الفصل الثالث

31K 1.4K 105
                                    

الفصل الثالث

"يتألم قلبي وتتعذب روحي، ولكني أصمد كي لا يرى الجميع ضعفي"

تبكي بنحيبٍ عالٍ فقد صُدمت في من كان دعمًا كبيرًا لها .. صدمت في من إختارته زوجًا مناسبًا لها ... صدمة قوية آلمت قلبها وجعلت الكُره يملأها نحوه ... يقف عند باب الغرفة ينظر إليها هي وعماد الذي يربت على ظهرها ويقوم بتهدئتها ولكن نحيبها يزداد أكثر ... ظل واقفًا يراقبهما بهدوء ثم أغلق باب الغرقة وذهب والإثنان لم يسمعا صوت إغلاق الباب بسبب نحيبها العالى ... أما هي بدأت تتحدث بشهقات عالية ..

مريم بصوت متقطع:"أنا...ح..حبيته، إزاي .. يطلع كده؟؟ أنا إتحديت .. نفسي .. عشانه."

عماد بحزن وهو ينظر داخل عينيها:"مافيش حد يستاهل دموعك دي، عيشي لنفسك يا مريم .. هو مايستاهلكيش .. بصي لحياتك ومستقبلك وكملي .. ماتخليش حاجة توقفك."

نظرت له وهي تبكي تفكر بكلامه .. وقامت بهز رأسها توافقه على كلامه ...

....................................

يقف أمام تلك الغرفة يتابع الفتى بأعين هادئه ينظر لمؤشراته الحيوية والتي تشير إلى إستقرار أنظمته الحيوية .. ظل واقفًا لدقائق قليلة ثم تحرك من أمام الغرفة متجهًا نحو مكتبه ...

.................................

يجلس على مكتبه ممسكًا رأسه بين يديه حزينًا على ماقاله لها .. كيف يفعل بها ذلك؟؟ .. فهو على علم جيدًا أن خاله سيفعل المستحيل لأذيتها .. يعلم خاله تمام المعرفة .. يعلم الشر الذي بداخله جيدا .. حتى هو لن يستطيع أن يقف أمامه .. أغمض عينيه بحزن وخيبة أمل على عجزه في التصرف في ذلك الأمر .. غضب كثيرًا من نفسه يتمنى لو كان يستطيع أن يتحدى خاله ولكنه لن يستطيع .. إستقام من كرسيه بحزن كبير ثم خرج من مكتبه متجهًا نحو خارج المشفى ينوي الإختفاء لفترة ...

......................................

لا تعلم كم ظلت تبكي في غرفة عماد وكم ظل عماد يقوم بتهدئتها لكنها ممتنة لوجوده في حياتها .. ممتنة لتفهمه لها وأنه في تلك اللحظة لم يُشعرها أنها وحيدة .. تجلس على كرسي بجانب سرير عماد تنظر للشرفة بشرود وعينيها متورمة من البكاء .. كان عماد نائمًا على سريره ينظر إليها حزينًا على ما تمر به .. فهو يحبها كثيرًا ولا يريد أن يراها في حالة مثل تلك ... يجب أن تذهب للمنزل لترتاح قليلًا ...

عماد:"مريم."

نظرت إليه بإستفسار بأعين ذابلة عندما قام بمناداتها ..

عماد بإبتسامة هادئة:"روحي البيت .. إنتي محتاجة ترتاحي .. إنتي هنا من إمبارح، على الأقل تغيري جو شويه."

هزت مريم رأسها بضعف ثم إستقامت من مكانها وتوجهت نحو خارج الغرفة ... فهي تحتاج للراحة فعلا..

............................................

يخرج من المشفى ببرود متجهًا نحو سيارته والذي قام بفتح بابها له أحد الحراس .. ركب السيارة وكادت أن تتحرك السيارة والسيارات الأخرى ... أشار بيده للسائق بالتوقف عندما رأى مريم تخرج من المشفى بأعينٍ ذابلة .. تمشي دون وجهة محددة حاملة حقيبة ظهرها .. تحركت في طريق المشفى حتى وصلت للطريق الخارجي .. توقفت تنتظر إحدى وسائل مواصلات النقل العام لكي يقلها إلى المكان الذي تعيش به .. أما ياسين قد أمر سائقه بالتحرك .. بمرور الوقت ... نزلت من وسيلة النقل وقبل أن تتحرك في إتجاه بيتها تذكرت أمرًا هامًا ... وهو أن تدفع إيجار غرفتها .. تأففت لأنها لم تحصل على راتبها .. لأن اليوم ليس موعد نزول الراتب .. ثم إتسعت عينيها بإستيعاب كأنها نسيت أمرًا هامًا...

القاتل الراقي Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora