1. حلم؟

1.6K 108 20
                                    


بزغ الفجر و الجميع نائمون بسلام، يحلمون أحلامًا جميلة أو بكوابيس.

رنَّ منبه في غرفة نوم إمرأة في أواخر العشرينات من عمرها، تململت في سريرها تحت البطانية الخفيفة تبحث عن الدفئ تحت نسمات الهواء الباردة المنبعثة من النافذة بجانب سريرها أبيض اللون.

ضغطت المرأة على المنبه لإيقافه وهي في سريرها مغمضة العينين، لكن صوت المنبه تغيّر إلى صوت آخر غير واضح و بعيد، صوت بشر. حاولت أن تفتش بيدها على مكان المنبه لكن لم تجده.

قررت أن عليها الإستيقاظ و إلا ستتخلّف عن الدوام، نهضت ببطئ لكن لم تشعر أنها على سريرها، بل على أرضيةٍ صلبة منثور عليها عشب أخضر، لم تستطع فتح عيناها من ضوء الشمس الساطع الذي يغزوهما و كانت تتألم في قدميها، شعرت أن هواءً منعشًا و نقيًّا قد دخل إلى أنفها الصغير الشبيه بالزِّر، شعرت بالراحة النفسية تغمرها، كان حلمًا لطيفًا.

تعكّر صفو مزاجها بهزّة طفيفة على الأرض لبعض الأقدام الصغيرة التي تقترب من مكانها، حاولت عدم الإهتمام إلى الأمر لكنها سمعت بعض الضحكات الصغيرة التي تنبعث منها السخرية، ظهر وريد على جبينها الكبير، فتحت المرأة عيناها لتظهر عدساتها من العقيق الأسود، لتجد نفسها أنها ليست على سريرها.

فركت المرأة عيناها بعدم التصديق، هل ربما هذه خدعة من أخيها الصغير؟ نظرت حولها و رأت أنها في مكان مليء بالأشجار و حولها أطفال صغار يضحكون عليها و يشيرون عليها، نظرت إلى ملابسها لتجد أنها ترتدي شورت أسود قصير لفوق الفخذ و تيشيرت أبيض بدون أكمام قصير، تجاهلت ضحكهم و حاولت الوقوف، نجحت بعد بضع محاولات في الوقوف على قدميها بدون المساعدة إلى الإستناد على شجرة.

غزت الأفكار عقلها ، هل يعقل أن هذا حلم؟ كيف يعقل أن يكون كذلك و وجوه الأشخاص واضحة و شعوري بالأشياء حقيقي جدًا؟ سأعرف من يدبّر خدعة سخيفة كهذه و أعصره حتى الموت.

"همم"

فكرت المرأة بأن البيئة من حولها غريبة و مألوفة بعض الشيء لكن لا تستطيع التذكر بشكل جيد، هل ربما كانت بلد أخرى؟ لأن تصميم البيوت غريب و تقليدي، نعم تذكرت! بعض هذه البيوت مصممة على الطراز الياباني التقليدي! فكرت ببهجة وهي تتذكر أنها درست عن اليابان بأكثر من سنة دراسية في حياتها.

زالت البهجة من وجه المرأة و حلّ مكانها الرعب، هل يعقل أن أحدًا خطفها إلى اليابان؟! لا، مستحيل! لقد كنت نائمة ليلة أمس و متأكدة أنني أغلقت الباب بالقفل الأمني، يا إلهي! رأسي تعب من التفكير، يجب أن آخذ نفس عميق و أهدئ من روعي، فكّرت المرأة و هي قد وصلت إلى الحديقة و وجدت مقعدًا أبيض من الرخّام، فجلست عليه.

مرّ الوقت بسرعة لدرجة أن الشمس قد بدأت بالغروب، حدّقت الفتاة إلى الحديقة التي أمامها و كان الأطفال يغادرون ممسكين بأيّدي أهاليهم، خرج واحدٌ تلوَ الآخر حتى أصبحت الحديقة خالية من الأطفال، ما عدا طفلٌ واحد جالسٌ على الأرجوحة ناظرًا باتجاه الطفل الأخير الذي يمسك يد والدته بمرح .

