الأمِيرُ المُقنَع🎭

11:إِنعِكَاسٌ

حين رآها هوسوك شعر بالفخر، لأنه يدرك أن خلف شخصيتها المتمردة و الوقحة تقبع شخصية أخرى حساسة و متفهمة و محترمة. و يعرف أن الشخصية التي تتدعي بها ليست سوى درعٍ حتى تحمي نفسها من الناس. كل ما تحتاجه هو الحب و الإهتمام و الأمن.

🥀

حين وصلا إلى الكنيسة. إستقبلهما القسيس جيكوب بحب و لطف. المكان كان شبه فارغ. بينيلوبي، هوسوك ،القسيس و راهبة في الخمسينات.
إبتسمت لهما و رحبت بهما ثم تركتهما لوحدهما.

هي لم تغادر بالكامل.

راقبتهما من بعيد دون علم منهما. فهوسوك كان مشغول في تعليم بينيلوبي كيفية الدعاء و الصلاة. فبفضله أصبح لديها ما تُؤمن به، من تدعو له. فهي كانت بلا دين من قبل، كلُ ما آمنت به هو الرب. عكس والدها الملحد ، لا دين له، لا إله يؤمن به، و لا أخلاق أو مبادئ يتمسك بها. بالنسبة لها، والدها كان مثل بئرٍ فارغٍ، مظلمٌ و له صدى. شعرت بالشفقة عليه كثيراً لكنها لم تخبره ذلك بسبب خوفها منه.

بالرغم من السلطة التي يمتع بها، رأت ضعفهُ.

الغرُور و التكبر أعمى عينيه لدرجة أنه لم يلاحظ الثقوب الموجودة في حكمه. تلك الثقوب سمحت للفئران العطشة للقوة بالدخول من خلالها. و ذلك أدى إلى سقوطه من عرشه. و أكبر فئر سبب له الخسارة الكبرى هو جونغكوك.

جونغكوك كان ذكيا للغاية.

لم يصدر أي صوت حين تسلل، و أخذ وقته.

جونغكوك هو أكبر لغز و أصعبهم في حياتها. مهما حاولت أن تنبش عن ماضيه لا تجد إلا العظام القديمة المتآكلة. ما تعرفه هي عنه هو نفس ما يعرفه الناس عنه أيضاً. لم يخبرها أي شيء عن نفسه، ربما لم يثق بها. و ذلك لم يؤذِ مشاعرها.

أعطاها القدر فرصة أخرى، و جدد عقد علاقتهما و تلاقت سبلهما، أصبح من المستحيل تجنبه، فاستسلمت من الفرار، لن يطول الوقت حتى تقف أمامه مجدداً، وجها لوجه، و أحست بضرورة الإستعداد للمستقبل، الإستعداد لذلك اللقاء. و عليها ان تكون قوية حتى تواجهه، لأن مواجهته يعني فتح أبواب الماضي و السماح لأطيافه باقتحام الحاضر.

الماضي كان قاسيا. و جونغكوك أقسى منه.

أثناء صلاتهما، لم يلاحظا الراهبة التي راقبتهما في السر، فلو إلتفتا إلى الوراء لرأوا النظرة الباردة التي غطت وجهها، وقفتها ذات الهيبة و الصلب، ذراعيها المعقودتين على صدرها و وجهها المرفوع بثقة. لقد كانت مخيفة.

أكلتهما بعينيها، و تجسست على كلامهما في الظلام.

ما كانت تفعله ينافي ما تعلمته من الإنجيل. و ما تعلمته من القسيس جيكوب. و بينما تمثل دور الراهبة الطيبة، تخفي في داخلها شخصيتها الحقيقية الخبيثة.