3.

64 8 24
                                    

أذكر الله ✨.

~

«صباح الخير بني، انهض، هنالك من أتى لرؤيتك»
صاحت والدة ماثوي عند الباب، تشعل فوقه مصباح غرفته الندية.

كبت الصحوة على ماثوي، ودبت على تقاسيم وجهه الارهاق والانزعاج الشديدين: هو ليس معتادا على النهوض باكرا، هو بالكاد يستطيع الخلود الى النوم مؤخرا.

كان الصداع أول من يزوره صباحا، يستمر ويواصل نخر رأسه، حتى الدواء الذي تعطيه له أمه كل مساء ما عاد ينفع؛ إن الأمر يعكر عليه صفو أيامه كثيرا.

توجه نحو صالة منزلهم الصغيرة نصف فطن، يمسح عيونه بكفيه، ليست لديه أدنى فكرة عن ذا الذي جاء له في هذا الوقت المبكر -رغم أنها الثانية عشر بالفعل-.

اتخذ مجلسا بجانب والدته فوق الكنبة الخضراء المزهرة، يرمق الشاب أمامه ببعض من التساؤلات. ببذلته الرياضية، ومنظره المرتب، لم يبدُ كشخص قد يخالطه ماثوي.

«اذهب معه»
تمتمت أم ماثوي له اسفل ابتسامتها للغريب ذاك.

«لكنني لا أعرفه»
رد عليها هامسا.

صمتت قليلا وقد أدارت وجهها نحوه بغرابة، أخذت نفسا متقطعا ثم استرسلت:«فقط اتبعه»

امتلئ عقل ماثوي بالتساؤلات. وكعادته، لم يكثر من طرح الأسئلة، لذلك اسرع غاسلا وجهه مغيرا ثيابه، يرافق ذلك الغريب الذي أتى بيته.

خرجا يتمشيان يسلكا الطريق الشرقي،  وقد شعر ماثوي بالغيرة قليلا لأن هذا الفتى لم تكف والدته عن عناقه والمسح عليه وهو لم يقابله حتى، أنى له أن يكون بهذه المنزلة في قلب أمه دون علمه!

وفي الواقع، طوال تلك الدقائق لم يجرؤ أحد على الحديث بعد، وقد استوعب ماثوي ذلك للتو.

«ألي أن أسألك سيدي من تكون؟ وإلى أين تقودني؟»
تحدث ماثوي، يدير رأسه يسترق نظرات من الماشي بجانبه.

«أنا صديقك دينو، ماثوي»

شهقة صغيرة خرجت من فم ماثوي، ليدير هذه المرة رأسه بالكامل له يكاد يتعثر في خطواته.

«حقا؟»

«حقا.»

عم الهدوء الجو بينهما، أنزل الشاب رأسه يمشي وكأنه يعلم بالضبط إلى أين تقوده قدماه، لم يكلف نفسه عناء النظر إلى ماثوي الذي -وعلى عكسه- كان مبهورا بمشاهدة كل تفصيل عنه.

VERIVERY - short story | So As After - أمّا بعد.Where stories live. Discover now