|١| أنا وأنتِ

865 11 2
                                    



أنا وأنتِ إنتهينا
قبل السنين دارت قصتنا وراحت
وإحنا مابدينا .

_________

فُتحت أبواب القصر الكبيرعلى مصرعيها
سيارة سوداء متوسطة الحجم بهيّة المظهر تدُل على رُقي حال مالِكها
دخلت بهدوء مُتخطية الحراس متوجهة نحو النافورة الي يُقابلها الباب الرئيسي الواسع

دقائق وإنفتح الباب وخرجت منها فتاة بنهاية العشرينات من عُمرها
وساقتها خطواتها للباب
فتحت لها الخادمة الباب بدون أدنى تردد ، وصوت كعبها العالي يطرق بالأرض الرُخاميه

طرحتها تهادت على كتفها تاركه شعرها الأسود الفحمي يتمايل خلف ظهرها
وبوجه مرفوع الهامه ومليء بالثقه .. توجهت نحو الباب على يسارها

كانت جميلة .. وقادرة على سلب قلب أي إنسان يحط نظره عليها
كيف ماتقدر ؟ وهي بنت الحسب والنسب والجمال الآخاذ

بنت آل ناصر

دخلت المكتب العتيق
مقابلة صاحب القصر الكبير والمال والحلال
عمّها الي بات جد كبير .. وعنده أبناء وأحفاد بعُمرها وأكبر

ألقت سلامها وجلست على الكرسي الجلدي مُباشره
وحطت رجل فوق رجل ..وقالت بنبرة بارده :
" طلبتني .. "

نزل القلم من يده .. ونظر لها من تحت الشيب الأبيض الي يملأ حاجبيه إلى شاربه وكُل شعره في رأسه

والتجاعيد الي إحتلت كل بُقعه في وجهه داله على السن المُتقدم الي وصل له

وقال بنبرة يشوبها الندم العميق .. الندم أنّه قبل عدة سنوات سلب منها فرحة العمر السعيد :
" يابنتّي أنتِ أمانة أخوي المرحوم ..
مايرضيني ولا يرضي ربي الي سويته فيك قبل ست سنوات
ويشهد الله أنّي ندمان وما أعرف كيف أعوضك وأنسِيك"

زفرت بإنزعاج من الطاري ، والندم الي بنظرها بلا فائدة .. الي حصل حصل والفعل وقَع ومعد فيه تراجُع
ورُغم ذالك ماتردد أبدًا وأكمل بقرار كان يؤرق
تفكيره من أيام :
" ومابقى من العُمر قد ما مضى .. وطلبي للغُفران يابنتي أني بكرة ولا بعده تسمعين خبر أن الله آخذ روحي .. لاتخليني أوادع الدنيا وبقلبك شي علي "

ثم مسك يدها بإيدة اللي من كُبر السن ترتجف .. ماتعرف رجفّة ندم ولا رجفّة عظم ، لكن اللي تعرفه أن هذا الرجل ما عُمره ترجى أحد يسامحه ، ترفعة المكانة العالية والنسب والسلالة ويغطيه كبريائه حتى لعياله ، حتى الي مايخلوا من طبع الحنيّة

لما حرمها من الشيء الوحيد الي طلبته منه ، كان الشيء الوحيد الي ما أعطاها إياه

اللّيالي الوَضح Where stories live. Discover now