أحسّت المرأة بشفقة عليه لكنها أبعدت وجهها عن المكان الذي يتواجد فيه الطفل، بعد عدة دقائق من الإنتظار مع عدم قدوم أحد ليأخذ الطفل و نفاذ صبر المرأة، ذهبت بإتجاه الطفل.

"هل والداكَ قادمان ليصطحباك؟"

تفاجئت المرأة بمقدرتها على التحدث بلغةٍ أخرى و هي اليابانية. نظرت إلى مظهر الفتى، فرأت أن لديه شعر أشقر لامع، و ثياب رثّة و قديمة. نظر الفتى إلى اتجاه آخر متفاديًا الرؤية بعينا المرأة لأنه خائف من النظرات القاتمة التي ستعطيه إياه كما يفعل الآخرون، ينظرون إليه بإشمئزاز و غضب.

"لا، لأنهما ليسا موجودان أصلًا"

جاوب الفتى الأشقر و هو يعرف ما سترد عليه، "يا له من مسكين" "أشفق عليه" "يستحق ذلك فهو وحش" يسمع تلك العبارات يوميًا، يتظاهر الناس بالشفقة عليه و هم لا يفعلون شيءً سوى القول و أحيانًا الضرب عند غضبهم.

"هل أوصلك إلى المنزل؟ "

كان رد المرأة مفاجئ له لدرجة أنه فتح عينيه بشدة لتكون بإتساع الصحون، هل هذه المرأة جادة فيما تقوله أم أنها مزحة؟ هل يعقل أنها ستضربني لو أتيت معها؟ العديد من الأفكار تدور في رأس الفتى الأشقر الآن. نظرت المرأة إلى عيناه الزرقاوتان، إنهما شديدتان اللمعان كأنها بحر صافي و هادى من الأمواج.

"حقًّا؟! هل تريدين أن تأخذيني للمنزل؟"

قال متحمسًا لكن حذرًا بنفس الوقت، ليس كأنه لا يعرف مكان منزله، لكن لأنه من المريح أخذ رفقة معه، خاصة أن المنطقة التي يعيش فيها يتواجد بيت للدعارة هناك، و رائحة كحول و رجال خطيرون في كل مكان، خاصةً أنه كاد أن يقتل بسبب رجل سكران أثناء رجوعه من الحديقة.

"نعم! هيا تعال أمسك بيدي"

مدّت المرأة يدها للفتى، قفز من الأرجوحة و أمسك بيدها النحيلة سعيدًا بالرفقة الجديدة. كانت المرأة تنظر إليه مستغربة أنه طويل حيث يصل إلى ارتفاع مرفقها، أو هي التي قصرت؟ مستحيل أن يقصر أحد هذا هراء، تجاهلت الأمر و التفتت إلى الصبي المبتسم كالأبله بجانبها، ابتسمت من غير قصد عند رؤيته.

"بالمناسبة إسمي هو أوزوماكي ناروتو، ما اسمك يا سيدة؟"

توقف الفتاة عندما سمعت اسم الفتى الأشقر المسمى بناروتو، هل يعقل؟ أنها دخلت إلى عالم الأنمي؟ نظرًا إلى كل الأدلة التي تشير على الشعر الأشقر و العيون الزرقاء و اأَلأهم من ذلك الشعيرات التي على خده الممتلئ، لا بد أن يكون كوسبلاي!! لكن ماذا لو لم يكن كذلك؟ الطريقة الوحيدة للتأكد هو..

"امم ما خطبك يا سيدة؟"

نظر ناروتو بقلق إلى المرأة التي أمامه التي توقف فجأة صافنةً في شيءٍ على الأرض، جزء من عقله كان قلق من أنها ستضايقه و الجزء الآخر كيف سيهرب.

"اخلع قميصك رجاءً"


_______________🌼🌼🌼______________

اضغطوا النجمة ⭐ و علّقوا 🌸

فضلًا و ليس أمرًا ✨

مجرد مدنية (ناروتو oc)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن