الفصل الثامن والعشرون

7.3K 284 21
                                    

(( ميثاق الحرب والغفران ))
_الفصل الثامن والعشرون_

عادت بظهرها للخلف وهي تقوس وجهها في غيظ بعدما سمعت عبارته المفزوعة وبلحظة كانت تستقيم واقفة وتمد يدها لكبس الكهرباء تضغط عليه لتشعل الأضواء وتهتف له بغضب عاقدة ذراعيها في خصرها:
_إيه شفت عفريت قصادك!!
اعتدل في جلسته ببطء بعدما أشعلت الضوء وأتضح مظهرها المثير أمامه في تلك الملابس، طار عقله وحلق في مدار انحرافه الخاص فبقت عيناه فقط التي كانت تتفحصها بإعجاب لكنه حاول كبح رغبته وجعل نظراته شبه طبيعية وهو يسألها بحدة متصنعة:
_أنتي إيه اللي مصحيكي دلوك؟!
تلعثمت للحظة لكن حاولت إيجاد ذريعة جيدة وقالت بثبات:
_مچاليش نوم فطلعت اقعد إهنه شوية
رد بلهجة ساخرة رافعًا حاجبه:
_چاية تقعدي فوق راسي في الضلمة يعني وتتفرچي عليا!!
ظهر الاضطراب عليها أكثر فردت بخفوت محاولة الدفاع عن نفسها:
_لا أنا لقيت تلفونك واقع على الأرض وكنت بتلفاه.. عمومًا كمل نومك أنا هطلع اقعد في البلكونة شوية
استدارت وهمت بالذهاب للشرفة لكن بعد أول خطوة سمعت صوته الرجولي المخيف وهو يصيح:
_اقفي عندك رايحة وين!
تصلبت بأرضها والتفتت برأسها له تقول بتعجب:
_رايحة البلكونة قولتلك في إيه؟!
هب واقفًا واندفع نحوها يقف أمامها مباشرة ويقول بغضب وسط نظراته التي تسير على جسدها:
_شكلك مش عاوزة تعدي ليلتك على خير.. عاوزة تطلعي برا باللي لابساه ده!
ضيقت عيناها بتعجب وبكل عفوية نزلت بنظرها على جسدها تتفحص ملابسها لترى ماذا بها، فجحظت عيناها بصدمة عندما رأت ما ترتديه أمامه، وشهقت بفزع ثم أسرعت ترفع ذراعيها تحتضن نفسها لتخفي صدرها وكتفيها وضمت قدميها لبعضهم في خجل وعينان متسعة، فرأته يتابعها باستنكار ويقول:
_أنتي بتداري إيه!!
تمنت في لحظتها أن تنشق الأرض وتبتلعها وهي ترى نظراته الجريئة لها فقالت بحزم وخجل شديد:
_غمض عينك!
ضحك ورد ببرود مستفز وخبث:
_ليه هو مش أنتي اللي چيتي عندي بنفسك وقعدتي قصادي بيه وأنا نايم.. هو انا ضربتك على يدك عشان تطلعيلي بيه!
اغتاظت بشدة فصاحت في استحياء:
_عمران غمض عينك قولتلك
لم يعيرها اهتمام وبقى هو يتفحصها بجرأة أكثر متعمدًا فاشتعلت هي كالجمرة والحمرة الشديدة صعدت لوجنتيها، لم تجد حلًا سوى أن ترفع يدها وتدعس على قدمه بعنف حتى يبعد نظره عنها وتستغل هي الفرصة فتركض للغرفة.
كانت قوتها ودعستها ضعيفة حيث لم تسبب له ألم شديد وفور استدارتها وابتعادها لثلاث خطوات كانت تجد يده تجذبها وتعيدها له مجددًا وهو يقول بغيظ:
_رايحة وين لساتني مخلصتش حسابي معاكي على اللي عملتيه قبل ما أنام
أدركت أن لا مفر منه وأنها لن تستطيع مجابهته مهما فعلت فلجأت للطريق الأسلم وتوسلته بارتباك شديد:
_طيب خليني ادخل اغير هدومي وبعدين اعمل اللي أنت عاوزه فيا.. هملني عاد أبوس يدك ياعمران
بدأ الوضع يكون ممتعًا بالنسبة له فكبح ابتسامته بصعوبة وتصنع الجمود وهو يرد بلامبالاة:
_تغيري هدومك ليه ماهي زينة مالها!
لم تتمكن من الحفاظ على رقتها المزيفة أكثر فتحولت للشراسة وصاحت به في غيظ وهي تحاول الفرار من قبضته:
_عمران هملني وإلا هصرخ وألم الخلق كلها وأقول أنك خاطفني

رواية ميثاق الحرب والغفران Where stories live. Discover now