حلقه العام الجديد الجزء الثاني

5.6K 424 26
                                    

سنه سعيده عليكم ....الجزء التاني من الحلقه

رفع امير حاجبه باحتدام : يعني ايه ؟
قالت ليندا بإصرار : يعني مفيش حاجه اتغيرت ...قراري نهائي 
عقد حاجبيه ونظر إليها دون قول شيء لتنظر له باتهام دون قول شيء ليندفع امير بعد أن أخذ نفس عميق ليقول بنبره مهدئه : ليندا اللي فهمتيه ده غلط
ضيقت عيناها بصمت ولكن نظره عيناها بقيت كما هي ليهز امير رأسه : ورد مش في دماغي
التوت شفتيها بابتسامه ساخره : فعلا !!
اوما لها : دي حكايه وخلصت زمان
صمتت وكم كان صمتها اقوي من اي كلمات بينما بالفعل اختنق امير بتلك الحلقه ولم يجد له أي مخرج منها : اللي شوفتيه ده مش .....مش حاجه ...تعلثم وبالفعل لم يجد تعريف يدرج به هوسه الذي مازال يلازمه : ليندا انتي ليه مش عاوزة تفهميني ....حياتي بقت معاكي انتي ....انا
حبيت حياتنا
تهكمت بحراره بينما حتي لم يقل أنه احبها هي ...بل كل ما نطق به أنه احب حياتهم وليس هي ليخرج من صدرها الضائق زفره حاره قبل أن توليه ظهرها وتهتف بنبره قاطعه : اطلع برا يا أمير
...........

