الفصل التاسع والعشرون

Start from the beginning
                                    

ابتسم فراس بتهكم ورد عليها بحدة:
متجلجيش يا مهرة، كل النسا ماتت بعيني من سنين من يوم عشجتك ما اتمنيت غيرك متاع فرشتي ودفاها
وخلاص اللي فات مش هيعاود تاني والعمر مش مجسوم ليا اعيشه لجل اظلم غيرك بانها تكون ارمله بيكفي ظلمي ليكي
انعسي انت دلوك لو مجدراش تجي معايا وانا مش هتاخر هزفها علي عريسها واجي اتغدى معاكي
بس اسمعي ليها عليكي واجب ابجي روحي وباركي ليه

عدل هندامه واستعد للانصراف فجذبته مهرة الي حضنها فجاة وقالت بحرارة:
اشتجت ليك يا فراس، انا راضية وموافجة علي ظلمي، كي ما جولتها زمان كنت ناضر العشج في عيوني جبل ما جلبي يبوح بيه، ايوه ورضيت بيك من اول يوم كنت عاشجة لهفتك عليا ومراجبتك ليا،اجولك ليلة خطوبتي علي سميح دعيت ربنا تعاود وتخرب الجوازه،لكني متخيلتش تخطفني وبعديها ابجي مرتك،بجيت ارضي بوي علي حساب جلبي اللي عاشجك،
ابعدك عني عن اتمام جوازنا ، لكن كنت بحضنك بعيش في جنة حنانك وعشجك
سامح روحك وسامحني يا فراس واديني فرصة اداوي بيها جرح جلبك، مني خلاص مش متحمله فراجك اكتر من اكده

ابعد يدها التي تطوقه واستقام بجدية:
انعسي يا مهرة بينك تعبانه بجد، انا مش هتاخر عنيكي سلام

خرج دون ان يرد رجاءها او يوعدها بعودتها الي احضانه لكن مهرة لم تترك فرصة زفاف رئيسة تمر دون محاولة لرد زوجها الي عشه، سيكون سعيد لها وسينسي حزنه مع فرحته وهذا افضل وقت تنفذ به الي احضانه من جديد،

خرج فراس والبسمة تعلو محياه لقد ضمته لصدرها وشعر بحرارة ودفئ احضانه كم تمني ان يظل بداخلهم، لكن التزامه نحو رئيسة منعه من ان يستسلم الي الخضوع لسلطانها عليه

ذهب الي خيام الغجر وراى رئيسة بفستان زفافها الابيض قبل راسها، وقد سعد باشراقت وجهه، وظل ملازم لها الي ان بدات زفتها الي جمال الذي كتب كتابها وكان فراس وكيلها و ذهبا بهم الي داره وقال له:
خيتي امانه عنديك يا جمال اتجي الله فيها،

مال علي راس رئيسة وقبلها وقال بحنان:
مبارك يا خيتي هجيلك بكرة اباركلك وانجطك يلا ادخلي دارك،واوعديني من الليلة هتكوني طوع امر جوزك جمال

امسكت يده بقوة وقالت:
بالله عليك ما تهمل الدار جبل ما ارفع راسك وتفرح بخيتك وشرفها المنصان كي ما كنت بتجول عني

ابتسم بثقة وانزل يدها ودفعها الي داخل الدار وقال:
انا واثق فيكي هما يا جعبل سلمني امانتي لجل افرح وارفع راسي بشرف الغالية

ضحك جعبل وتهللت اساريره بان رىيسة ستمنحه نفسها عن طيب خاطر سعيدة وراضية به كزوج لها، حملها ودلف الي الدار وبالخارج انتظر فراس مع بعض رجال الجبل الذي حرصو علي حضور زفة جعبل علي عروسه، ولم تمر دقائق وخرج جعبل بمنديلها واعطاه لفراس امام الجميع:
اخده فراس وربطه علي راسه واطلق عدة اعيرة نارية لتسمع رئيسة صوت الطلقات وتبكي فرحها بانها نالت رضا ربها واخيها فراس وستسعي باخلاص لكي تنال رضي زوجها عليها ،
الذي دخل اليها وضمها الي صدره بحنان وقال:
نورتي داري وحياتي يا نوراة دنيتي مبارك يا رئيسة
دفنت رئيسة راسها بجوف صدره واستقبلت حياتها معه بهناء
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..
عاد فراس الي الدار دخل والفرحة تتراقص علي محياه، دلف الي غرفته فرأي مهرة مازالت في فراشه هم ان يخرج فنادته،: فراس
استدار اليها فاشعلت القنديل وراها بثياب نوم مثيرة ولامعه وقالت:
يعني فرحان لخيتك وهتهمل مرتك لحالها مش مشتاج لاحضاني ودفيا يا فراس

