الفصل الحادي والعشرون

Start from the beginning
                                    

منذ إثنا عشر عامًا:

كانت مريم في السادسة عشر من عمرها تقوم بمراجعة دروسها في غرفتها في جو هادئ ولكن بعد دقائق من الهدوء سمعت صوت شجار خارج الغرفة، إستقامت سريعا من مقعدها وخرجت من الغرفة ونظرت لوالدتها التي تتشاجر مع سارة التي ترجوها في شئ ...

سارة ببكاء:"يا ماما، أرجوكي إسمعيني أنا بحب كريم وهو كمان بيحبني جدا ومستعد يعمل المستحيل عشاني، أرجوكي وافقي."

ردت والدتها نادية بغضب وضيق:"قولتلك مليون مرة الولد ده مش شبهنا، سمعته زي الزفت، سألت عليه يا بنتي صدقيني مش شبهنا نهائي، وإستحالة أرميكي لواحد زي ده."

كادت أن تهُمّ بالرد عليها ولكنها قاطعتها وهي تربت على كتفها ..

نادية بهدوء ورجاء:"يا حبيبة قلبي ماتزعليش، ربنا هيقدملك كل إللي فيه الخير وهيبعتلك واحد أحسن منه بمراحل، إنتي بس ركزي في حياتك بكرة آخر يوم إمتحان ليكي في الجامعة ركزي الله يباركلك عايزين نعوض السنة إللي راحت عليكي بسبب الشغل عشان أختك، ماتخليش واحد زي ده ياكل عقلك بكلمتين، .. *إبتسمت بحنان وقامت بضمها وإستأنفت* .. وبعدين مش عايزة حد ياخدك مني دلوقتي عايزاكي جنبي شويه عايزة أشبع منك يا روح ماما ........"

مريم بحنق وغيظ مقاطعة لها:"طب وأنا؟"

قهقهت والدتها وإبتعدت عن سارة التي إبتسمت أثناء بكائها ..

نادية:"تعالي يا أروبة."

إحتضنت مريم والدتها وقامت بإخراج لسانها لسارة تقوم بإغاظتها ...

مريم:"ماما بتحبني أكتر منك."

نادية بإبتسامة وهي تبتعد عنها:"كلكم عندي واحد، حتى إسألي سارة."

تبدلت ملامح مريم للضيق أما سارة قهقهت ضحكًا فمعنى حديث والدتها أن سارة هي الأحب إليها وهذا المعنى تجهله والدتها ...

مريم بغيظ:"طيب يا ماما."

نادية:"طيب يا حبايبي أنا هروح المطبخ أحضر العشاء وإنتوا روحوا كملوا مذاكرة."

دلفت للمطبخ بينما الإثنتان ظلتا واقفتان تنهدت سارة بحزن ثم إتجهت لغرفتها وجلست بفراشها، تبعتها مريم للغرفة وأغلقت الباب خلفها وجلست بجانبها على الفراش ..

مريم بإستفسار:"هتعملي إيه؟"

سارة بتنهيدة:"هعمل إللي ماما قالته، هنهي علاقتي بكريم ربنا يوفقه مش عايزة أزعل ماما مني كفاية إنها تعبانة في شغلها عشانا."

مريم بإستفسار:"تفتكري بابا الله يرحمه لو كان عايش كان هيوافق عليه؟"

سارة بإبتسامة حزينة:"لا مكنش هيوافق عليه، ماما بتفكر بنفس تفكير بابا الله يرحمه، وهو ده الصح أصلا."

القاتل الراقي Where stories live. Discover now