1.

112 9 42
                                    

أذكر الله ✨.

~

«عد باكرا بني»
صاحت المرأة بسرعة قبل أن يخرج ابنها إلى الخارج تستقبله تلك الشمس الحارقة، اومأ مبتسما ثم أغلق الباب خلفه.

انكمشت يدها الملوحة رويدا رويدا عندما توارى جسد ابنها ذو الثامنة عشرة صيفا خلف بوابة المنزل، لتستقر أخيرا بمكان قلبها الخافق بجنون دون سبب واضح.

تشعر بضيق شديد في صدرها، وكأنه ما عاد يسع نابضها دموعها وضحكاتها، ما عاد يحوي روحها.

كانت تلك فترة الظهيرة، موعد استيقاظه. هو قد غسل وجهه، تناول بعضا من الخبز وهرب نحو الخارج بعيدا، يشعر بذات الخنقة الشديدة في بيته. 

استنشق الهواء بعمق، ثم نظر إلى الشوارع حوله بنظرة خاوية لا يعلم أين يذهب على نحو الخصوص، ألم رأسه لا يزال يحاوطه دون هوادة، ينبش كل ركن منه يجعله يود ضرب جمجمته عرض الحائط.

اتخذ من الطريق الشرقي مسلكا لقدميه، يشعر بالتعب الشديد والدوار رغم استيقاظه للتو. ببطن خاو لم يعرف معنى للامتلاء، أصبح يائسا من حالة عائلته المادية.

مر بجانب بعض المحلات المكتظة، ثم انعطف على ممر آخر وكان هو الآخر ينفجر بالناس.

هذه الأيام تمنى لو أنه يبقى وحيدا، أن يجلس كل شخص ببيته ويترك له الشارع فارغا ولو للحظة، كعزاء لشيئ ما فقده، لا يعرف ما هو.

عزاء صامت، شديد الصمت.

رمى يده بجيبه فوجد عملة معدنية. رائع، انها تكفي لبعض من الكعك الرخيص، غداء اليوم قد حل أمره!

لم يجد مكانا ليتوجه اليه سوى الحديقة العمومية خلف مطعم الجدة كلارا محبة القطط، والتي عادة ما تكون فارغة بعض الشيئ في هذا الوقت من اليوم.

دخل اليها يؤرجح كيس الكعك بين أصابعه، ثم مر على أروقتها المظللة يدمدم أغنية لاحت في خاطره.

وبينما هو شارد في التماثيل اللطيفة فوق الرصيف، وقعت أنظاره على فتى ما، يجلس فوق أحد الكراسي الخشبية وبجانبه توجد حقيبته الجلدية.

تسارع نبض قلب «ماثوي» فجأة، واختلت وتيرة أنفاسه، ثم شعر بنفسه يحكم الشد على كعكه.

لاحت نظرة قذرة بحدقتيه، ودون أن يتراجع، ركض نحو ذلك الفتى، التقط محفظته وهم راكضا بجنون.

لحظة فاثنان، لم يشعر بأي مقاومة أو مطاردة له.

التفت بحذر وبقي يراقب ذلك الفتى، وبخطى مترددة رجع على طريقه، يرى أمر الغريب الذي سرقه دون أن يبدي أي رد فعل.

اقترب أكثر فأكثر، نخر الفضول أعصابه: أنى له عدم الالتفات حتى بقربه هذا منه؟

لحظ وجود عصا ما بجانب الفتى، وعيونه قد غطيت بنظارات شمسية.

انقبض قلب ماثوي، وشعر بأن نفسه عصرت حرجا بداخله. أهو الآن يسرق أحدا لا يبصر؟

اغرورقت عيناه بالدموع على حين غرة عندما زال عنه ذلك الاحساس الشيطاني للحظة، وكره نفسه كثيرا.

طأطأ رأسه وأعاد المحفظة، ثم جلس بجانبه بهدوء وفمه امتلئ بالاعتذارات الصامتة.

رفع أهدابه بهدوء يلحظ ذلك الفتى، والذي بدى مستمتعا بالجو الجميل.

مد الأخير يده الى محفظته يسحب منها منديلا، ثم واصلت يده امتدادها يلتمس ماثوي، يتأكد من وجود شخص بجانبه. أردف قائلا:«الشمس دافئة اليوم»

همهم ماثوي همهمة مسموعة مرتجفة.

لهيب ندمه قد أكله، وأراد اطفائه بأي ثمن.

«أتريد مساعدة ما؟ سأكون ممتنا إن سمحت لي بمرافقتك بالمدينة. أيمكنني الحصول على رقمك؟»
سأل ماثوي راجيا، وقبل أن يترك الفتى مجالا له ليغرق في أفكاره، ناوله هاتفه بهدوء.

أمسك ماثوي به، وتفاجأ أن الآخر قد سلمه اياه دون تردد، وهذا جعله حاله أسوء؛ روحه دنسة جدا مقارنة بالآخر.

بدأ بتسجيل رقمه، وبينما هو يواصل ادخال الأعداد، وجد بأنه بالفعل مسجل بهاتف ذلك الفتى!

ارتعشت أصابعه، وبحركة منه اتصل على ذلك الرقم. رن هاتفه، أخرجه ليجد اسم «هيون» مسجل عليه!

اختلطت عليه الأمور، وزاد عليه صداعه أكثر.

«أعتذر، ولكن هل أعرفك؟»
سأل متشوشا.

رد عليه هيون:«أنا صديقك، ماثوي».

~

يا الله هههه💀
مش عارف وش اقول ههه نلتقي تاليا.

VERIVERY - short story | So As After - أمّا بعد.On viuen les histories. Descobreix ara