فك شال رئيسة من علي راسه وقال لها :
ههملك الاوضة تنعسي فيها، جولتلك وهجولهالك سابج ، مش هتكوني متاع فرشتي تاني خلصنا يا مهرة

قبل ان يخرج نادته بصوت باكي:
لاه يا فراس عاود فرشتك، انا هروح سجني اللي اخترته بنفسي، بعد ما هملت ليا حرية الاختيار،
بس جبل ما اخرج رايده اجولك انك كسرتني ووجعت جلبي لكني مسمحاك تتصبح بالخير

همت بالخروج فامسها من يدها، وقال بريبة:
متخرجيش يا مهرة اطلعي انعسي، هغير خلجاتي واجي جارك

اتسعت ابتسامتها وهمت ان تحتضنه لكنه ادار له ظهره ونزع ثيابه عنه، سبقته الي الفراش، وانتظرته ينتهي من نزع ثيابه
كانت تتهيئ لاستقبال احضانه متوقعه انها سامحها وسيمنحها فرصه اخري لعلاقتهم
لكنه اطفاء القنديل وتمدد علي الفراش وولاها ظهرها وقال:
خابر انك بتتخلعي لما تنعسي لحالك وبحس بيكي طول الليل خايفه، انعسي جاري مش شرط تهملي فرشتي لجل نفترج ، كي دلوك صوح بيني وبينك شبرين لكنها كي البحور مبعدا بيتنا،
تتمسي بالخير يا مهرة يا بت سمعان

وضغط علي فكه بغيظ حين سمع نحيبها المكتوم ولام نفسه:
صوح مشتاج ليكي وكنت رايدك لكن مش بكيفك، يا مهرة اشمعني النهاردة ولا غيرتك من رئيسة خلاكي تتمني احضاني كي ما هي بين احضان جوزها دلوك يارب عيني علي نفسي

اما مهرة فزاد نحيبها وبكاءها علي نفسها وحالها، لقد فراقها وهو بجوارها فكان هذا اصعب مما تتخيل إن تكون معه علي فراش واحد وتتحرم منه كانها ليس معها،كم صعب الهجران من عاشق ذاب عشقًا ذات يومًا ومات عشقه
هنا تملك اليأس منها وتاكدت ان فراس قتل حبها في قلبه الي ومات عشقها فيه وشيع الي مثواه الاخير

مر بيهم الليل بين الف سؤال وسؤال بينهم وسيطرت ازمة عدم الثقة التي اقامة حائط عالي اصبح من الصعب تخطيه

ومر اليوم التالي كالعادة استيقظ فراس قرب الفجر وحرص علي الا يقلقها وارتدي ثيابها بعدما ادي فرضه، وذهب بعدها الي عمله وقرب العصر عاد الي الدار
دخل وتوقع انها بانتظاره كم اعتاد من بعد هجره لها، لكنها لم تكن في انتظاره هرع الي غرفته باحثًا عنها، لم تكن موجوده فدلف الي المطبخ لعلها تجهز طعامه لكن لم يكن لها اثر،
او حتي قامت بطهي طعامه كم كانت تفعل،

اشعر بالم مبرحا يجتاح مع قبضة قوية اعتصرت قلبه لم يصدق انها اقدمت علي ذلك لقد خرجت وحررت نفسها منه هان عليها عشرته وثأرت لكرامته منه بهجرها له، صار وحيدًا محرم من الحنان والامن والثقة التي هدرتها مهرة بيدها، وبعد ان سامحها وكان في اشد الاحتياج اليها لكنه كان بانتظار الوقت المناسب، لكي يتاكد من انها ستتحمل قسوة الحياة من بعدها اذا تحملت قسوته، لكن اين قسوته عليها الم ياكل من يدها ونامت بجواره علي فراشه لماذا استعجلت،

فقال لنفسه بالم مؤحش معنفًا نفسه بغضب:
لانك غبي يا فراس مهرة اتعودت تاخد منيك ولما ضنيت عليها واهملتها هملتك، جليبك خرجت برات الدار ووجعت يمين الطلاج عليه، هملتك ورجعت دار بوها انساها، دوس علي جلبك واجتل عشجك ليها موت كي ما انت ميت وانسي حياتك لانها مش ليك، خلاص ملكش غير خيتك وانتجامك خليهم جدام عنيك،

جلس بتهالك علي الدكة واخذ نفس عميق وصرخ بالم حاد يمزق نياط القلب:
اه اه اه يا جلبي......؟!
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆
يتبع...
انتظروني مع الخاتمة
#سلمي_سمير

رواية( فراس ابن الليل) للكاتبة/ سلمي سميرWhere stories live. Discover now