15 -اخْتَبَأْ....

Start from the beginning
                                    

مطّت ميشيل شفتاها ووضعت كفاها على خاصرتها ثم قالت:
" لا اعلم أبدا ما تفكرين به، ولكن لك ما طلبته ،سأذهب أولا إذاً"

واستدارت تحمل حقيبتها ونزلت مسرعة بينما تحركت فريدة ببطئ تراقب السماء من وراء النافذة وابتسمت عندما تذكرت ملامح وجه ميشيل الطفولي التي تقوم بها عندما لا يعجبها شيء وقالت وسط تنهدها:
"ياريت الناس برُبع طيبتك يا ميشيل"

فهي دائما تسعى للثأر ولكن بمفردها، لم ترد أبدا إشراك آخرين، بل إنّ السبب الأوضح هو أنّها تخاف الخُذلان، لا يمكنها الإعتماد على أحد سوى نفسها فقط، هذا سلو من اعتاد الاخفاقات المتتالية، وعادة مَن تأمّل كثيرا بلا طائل.

وعند الموعد المتفق عليه، ظهرت فريدة بعد أن تأخرت لبضع دقائق كان قد سبقها فريقها أولا ،عندما دلفت للغرفة المرجوة وجدت السيد يوهان وسورا وروي فتى التقنيات، وهو غائب... هو لم يأتي لوهلة تسألت، كانت ملامحه في أخر مرة رأته عجيبة، ولكن هذا ليس من شأنها في كل الأحوال.

بدأ الحديث السيد يوهان بابتسامة لطيفة وأردف:
"يا آنسة فريدة أتينا اليوم للإعتذار منكِ" 

بدا عليها السكون قليلا وبعض الامتعاض، لما يتحدث هو نيابة عنها؟

فتحدث السيد فرانسوا ملطفا للجو المشحون "ياسيد يوهان نحن بالطبع نقدر لك ذلك ، يا فريدة لما لا تتحدثين؟ "

"بالطبع يا سيدي أقدر لك هذا كثيرا، مع ذلك عندما ذكرنا الإعتذار كان طلبي واضحا إعتذار بتقاليدكم ممن أهانني " ردت بحزم

توتر وجه الرجلان الكبيران ونظرا لسورا التي طأطأت رأسها تفرك يديها بغيظ حتى اخترقت أظافرها جلد كفيها وأدمتهما

انتفضت بسبب صوت السيد يوهان منذرا:
" الآنسة سورا بالفعل ستعتذر بالطريقة الملائمة، لقد اتفقنا مسبقا على ذلك " بحزم

فتذكرت تهديده لها بتسريحها من العمل بسبب كثرة مشاكلها، هي بالفعل لا تحتاج العمل حتى، فأسرتها ميسورة حتى أن والدها استأجر لها مساعدة خصيصا لتحمل عنها عبئ العمل الخفيف.

بمعنى آخر تقوم بعملها لأجلها وهي فقط تضع اسمها عليه، كما أنها يمكنها العثور على عمل آخر.

لولا تعلقها بفكرة الحصول على رون الذي رفضها مرارا وتكرارا ، وهو ما جعل هوسها بفكرة الحصول عليه تتبلور في رأسها عنادا.

قامت من مكانها تجر أرجلها بغيظ، ووقفت أمام مكان جلوس فريدة ثم انحنت واضعة كفيها على بعضهما وقالت:
"أعتذر منك يا آنسة فريدة لقد اخطئت في حقك، أرجو منك أن تسامحيني رجاء"

سمعت فريدة لحن أفكار مسمم يعج بداخل رأسها هناك صرخات وكلمات تنطق بغضب فى رأسها بينما هي محنية الرأس ولسانها مذلول

《مكتملة》  ENIGMA  غامض انيجما Where stories live. Discover now