...........
اخرج خالد المفتاح من الباب بعد أن فتحه ودخل ليغلقه خلفه بهدوء بينما يدور بعيناه في أرجاء المنزل الذي عم عليه الهدوء في هذا الوقت من الليل .... دخل الي الممر المؤدي للغرف ولم تغفل عيناه عن نور الغرفه المضاء كما لم يغفل عقله عن توقع المشاجرة التي ستحدث بعد قليل وفي أفضل الظروف ستكون نظرات غاضبه تنتهي بخصام ....فتح الباب ودخل قائلا : السلام عليكم
ردت هايدي التي كانت جالسه علي طرف الفراش تطوي بعض الغسيل وتضعه بالخزانه : وعليكم السلام
نظر إليها بينما وضعت كل تركيزها فيما تفعله دون أن تنطق بشيء ولكن حركتها العصبيه أخبرته أنه الصمت الذي يسبق العاصفه ...: ملك نامت ؟!
بعصبيه دفعت هايدي بباب الخزانه تغلقه هاتفه : انت شايف ايه ؟
رفع خالد نظراته الي الأعلي بضيق ليمد يداه الي ملابسه يبدأ بخلعها متهكما : شايف انك متعصبه
وهنا كان يشعل فتيل المدفع الذي انطلق بداخل هايدي مشعل أعصابها لتلتفت إليه بحده : يلا ابدا في القصيده ..بتاعه انتي عصبيه وبتزعقي طول الوقت ....علي اساس اني بتعصب لوحدي
لوي خالد شفتيه : وايه اللي معصبك ....اني خرجت مع صحابي
نظرت له هايدي بغضب : لا ياخالد مش ده اللي معصبني وانت عارف كويس ايه اللي معصبني وعامل نفسك مش عارف زي ما بتعمل نفسك مش واخد بالك من اي مسؤوليه عليك
حك خالد عنقه بعصبيه : عندك حاجه جديده تقوليها ولا هما نفس الكلمتين بتوع كل خناقه
نظرت له هايدي بغضب واندفعت خارج الغرفه هاتفه بخزلان : ولا اقول ولا اعيد
زفر خالد وجلس علي طرف الفراش يفرك خصلات شعره بضيق بينما لم يعد يمر عليهم يوم بدون شجار....
جلست هايدي علي الاريكه تهز ساقها بعصبيه بينما تعبت من أفعاله واستهتاره بكل شيء ...أخبرته وطلبت منه أن يعود باكرا ليبقي مع ابنتهم لأن لديها محاضره بعد انتهاء عملها وهو تعلل بأنه مشغول لتأخذ ملك الي والدتها وتعود للجامعه حيث بالكاد تذهب الي محاضرات الدكتوراه التي تعدها منذ سنوات دون ادني تقدم وبعد أن انتهت عادت لتأخذ الطفله وتعود للمنزل وفي النهايه يخبرها أنه سيتأخر قليلا لانه سيخرج برفقه أصدقاءه ....فركت وجهها بانفعال بينما أصبحت تتحمل مسؤولية كل شيء وحدها وبالفعل تعبت ولم تعد تجد وقت لنفسها أو له وهذا ما لاتنكره فالبفعل تأثرت علاقتهم كثيرا ولم يعد بينهم هذا القرب المعهود ولكن ليس بيدها فهي مرهقه ومستنزفه وكل ما تطلبه منه هو قليل من المساعده ....
خرج خالد من الاستحمام وقلبه يوخزه من أجلها ....أنه متضايق أكثر منها لما تحولت إليه حياتهم ويحاول كثيرا امتصاص نوبات عصبيتها وما تطلبه منه يفعله أن استطاع ولكن أغلب الاوقات تري ما يفعله غير كافي فماذا يفعل إذن ....تنهد واتجه ليخرج إليها ولكنها كانت تعود الي الغرفه بنفس الوقت ....هايدي
لم تلتفت إليه بل بنبره أمره كانت تشير الي المنشفه التي تركها علي طرف الفراش بعد ان انهي استحمامه : لو سمحت رجعها مكانها طالما خلصت
نظر لها خالد بحده لتتجاهله وتتجه الي جانبها من الفراش وتسحب الغطاء فوقها وتنام
تمدد خالد بجوارها وبقي يتطلع الي سقف الغرفه بصمت ينافي ثوران عقله الذي يتمرد علي أن تتحول حياتهم الي هذا الجحيم ...طوال الوقت شجار وخصام ولم يعد للتفاهم سبيل بينهم ......يلقي عليها باللوم بينما من وجهه نظره هو يحاول وهي من تثور دوما ولا تعطيه فرصه للحديث الهاديء ....بينما هايدي اجبرت نفسها علي النوم بكمد وهي تخبر نفسها.....عليها أن ترتاح  فبعد بضع ساعات ستبدأ يوم اخر من المهام التي لا تنتهي ...فالافضل من التفكير النوم وبالنهايه لا شيء سيتغير فلماذا ترهق عقلها .
...........
....
بنظرات امتزجت بها السعاده والحنان كانت ورد تتابع حديث ابنها الصغير البالغ ست سنوات عن يومه بالمدرسه بينما جثت علي ركبتها أمامه تصفف له خصلات شعره
البسته جاكيته القطني وإدارته تجاهها لتغلق له السحاب بينما تابع (يامن ) بحماس : تعرفي يا مامي أن صاحبتي عندها نفس اسمك
رفعت ورد حاجبيها بابتسامه متسائله : اسمها ورد
اوما يامن سريعا : ااه ..اسمها ورد ...!!
ركض يامن من امامها سريعا ما أن استمع الي صوت مفاتيح أبيه يدور بالباب ليركض تجاه فريد الذي اتسعت ابتسامته وسرعان ما ترك ما بيده وانحني ليحمل ابنه الصغير الذي ركض تجاهه ....بابي
