23- صدمة

6.8K 593 103
                                    

Enjoy

__

فتحت عيناي ببطئ على صوت المنبه في هاتفي الذي صدح في أنحاء غرفتي "تبا!" مددت يدي أقوم بإيقاف الصوت المزعج؛ وقفتُ من سريري بكسل شديد، شعرتُ بأن عظام جسدي كله محطم، حسنا البارحة كان حافلا للغاية. تثاءبتُ أتقدم ناحية الحمام ولا شيء في ذهني سوى الفراغ، شعرتُ معه بأن عقلي أصبح مجرد مساحة فارغة لا تحتوي أي شيء!

بعدما أخذي للحمام السريع وتجفيف شعري على عجالة قمتُ بإرتداء ملابسي على مهل، وكنتُ أتعمد ذلك كي لا أصادف أمي. قميص أزرق فاتح وتنورة بيضاء قصيرة ذات طبقات، حذاء رياضي وأخيرا قررتُ ربط شعري القصير وإستعملت شريطة زرقاء اللون. إبتسمتُ في المرآة أمنح نفسي بعض التشجيع.

"جاهزة" نطقت بخفوت ورميت حقيبتي على كتفي، كنت أعلم أن الأمور أصبحت فوضوية! إنه آخر يوم في الأسبوع ولحسن الحظ أن حصة الفيزياء القادمة لن تكون حتى الأسبوع القادم، مما يمنحني بعض الوقت لإخبار أمي بأني فُصلت بسبب 'شاب' وأن عليها الحضور للقاء الناظر والأستاذة، ثم هناك رحلة التخييم التي سنقوم بها في عطلة نهاية الأسبوع، مما يعني غدا وعليّ إقناعها بالسماح لي، ولفعل ذلك يجب عليّ تبرير سبب تأخري الليلة الماضية.

أطلقتُ تنهيدة طويلة عندما طرأت كل هذه الأفكار في عقلي دفعة واحدة، إنها فوضى بحق!

نزلت السلالم أدعو في صميمي أن تكون أمي قد ذهبت للعمل، لا أريد أن تطرح عليّ الأسئلة الآن، لم أكن أعلم حتى بماذا عليّ إخبارها. أي كذبة ستصلح؟

"صباح الخير" تجمدت مكاني حالما سمعتُ صوتها البارد، كنتُ في أقف في آخر درجة وإلتفتّ ببطئ إلى اليمين حيث الأريكة التي كانت تجلس عليها أمي، نظراتها كانت مثبتة عليّ تخترقني، شفاهها كانت مزمومة تشكل خطّا رفيعا عاقدة ذراعيها أمام صدرها وواضعة ساقا فوق الأخرى، كانت ترتدي بذلة رسمية حمراء داكنة، يبدو أنها تستعد للذهاب للعمل. إبتلعت ريقي ببطئ أحاول السيطرة على توتّري وقلقي. "صباح الخير" جاء ردّي بنبرة خافتة، خافتة جدا، أوضحت لأمي بأني حقا أدرك أني في ورطة معها!

وقفت أمي للسير ناحيتي، كعب حذاءها يدقّ الأرض بينما تقترب مني بهدوء، أضفت مباشرة محاولة القضاء على التوتر للمرة الثانية:"لم تخرجي مبكرا؟" جاء صوتي متسائلا وكانت أمي واقفة أمامي مباشرة، دون أن تجيبني نطقت بحزم:"تأخرتِ البارحة، إتصلت بكِ لكنكِ أغلقت الهاتف في وجهي" بدى الإنزعاج واضحا على وجهها، حككتُ رقبتي ونطقت بإبتسامة مزيفة أحاول إخفاء التوتر:"آه ذلك! كلا لم يكن الأمر كذلك، إنها فقط البطارية، لقد نفذ شحن هاتفي لذلك-" قاطعتني بنفس نبرتها:"الشاب الذي أوصلكِ الليلة الماضية، إنه هو، الشاب الذي قلتِ أنه يدعى جايك صحيح؟" أنهت جملتها ببرود وتوسعت عيناي لوهلة قبل أن ترتخي جفوني أحول بصري للنظر إلى الأرض، همست:"أجل"

عيب ومثالية Where stories live. Discover now