حدقت به لبرهة، واثق ويعرف جيدا ما يفعله، أزعجني كونه يعرف كيف يثير غضبي الداخلي، ذلك الجزء السيء مني والذي أحاول التخلص منه، رمشتُ بضع مرات قبل ان أهتف بإنفعال واضح "هراء" أعصابي بدأت تسخن شيئا فشيئا، بروية وهدوء، لكنها تفعل.

"إنها الحقيقة، أنتَ شخص يحمل ماضي سيء آدم" هو قال بنبرة متزنة خالية من أية مشاعر "هذا لا بأس به، لا يوجد أي خطأ في الأمر"

الكلمات جعلتني أقف ضاربا سطح المكتب بقبضتي "هذا لم يكن خطئي."

"عليكَ التوقف عن لوم الآخرين، لم يكن خطأك لكنه كان قرارك، أتفق معكَ في أنك لستَ من إختار محيطه، لكن المعاناة خيار." عينيه سلّطتا عليّ مباشرة، ما يزال محافظا على نفس الهدوء.

ضغطتُ على أسناني أسحقها ضد بعضها، أحاول التحكم في نفسي كي لا أفقد آخر ذرة صبر أمتلكها "هراء؛ انت تتفوه بالهراء. كيف لي أن أكون مسؤولا عن شيء لم أفعله؟"

"السؤال الأهم هنا هو لماذا لا تتوقف عن الهرب من الواقع؟"

شددت على قبضتي حتى إبيضّت مفاصلي ورأيته يحدق بي، كأنه ينتظر مني هذا الفعل، كان يراقبني على مهل وعن كثب، زاد إنفعالي كونه يعرفني في بعض الأحيان، أطلقت زفرة قوية أعود للوراء واتمتم بين أسناني المصكوكة ضد بعضها "أنا لا أهرب"

"ولا تواجه أيضا؛ أنتَ عالق آدم، مقاومتك الداخلية للعلاج تعمل مثل صمغ دبق يبقيك مكانك، ويمنع عنك الإندفاع للأمام" تحدث السيد سكارتر بنفس النبرة يجعلني أقف من مقعدي مجددا وأشتُم تحت أنفاسي "مالذي يجب أن أواجهه؟ أي حرب عليّ خوضها؟"

"كل ما حولك، كل ما يقف في وجهك، حتى لو كنتَ أنت نفسك من يقف في هذا الطريق." قال بصوت هادئ، بنبرة مؤمنة بهذا الكلام "لا بأس إن كنت قد دخلت هذا بدون إرادتك" تابع بنفس النبرة "عليكَ أن تبدأ التقبل، هذا ما يحصل أولا، القبول والتسليم والتوقف عن المقاومة."

"أعتقد أني نلتُ كفايتي اليوم، سيد نيكولاي" رميتُ كلماتي ألتقط قبعتي الرياضية السوداء وأثبتها على رأسي، وضعتُ قلنسوة سترتي السوداء أيضا وإلتفتُ لكي أغادر المكان، خطواتي كانت سريعة، أرغب في الرحيل بأقصى سرعة قبل أن يستوقفني صوت الدكتور سكارتر بنبرة هادئة "فكر جيدا في كلامي آدم، أعلم أن في داخلك شخصا يرغب في إتباع الطريق الصحيح."

لم ألتفت للنظر إليه، بصري كان مصوّب إتجاه المقبض، ضيقتُ عيناي وأدرته أفتح الباب لأغادر مكتبه.

الرواق امتلأ بصوت خطواتي المسرعة–الغاضبة، لم أكن أنظر إلى الناس من حولي لكني شعرتُ بنظراتهم جيدا عليّ، أفكر فيما يحصل معي، في التغيير الذي طرأ على حياتي دون سابق إنذار، أنا حتى لا أعلم لما آتي لزيارة هذا المدعو سكارتر في كل مرة، يواصل نفس الكلام ونفس النصائح، أواجه الواقع وأعود للحياة، أعني...ما بي؟ ألم أعد للحياة؟
تخلصت من مشكلة الإدمان واستغرق الأمر عدة أشهر والآن أنا أتعايش مع الوضع الراهن الذي أصبحتُ عليه، لماذا يريدني أن أتعالج أكثر؟ لا يمكنني أن أصبح الشخص الذي يراني عليه.

آدمKde žijí příběhy. Začni objevovat