إملي emily

134 4 0
                                    

كان ورائي تماما و لم أستطع رؤيته سوى شم

رائحته، لم تفارق أنفي إلى الحين و لا أعرف كيف

أصف مدى حسنها، تم استدرت قليلا لنظرر إليه، كان

وافقا و لم يبعد نظره عني رغم التقاء اعيننا، كذلك

كنت أنا، كان شخصا لا أعرفه، أما الآن أصبح كل

شيء، فابتسمت له و ظهرت ملامح خجل قليلة على

خديه، لقد كانت ابتسامتي لا ارادية لذلك عند

استيعابي للأمر حنيت رأسي في خجل شديد أكثر

منه، تم رفعته لأجده قد غادر المكان، فمضى عن

ذلك الحدث سنوات و لم أعرف من هو أو حتى كيف

سأجده، لن أستطيع إنكار حقيقة أني أعجبت به، و

لن أنسى أعينه و نظراته، و ها أنا الآن أرغب لقاءه

مجددا ،

ايملي هو اسمي ، لطالما كان غريبا بالنسبة لي أن

أكون شخصا اجتماعيا، لذلك لا أملك أصدقاء، أنا

مراهقة وحيدة تماما، و حتى أنني أنكر احتمالية

ايجادي للحب، و لا أصدق بثاتا وجوده، كل ما أفعله

في يومي هو الذهاب إلى الثانوية ثم العودة، حياة

مملة، بعد وفاة والدي غادرنا إلى مدينة أخرى، تبدوا

صغيرة جدا، و كان هذا هو يومي الأول في الثانوية

الجديدة، لم أرغب في الذهاب في البداية لكن

أرغمتني أمي بفعل ذلك

فتوجهت إلى هناك، طريق الوحدة، طريق جديدة

سأتعلم الذهاب منها وحيدة و سيرافقني السراب

ليطمأن على حالي ثم يعيدني إلى المنزل، طريق

خالية من الناس، تسمع فيها صوت الرياح يتعالى و

أنفاسي الضيقة التي تجسد آلامي، لو كان بإمكاني

فقط إيقافها لفعلت، غصت في الأفكار إلى أن

ايقظني صوت جرس المدرسة، تلك الأجراس

القديمة الكبيرة ، و فتحت عيني لأرى أفواج من

الطلاب يتسابقون لدخول قبل أن يوصد الحارس

الباب، فبدأت أركض أيضا كي لا أعود أدراجي و

تمكنت من فعلها، حظ مبتدئين، من المهم جدا أن

تملك هذا الحظ في الأيام الأولى، لأنه بدونه قد

يحدث لك شيء كما نقول في أساطيرنا، كان كل

شيء كالسابق، لا يمكننا التفاجئ من هذا لأنني

أعتبره أمر طبيعي

Emily "إيملي "Where stories live. Discover now