"أعتقد أني طلبتُ منكِ الإبتعاد عن تلك الجماعة" قالت بغضب مكتوم وإنعقد لساني لا أعلم حتى بما عليّ أن أجيبها. تابعت أمي مردفة بإنزعاج أكبر:"وصلني إستدعاء من ثانويتكم، أخبروني بأن الأمر له علاقة بكِ" يا إلهي أنا في ورطة حقيقية!

"أنتِ تجبريني على إستخدام أساليب غير جيدة في معاقبتكِ أوليفيا" نطقت بهدوء بارد تجعلني أرفع بصري ناحيتها لتتابع وهي تحدق بي:"إنها آخر مرة أحذرك من التسكع مع الشباب وخاصة ذلك الشاب"

"لكن أمي-"بترت جملتي عندما رفعت كفها أمامي تقوم بإيقافي عن الحديث لتردف متجهة لحمل حقيبتها:"لا لكن أوليفيا. سيكون لديّ تصرّف آخر في المرة القادمة" أنهت أمي جملتها بشكل قاطع لأتنهد بإستسلام، حسنا على الأقل لم تقم بسؤالي عن سبب الدعوة التي وصلتها. "حاضر" همستُ وتحركت لأتبعها إلى الخارج نتجه نحو السيارة، بما أنها إنتظرتني، ستصطحبني إلى الثانوية.

__

أوقفت أمي السيارة أمام مبنى الثانوية دون أن تنطق بأية كلمة، ودون أن أنتظر أي ثانية أخرى إلتقطت حقيبتي وفتحت الباب لأنزل منها، قبل أن أسمعها:"سوف آتي لإصطحابكِ مساءا" صوتها كان باردا وبه نبرة من الحزم بينما عينيها معلقتين على الطريق أمامها، أصابعها على المقود.

أطلقت تنهيدة غير مسموعة وتمتمت بصوت منخفض:"حسنا" جاء ردي موجزا ثم رميت حقيبتي على كتفي وسرتُ نحو المدخل، أفكر فيما عليّ إخبار أصدقائي به حول رحلة التخييم، لأن أمي -بعدما حدث- لن تسمح لي إطلاقا بالمشاركة، كنت أعلم ذلك جيدا.

كنت أسير في الرواق المحتشد أنظر إلى خطواتي وأدندن لحن أغنية ما، عندما إصطدمت فجأة بشخص ما؛ رفعت بصري بتفاجئ عندما سمعت النبرة المستمتعة:"ٱنظري أين تسيرين مورفي" كان ذلك سام؛ يحدق بي واضعا أحد يديه بجيب بنطاله بينما الأخرى ممسكة بحقيبته على كتفه، كعادته ذلك الشعر الأشقر يتدلى على وجهه ويحدق بي بإبتسامة ماكرة على وجهه، إبتلعت ببطئ وتراجعت خطوة لأردف بصوت منخفض وخالي من أية نبرة:"أعتذر، لم أركَ" كنت أحاول فقط عدم الخوض معه في الحديث وتابعت سيري أتخطاه، أشعر بنظراته تخترق ظهري، أطلقت نفسا مرتاحا بعدما إبتعدت عنه لأسرع خطواتي نحو صفي.

لحسن الحظ أنه ما يزال هناك خمس دقائق حتى يرنّ الجرس. كنت أبحث بعيناي عن أحد من الرفاق لكني لم أجد أي واحد منهم، كم أردت أن أعبر عن أسفي لروبي، لقد كانت متحمسة جدا لقدومي معهم! إلهي لقد أفسدت الأمر!

دخلت الصف الذي كان يعمّ بالضجيج وإتجهت نحو مقعدي لأجد إيثان جالس خلفي ومعه جايك الذي إتخذ جلسته فوق سطح الطاولة، إنتبه الإثنان لقدومي وكان إيثان هو أول من لوّح لي:"ليف! صباح الخير أيتها الجميلة، هل سمعتِ الخبر القادم من الجنة؟ الآنسة ستغيب اليوم" قلبت عيناي وإتجهت ناحيته:"صباح الخير إيثان، أنا بخير شكرا على سؤالك" أدرت رأسي نحو جايك لأجده يحدّق بي بإبتسامة خفيفة، جذعه كان مائلا يتكئ على ذراعه الممدودة فوق الطاولة، النظرة في عينيه بدت صافية تجعل ساقاي تشعران بالضعف ورسمت إبتسامة على شفتاي أبادله خاصته:"كيف حالك جايك؟"

عيب ومثالية Where stories live. Discover now