(اصدقاء ولكن..) الفصل السابع "هروب"

11 4 0
                                    

ليه سيباني اخاف منك .. يا أكتر حد خفت عليه
وليه سيباني اضيع منك .. يا أول حد نفسي ألاقيه... ليه؟
                   .................................
كانت الساعة قاربت الثامنة مساءا وشعرت يارا بالملل فارتدت ملابسها وقررت النزول إلي اي مكان او الي اي مكان تمتنع عن النزول اليه في وجود صديقاتها ، كانت تعيش بمفردها بسبب انشغال والدها عنها في السفر الدائم كما تحكم عليه طبيعة عمله
ارتدت فستاناً  قصيرا من اللون الابيض وتركت شعرها النبيذي منسدلا علي ظهرها واوقفت سيارة الاجرة ، دخلت الملهي الليلي التي اعتادت ان تتقابل به مع عمر لعلها تجده ولكن لم تجده بالداخل فاثار ذلك استفزازها وهذا ٱكد لها انه ينتوي علي نزوة جديدة مثلما فعل معها من قبل .. جلست وطلبت مشروبها حتي تهرب قليلا من واقعها الذي كان يمثل مأساة

                ....................................

عند الساعة التاسعة استيقظ ادهم وكان هشام يغفل بجانبه من شدة التعب لانه لم يذق طعم النوم من ليلة امس بسبب قلقه علي صديقه .. حتي اطمأن عليه ونزلت درجة حرارته
نهض ادهم وسند بظهره علي خلفية سريره وكانت دماغه تكاد تنفجر من شدة الصداع ، استيقظ هشام من فرط حركة ادهم
نهض ومسح وجهه : عامل ايه دلوقتي طمنني عليك
ادهم ممسكا برأسه : دماغي هتنفجر مش قادر ، هو ايه اللي حصل امبارح ؟
كان لم يتذكر اي شئ بالفعل مما حدث منذ خروجه من الجامعة حتي انه لم يكن قد استجمع ما حدث قبل خروجه منها
هشام بتتوتر فلم يكن لديه ما يقوله : ها اا لا ابدا مفيش حاجه انت بس نمت وانا لقيتك سخن الصبح ف قعدت جمبك عملتلك كمدات لحد ما درجة حرارتك نزلت ، انت حاسس بحاجة ؟
صمت ادهم وكان تأثير النوم مازال يسيطر عليه ولكن لم يدم ذلك طويلا اضاءت شاشة هاتفه فنظر اليها ورأي صورتها ، بدأ يستجمع ما حدث منذ ان رأها امس .. استجمع ما حدث من لحظة ان رأها الي لحظة دخوله الملهي الليلي
التمعت الدموع في عينيه وشعر بنغزات بقلبه .. علم هشام انه قد تذكر كل شئ ف بدأ يربت علي كتفه بمواساة : صدقني يا ادهم انت هتكون كويس ، هياخد وقته وينتهي انت استحملت كتير ف حياتك و
نظر له ونزلت دمعة من عينيه : اديك قولت ، استحملت كتير يا هشام .. مش كفاية كدا عليا؟
شعر هشام وكأن جميع الكلمات المواسية له لن تفيده بشئ الان فصمت حتي نطق ادهم بعصبية : اخرج برا وسيبني لوحدي
رفض هشام وظل واقفاً فنظر له ادهم وعينه شديدة الاحمرار وعليّ صوته : بقولك اخرج برا انت ايه مبتفهمش
سمع عمر صوت عاليا ٱتي من غرفة ادهم فذهب اليه : في ايه مالك يا ادهم
وقف ادهم : اخرجوا برااا بقيي عاوز اقعد لوحدي
اثار ذلك استفزاز عمر ولم يقدّر اي حساب للحالة الذي هو عليها : بقولك ايه انا مش هشام هتعلي صوتك عليا ، احنا مش ذنبنا انك سكتت ومعترفتش للسنيورة بحُبك المُتيم ليها لحد ما جه واحد خطفها منك وانت واقف تتفرج .. لا لحد عندي وتتكلم كويس انا هربانة مني
وخزه هشام في صدره بعنف : انت غبييي ، بتقول ايه انت مبتحسش يا اخي
رد له عمر ذلك وقال بغل : ااااه ما انت محروق لان انت كمان بتحب الهانم بتاعته ومستغفله وهو مش عارف
وكأنه قذف فنبلة للتو! ماذا قال ؟ هل ما يقوله صحيحاً ! صديقه يحبها ولم يكن يعرف ذلك ؟ لن يتحمل المزيد من الخذلان لا
نظر ادهم لهشام وكان مصدوما مما قيل : هو بيقول ايه ! انت ؟ انت يا هشام
هشام سريعا : والله العظيم يا ادهم كداب والله ، ده غبي
ركله هشام في قدمه فتأوه عمر بشدة وامسك قدمه ونهض وبدأ في عراك عنيف دار بينه وبين هشام لاول مرة منذ صداقتهم