احتضنه فريد واغدقه بالقبلات : حبيب بابي
عامل ايه يا سياده المستشار الصغير
ضحك يامن وبحماس أخذ يتحدث مع أبيه الذي سار وهو يحمله تجاه الغرفه لتخرج ورد إليه بابتسامه : حمد الله علي السلامه ياحبيبي
ابتسم فريد وقبل وجنتيها : الله يسلمك ....المستشار تعبك النهارده
هزت ورد راسها وداعبت شعر ابنها بحنان : لا خالص .....أومات وتابعت هدخل اجهز الغدا وانت غير هدومك وانزل هات ماما هاله
بعد انتهاء الغداء لاحظت ورد شرود فريد والذي لم يكن اليوم فقط بل منذ بضعة أيام لتقترب منه وتضع يدها علي كتفه : مالك يا حبيبي سرحان في ايه ؟
هز كتفه وربت علي يدها : ابدا يا حبيتي ....انا هقوم البس واروح لعمي شويه
أومات له بحيرة من صمته وشروده بينما تعرف جيدا أن هناك ما يشغله ولا يخبرها به .....وبالفعل تلك القضيه التي يعمل عليها لا تبارح تفكيره ليس لصعوبتها فقط ولكن لتلك التدخلات التي لا تنتهي وزادت عن حدها من رتب عاليه تحاول الضغط عليه ......نظر له رفعت وسأله نفس سؤاله الذي دوما يسأله له حينما يكون في تلك الحيرة : وانت ناوي علي ايه ؟!
نظر له فريد قائلا : ناوي اتابع التحقيق زي اي قضيه
اوما له رفعت : والضغوط اللي عليك
تنهد فريد : مش فارقه معايا بس مش عاوزها تزيد عن حدها .... امبارح مجدي كان عندي وكونه يتدخل في الموضوع مضايقني
نظر له رفعت : لو انت مكان ابو الولد هتعمل ايه ؟!
قال فريد متنهدا : مش هقولك هسيب التحقيق يمشي ولو ابني مظلوم هتظهر براءته ...هقولك يارب مكونش في مكانه في يوم من الايام ....الكلام سهل ياعمي
..........
.....
زفرت هانيا بغيظ بينما بروده تجاهها يقتلها لتدفع بخصلات شعرها للاعلي وتربطها بتلك الربطه ثم تتجه للخارج وهي تحمل باقي الطعام لتضعه علي السفره
خفض ايهم عيناه سريعا يجبر نفسه علي عدم النظر إليها حينما دخلت إليه قائله بصوت ناعم : يلا يا حبيبي انا جهزت العشا
اوما ايهم وانتظر أن تخرج ليتبعها ولكن هانيا تمهلت وهي تخرج بينما دون إرادته خانته عيناه لتتطلع الي فتنتها ورشاقه جسدها بذلك الشورت القصير ....تنهد بداخله وعيناه لا تبارح النظر إليها ولكن سرعان ما خفض عيناه حينما استدارت إليه ....جلست بجواره لتتهادي رائحتها العطره الي أنفه بينما مالت تضع أمامه الطعام ليكشف ذلك التيشيرت الذي ترتديه عن المزيد من مفاتنها واه منها وهي لا ترحمه باقترابها ودلالها
وهاهي سكته قلبيه في الطريق حينما رفعت يدها اليه فمه تطعمه بيدها : خد دي من ايدي
ابتلع ايهم لقمته والتقت عيناه بعيونها التي نظرت له بعتاب ....حمحم قائلا : تسلم ايدك
ابتسمت له : عجبك الاكل
هز رأسه : حلو تسلم ايدك
قالت هانيا بحماس : اهو عشان تعرف اني بعرف اطبخ انا بس اللي مش بحب وقفه المطبخ
نظر لها بطرف عيناه بصمت لتشاكسه هانيا : ليه البصه دي ....؟! عارفه اني زعلتلك واهو بقالي يومين بصالحك
داعبت وجنته بنعومه : وبعدين بقي يا حبيبي هتفضل ساكت ومخامصني لحد امتي
تنهد ايهم ونظر لها بجديه قائلا : لغايه ما تعقلي
عقدت حاجبيها قائله : وانا مجنونه ....كده يا ايهم
قطب جبينه وهز رأسه : مش قصدي يا هانيا ....
نظرت له بعتاب : امال قصدك ايه ....انا اهو قدامك اتغيرت
هز رأسه وقال بحزم : لا ده التغيير بتاع كل مره ....كام يوم وترجعي تاني تتمادي اكتر من الاول ...ده انتي سبتي البيت ومشيتي يا هانيا
وضعت يدها علي يده: لا خلاص
نظر لها بطرف عيناه : خلاص ايه ؟!
زمت شفتيها قائله : خلاص مش هعمل كده تاني
مالت عليه بدلال اذاب قلبه : انا بحبك يا ايهم وانت عارف كده .... غصب عني لما بتزنق في المسؤوليه بحس اني مخنوقه وبتعصب ومش بعرف اتصرف
تنهد ووضع يده علي يدها قائلا باحتواء  : وانا روحت فين
عقدت حاجبيها : بقيت مشغول عني
اخيرا ابتسم لها ومد يداه يداعب وجنتيها  :  انا جايز انشغلت شويه بس ده عشان حياتنا تكون احسن ...حقك عليا
ابتسمت بسعه وقفزت لتجلس فوق ساقه وتحيط عنقه بذراعيها : انت اللي حقك عليا ومتزعلش مني
هز رأسه ونظر الي عيونها وجذب راسها برفق تجاهه ليقبل شفتيها : مقدرش ازعل منك
التقت شفتيه بشفتيها بقبله عاشقه تمهل فيها ايهم يتذوق كل انش في شفتيها التي يعشقها وهانيا أحاطت عنقه أكثر باستسلام تام تستقبل قبلته باشتياق .

