحترام شديد

:- شكرًا لحضرتك يا طنط بجد مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه.

سارت متوجهة إلى اسفل ثم بدأت تسأل بعض الناس المتواجدة في الشارع عن كيفية ذهابها إلى ذلك العنوان المدون في الورقة التي معها، نجحت في النهاية في الوصول.

وقفت أمام الباب تشعر بالحيرة والتردد قبل أن تدق الباب، لا تعلم صِحة ما يدور داخل عقلها، حسمت أمرها ودقت فوق الباب دقات هادئة.

لهيب الروح Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt