الفصل الثاني

33.7K 1.5K 111
                                    

الفصل الثاني

"سأستمر حتى ينتهي ألمي أو أنتهي أنا"

في الصباح الباكر في فيلا عريقة وراقية، كان ينزل بخطىً سريعة على الدرج لا يريد أن يتأخر على عمله ولا عليها .... ولكنه توقف عندما سمع صوت والدته الحبيبة ...

؟؟:"حبيبي، مستعجل ليه؟"

نظر هشام إلى والدته بحب ثم توجه نحوها وقبل يدها ...

هشام:" صباح الخير يا أحلى بلقيس في حياتي."

بلقيس بإبتسامة:"صباح النور يا حبيبي، مستعجل كده ليه؟؟"

هشام معتدلا في وقفته:" أكيد طبعًا لازم أبقى مستعجل، عشان ورايا شغل، ولازم أروح بدري عشان متأخرش."

بلقيس بمشاكسه:"مستعجل عشان الشغل برده؟"

إبتسم بإحراج ثم نظر أرضًا ... نظرت بلقيس لإبنها كثيرا مبتسمة على الحالة التي أصبح يمر بها وهي حالة العشق ..

بلقيس بإستفسار:" بتحبها يا هشام؟"

هشام بصدق وهو ينظر داخل عينيها:"أيوه بحبها."

بلقيس عاقدة حاجبيها بغيظ:"طب ليه ماجبتهاش يا دكتور لحد دلوقتي عشان أتعرف عليها؟"

هشام:"أنا فعلا عرضت عليها الموضوع ده، هي كمان حابه تقابلك بس أنا شايف إنها محتاجة وقت تمهد لنفسها فكرة إنكم هتتقابلوا."

بلقيس بإبتسامة:"يا حبيبي تنور في أي وقت .. ياريت لو تنورني النهاردة هبقى سعيدة جدا لو شوفتها، وأهو نلحق نتعرف على بعض."

ظل يفكر قليلا وهو ينظر إليها حتى قرر ...

هشام بإبتسامة:"من عينيا يا بلقيس هانم، بعد إذنك."

قبل يديها مرة أخرى بحب ثم توجه خارجًا أما بلقيس كانت تنظر لأثره بحب فليس لها أخد غيره هو وأخيها طارق الذي ساعدها في تربيته بعد وفاة زوجها ... هم عائلتها الوحيدة.

.............................

في قصر ياسين المغربي:

في غرفة كبيرة ضخمة يملؤها أضواء الصباح وآشعة الشمس الرائعة نظرا لذلك الحائط الزجاجي الكبير الموجود بها فبالتالي يسمح بمرور الضوء من خلاله ...يقف أمام المرآة بشموخ يرتدي سترة خاصة ببذلة رمادية بعد أن قام بضبط ربطة عنقه .. أغلق السترة بهدوء وبعد أن إنتهي خرج من غرفته بهدوء مارًا بجميع ممرات القصر الفارغ كفراغ قلبه .. يمشي ثابت الخطى كأنه كالآلة التي تعمل على تنفيذ ماصممت لعمله ينظر أمامه بعينين غابت بهما الحياة ... وقف جميع الخدم في صف واحد ناظرين أرضًا إحتراما له .. خرج من القصر متجها نحو سيارته الفارهة والتي قام بفتح بابها له أحد الحرس .. ركب في الخلف ثم تحركت السيارة وتبعه حرسه.

........................................

نائمة نومًا عميقًا كالطفلة الصغيرة كالعادة تحلم بذلك اليوم الغامض .. ذلك اليوم الذي تحاول أن تتذكر فيه كل ماحدث .. ولكنها لا تستطيع ... ذاكرتها لا تسعفها ... كل ما تتذكره هو ضباب ... شخص يحملها ويخفيها عن الأّذى .. ثم يتركها للأمان ... غريب أن يتعلق عقلك وقلبك بأحلامك التي لم و لن تتحقق ... إستيقظت من نومها ناظرة إلى سقف الغرفة التي بها بشرود .. لا تدري هل مازالت عاقلة لأنها تحلم حتى الآن برجل لم تقابله سوى مرة واحدة في حياتها وحتى الآن لا تعلم من هو؟؟ ولا تتذكر ملامحه أبدًا ... رجل قابلته وهي طفلة صغيرة .. سألت نفسها .. هل كانت ستتغير حياتها لو قابلته مرة أخرى؟؟ ... هل كان سينقذها قبل أن تنهدم حياتها رأسًا على عقب كما حدث معها منذ سنوات ... لم تشعر بتلك الدمعة التي أخذت مكانها على وجنتها الناعمة .. إبتسمت بألم وهي تقوم بمسحها وأخذت نفسًا عميقًا تنوي أن تنسى طفولتها البريئة وتستمر في حياتها .. تنوي أن تستمر في الكفاح الذي وضعت فيه قصرًا .. كانت طفلة بريئة تجد كل ماتحتاجه أمامها .. كان لديها المال حتى وإن لم يكن كثيرًا .. فكان لديها كل ماتحتاجه .. وها هي صارت طبيبة مفلسة حتى إشعارٍ آخر ... هل ستظل هكذا؟؟ أم ستكون قوية أكثر من ذي قبل لتستمر في حلمها؟؟ هل سيقوم هشام بمساندتها ودعمها في قراراتها؟؟ ... هل سيكون زوج رائع كما تتمنى؟؟ ... على الرغم من أنها تحبه وقلبها يريده إلا أن عقلها يفكر مائة مرة بهذه العلاقة ... أغمضت عينيها قليلا تمنع عقلها من التشكك بأمر تلك العلاقة وكل ماتعرفه أنها تحب هشام وسيكون زوج رائع كما تتوقعه لأنها لم ترى منه أي شر ... جلست على الفراش الذي كانت نائمة به مؤمنة بأن كل شئ سيكون على مايرام ... نظرت لهاتفها المتواجد على الكومود بجانب الفراش .. إلتقطته لترى الوقت وإذ بها إبتسمت بعشق عندما رأت رسالة هشام لها .. "صباح الخير على أجمل بنت شافتها عيوني، أنا جايلك في الطريق، مش هتأخر عليكي .. بحبك." ... إستقامت من الفراش وقامت بتعديل شعرها ثم خرجت من الغرفة متجهة نحو الحمام لتقوم بوضع بغسل وجهها لمحو آثار النوم وبعد أن إنتهت قامت بالمشي في ممر المشفى قليلا حتى وقفت أمام غرفة عماد .. وقفت أمام الغرفة قليلا تفكر هل سينزعج أنها أتت الآن؟؟ .. حالته النفسية كانت سيئة أمس .. أخذت تفكر قليلا وكادت أن تدخل الغرفة ولكنها توقفت .. يجب عليها أن تتركه قليلا لأنه عندما يكون في تلك الحالة يريد البقاء وحيدا دائمًا ... تنهدت بإرهاق ثم أكملت سيرها في الممر متجهة نحو غرفة العناية المركزة لتطمئن على حالة الطفل الذي قامت بإنقاذه أمس والذي إلى الآن لا تعلم أي شئٍ عنه لا عائلته حيث أن المشفي قامت بتسجيله "طفل مجهول الهوية" ... شعرت بالشفقة والحزن عليه فكيف لطفل يبدو في عمره العاشر أن يحدث له مثل ذلك .. فقد إحتاجت معجزة لإنقاذه، وقد تحققت ... توقفت بمكانها عندما وجدت رئيس الأطباء يتابع المؤشرات الحيوية الخاصة بالطفل بإهتمام وبجانبه زملائها يقومون بالمتابعة معه إبتسمت كثيرًا؛ فتلك فرصتها ... ستخبره بأنها من قامت بتلك العملية .. ربما سيقوم بالتعامل معها على أنها طبيبة وليست مجرد مساعدة له من ضمن مساعديه! .. وقبل أن تدخل الغرفة، توجهت نحو غرفة تبديل الملابس لكي تطمئن أيضًا على مؤشرات الطفل الحيوية ... وبعد أن إنتهت دخلت الغرفة وفي ذلك الوقت إلتفت الأطباء نحو الباب الذي تم غلقه ونظروا إلى مريم التي تقف وتنظر لهم بإبتسامة بسيطة ... وكادت أن تتحدث قاطع حديثها رئيس الأطباء بصرامة..

القاتل الراقي Where stories live. Discover now