...........
.....
عقد هاشم حاجبيه والتفت الي هديل باستفهام : ايه ده ؟
قالت هديل بابتسامه وهي تمد يدها اليه بتلك الورقه : سددت اقساط القرض
ازدادت عقده جبينه وبدأت الدماء الحاره تسري في عروقه خشيه من أن تكون فعلت ما منعها عنه لتقول هديل سريعا قبل أن ينطق بشيء : ماأخدتش فلوس من حد يا هاشم دي فلوسي انا
رفع حاجبه باستنكار : فلوسك
أومات له وقالت ببساطه : اه ...اخدت قرض وهسدده من مرتبي
اغمض هاشم عيناه وسحب نفس طويل ثم فتح عيناه ناظرا إليها بعتاب : عملتي كده ليه ومن ورايا ....هديل انتي واعيه لللي عملتيه
قالت هديل ببساطه : معملتش اي حاجه .... عادي ياهاشم
انفلت لسانه بعصبيه : لا مش عادي ....انتي مش هتصرفي عليا
نظرت له بعتاب دون قول شيء ليمسك بذراعها هاتفا : انا مش هقبل بحاجه زي دي وكمان مش هكون ناكر للجميل واتعصب عليكي وانتي بتقفي جنبي ...هديل افهمي بقي المشروع ده خلاص انتهي ....وانا هدور علي اي شغل غيره
قالت هديل بجديه وهي تنظر إليه : مفيش حاجه انتهت ....ده مش مشروعك لوحدك عشان تاخد القرار فيه ...دي حياتنا ومستقبلنا سوا ...هتقف علي رجلك تاني وتوقف مشروعك علي رجله والفلوس دي هترجعهالي انا واثقه من كده
فتح فمه ولكن هديل لم تمهله أي فرصه لتتجه ناحيته وترفع نفسها علي أطراف أصابعها وتتضع شفتيها فوق شفتيه هامسه : هششش متقولش حاجه
لحظه وكان يستجيب لمباردتها لتأخذ سريعا شفتاه القياده من شفتيها ويقود قبلتهم الشغوفه بعشق خالص لتلك الفتاه التي اسرت قلبه .
........
...
: هايدي ...هايدي
فتحت هايدي عيونها المرهقه ببطء لتقابل وجه خالد الذي مال فوقها يناديها برفق ليوقظها ....
عقدت حاجبيها وهي تتطلع حولها بينما صدق حدثها بأن الصباح لم يحل بعد لتسأله بصوت متحشرج : في ايه ؟!.
قال خالد وعيناه تتطلع الي كل انش بوجهها : اصحي عاوز اتكلم معاكي
نظرت إليه بعدم فهم تحول الي ارتباك حينما وجدت يداه تتحرك تجاه شعرها القصير يفك عقدته ويمرر أصابعه بين خصلاته  ونظراته لا تحيد عن النظر لعيونها ليهمس بصدق : وحشتيني يا هايدي
دق قلبها بقوة بين جنبات صدرها لتخفض عيناها وتقول بعتاب : انت مبقتش تحبني زي زمان ...
......
...
بصدمه نظر امير مجددا تجاه تلك الواجهه الزجاجيه لتتسع عيناه بعدم تصديق بينما يري ليندا جالسه الي أحد طاولات ذلك المقهي وبالمقعد المقابل لها جلست ورد ...!!

يتبع
( باقي جزء صغير ملحقتش اكمله ومحبتش اكتبه بسرعه عشان يكون مناسب فهينزل بكرة أن شاء الله وبكده تكون الحلقه خلصت يارب تكون عجبتكم )

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم

اقتباس
جثت ورد علي ركبتيها أمام امير الواقف امامها بلا حراك وهتفت بنحيب : هبعد عن فريد ..!
لم يكد امير يستوعب ما نطقت به ليرفع عيناه تجاه الباب حيث وقف فريد الذي لاحت الصدمه القويه علي وجهه وكأنه تلقي رصاصه بصدره
وهو يستمع إلي تلك الكلمات ..!

ورد فريد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن