الفصل الخامس و الثلاثون فلسفة هاري

67 9 3
                                    

" بالتالي سيتم الحكم على موكل سالي بالسجن لمدة لا تقل عن خمس عشر عاما ، كان باستطاعتك تخفيف العقوبة أكثر لكن لابأس لا تزالين متدربة ستتعلمين مع الوقت " قال هاري و الذي كان يبدي اهتماما بسالي رغم انه كان مدرب مارك ، انتهت المنافسة بفوز مارك كما هو متوقع فمارك كان الاكثر عقلانية و منطقية على عكس سالي و التي كانت متسرعة رغم اني دائما ما كنت احاول جعلها تتأنى في جمع المعلومات و ان لا تتسرع فتخسر رغم انه بامكانها النجاح 

" خمس عشر عاما كافية بالنسبة لقاتل مثله أساسا ارى انه حكما غير عادل " أجابت سالي ، تلك النظرة بعينيها مجددا تذكرني بهاري كلاهما كان سوداويا و غير متسامح 

" لنغادر ، سالي ربما علينا العمل أكثر أليس كذلك " قلت 

" بالطبع ، سأعمل بجد لكي أصير محامية مثلك سيدتي " أجابت مبتسمة 

غادرت المحكمة رفقة هاري و الذي كان ينوي الذهاب الى مكتبه ، منذ أن نجح في الانتخابات صار أكثر غموضا و قد كنت أستطيع الشعور بتلك الأشياء التي كان يخفيها و لعل موت الأمير ريتشارد كان أهمها 

" أنت من قتل الأمير أليس كذلك ؟ " قلت ، كنا عند موقف السيارات و قد انتهزت الفرصة للتحدث له بعيدا عن مارك و سالي فقد كنت احاول ابعاد كلاهما عن عالم هاري المظلم لكن و رغم محاولتي كان شعور بداخلي يخبرني ان ذلك احد الطالبان سيكون جزءا من ذلك العالم و سالي كانت المرشحة لدخول عالم هاري المليئ بالكراهية و الحقد 

" أتسائل كيف علمت ذلك ؟ " قال ، كنت على وشك الاجابة حين أخرج مسدسا من جيبه ثم أطلق النار على أحدهم من خلفي و الذي كان أحد مساعديه ، كانت المرة الأولى التي أشهد بها جريمة قتل و الأسوء أني كنت عاجزة عن فعل شيئ ، شعرت بالصدمة اثر تلك الفاجعة ، نظرت له في خوف للمرة الأولى ثم قررت المغادرة دون أن أقول شيئ لأتفاجأ به يمسك يدي ثم قال

" لم تجيبي ؟ من أخبرك ؟ " 

" لا أحد ، علمت ذلك بطريقتي الخاصة ، أرى انك أجبتني على سؤالي ، لابأس سأغادر الآن " 

" أتخافين ؟ " 

" في تلك الرواية ، كانت نهاية اللعنة موت أحدنا ما رأيك بهذا ؟ "

" لا يهم ، مادمت قد حققت مرادي فحتى و ان متت لن يتغير شيئ ، لقد استطعت وضع استراتيجية محكمة من خلالها ستعيش هذه الدولة في سلام لأطول فترة ممكنة ثم ان روحي قد تتجسد في شخص آخر و بالتالي فهذه الدولة في أيدي أمينة "

" لو لم أكن كاتبة الرواية لظننت انك الشرير ربما تلك هي الحقيقة فبطل الرواية لم يكن أنت بل هي أنا لكني أشعر بالعجز أمامك طريقتك لم تكن صحيحة أبدا لكنك عنيد و ذلك ما أكرهه بك " 

" ذلك الحارس الذي قمت بقتله منذ قليل ، انه جاسوس لمنظمة  خاضعة للملك ، والد ريتشارد لهذا كان من الأفضل التخلص منه ، و أما الأمير ، كان ذلك صحيحا قد قتل ، لكنه يستحق ذلك فقد سبق و أن كان سببا في موت فتاة الملاهي الليلية "

December RainWhere stories live. Discover now