كان ادهم يقف مصدوما مما يحدث يشعر بالعجز والحيرة فجذب هشام من ملابسه ووقال بغير وعي وعينه مليئة بالشر : ليههه بتعمل معايا كدااا ، ليههه انت عارف اني بحبها عاوز تاخدها مني وانت عارف اني مبحبش غيرها وانا هتعوضني عن كل حاجه وحشة شوفتها .. بعدتها عني اكتر ما هي بعيد وخطبتها وده حقييي انا .. انا بس انت فاهههم
استوعب هشام بأن ادهم لا يراه لشخصه ، بل يري شخص اخر اخذ منه حب حياته
حاول تهدئته وتصليح الموقف : ادهم انا هشام والله ما خدت منك حد ، عمر فاهم غلط
عمر وكانه يسكب الغاز علي البنزين بكل برود ولم يضع اعتبارا لسوء الوضع : لا مفهمتش غلط ، دخلت الاوضة لقيته فاتح صورتها وبيعيط ده معناه ايه ها
نزلت دموع ادهم وضغط علي رقبة هشام دون ان يشعر حتي تحول لون وجهه للازرق وكاد يختنق فابعده عمر عنه لعدم الوقوع في كارثة حقيقة ، ٱخذ هشام يسعل ويلتقط انفاثه ويلهث بشدة
ضغط ادهم علي اسنانه واخرجهم من غرفته بعنف : سيبونيي ف حالي بقيي كفاية وصفع الباب بشدة وبدأ في رمي كل شئ في الغرفة بشكل عشوائي وتحولت الغرفة تماما الي ان شعر بالتعب وجلس علي الارض واسند براسه للخلف وبكي بشدة ، كانه يخرج جميع اوجعاه في البكاء
جلس هشام في الخارج يضع راسه بين يديه ويحاول السيطرة علي غضبه ويحرك قدمه بشدة من فرط الغضب والتوتر
جلس عمر امام التلفاز ببرود يدخن سيجارته وكأنه يثير غضب الجالس امامه بلامبالاته
ارتدي ادهم ملابسه وخرج من غرفته ونزل سريعاً دون ان ينظر لهم ولم يستطيع هشام اللحاق به فلم يجده امامه .. اختفي في لحظات
عاد هشام لمكانه وقلق ان يتهور ويفعل بنفسه شئ ما ، خرج من شروده ونظر لعمر ب غل ولم يستطيع كتم كلماته : انت اسواء انسان انا شوفته فحياتي ، اكتر واحد اناني ومؤذي ومعندوش احساس .. خسرتني صاحب عمري واكتر واحد وقف جمبي وسندني في اسواء اوقاتي ، استخسرت فيا اقف حمبه واهون عليه وخليته يحس اني سبب كل وجعه وخذلانه وانا معملتش حاجه وانت عارف كدا كويس .. منك لله يا عمر عمري ما هسامحك
قال بصدق نابع من قلبه وهربت دمعة من عينه : ربنا يدوقك اللي دوقتهولي و دوقتهوله
نهض ليدخل غرقته فتوقف والتفت له واستكمل : اه بالمناسبة ، انا هستني ادهم يرجع اتطمن عنه وهسيبهالك وامشي ، مش هقعد معاك ف مكان واحد
العيشة مع ابويا ارحم واهون من القعاد مع واحد زيك ، علي الاقل ابويا بيخاف عليا وبيحبني بجد
تركه ودخل الي الغرفة وبدأ في تجهيز حقيبته وترك عمر يؤنب ضميره ، شعر بانه اسواء انسان وانه بلا قلب ولا يشعر !
كان داخله العديد من الاصوات عكس بعض 
قلبه يقول : ايوة انت ٱذيتهم اوي وفرقتهم وانت واثق ان هشام مش هيبص لمريم
فيرد عقله مضادا لقلبه : لا انت شوفته بيعيط وماسك صورتها ف قولت اللي شوفته ، انت موقعتش بينهم
فيجيب قلبه : قولت ف وقت غلط مكانش ادهم ناقص فيه واقل كلمة هيفهمها غلط ، كان الاحسن تهون عليه وتواسيه
ويأبي العقل ان يقتنع بذلك : لا انت مش مضطر تعمل ده اصلا هو اللي مأفور وضيعها من ايده هتعمله ايه يعني
وطبعه المتمرد انهي الجدال علي ذلك واقتنع بصوت عقله
                              ............
في شركة المقاولات التي تعتبر من اشهر الشركات الموجودة لعائلة "الشيباني" وعندما توفي تولي من بعده ابنه "سليم" الذي عمل جاهدا ليترك لاولاده من بعده ما يكفيهم ، اثناء الانهماك في عمله طُرق الباب عدة طرقات ففهم انه ابنه عمار واذن له بالدخول وجده يرسم ابتسامة عريضة علي شفيته : اهلا اهلا بسليم باشا معقول فاضيلنا
ترك سليم ما بيده ورسم ابتسامة رقيقة علي شفتيه : لو مفضيتش لاول فرحتي هفضي لمين ، بقالك كتير مختفي يا عمار بس مش عني .. انا كدا كدا عارف كل اخبارك وبتوصل ليا
شعر عمار بتوتر فاكمل والده : انا مش قولتلك تبعد عن اللي بتمشب معاهم دول ، مخلص كل فلوسي علي ناس زي دي ملهاش لازمة وكليتك بدات ومبتروحش .. انا عاوز اعرف بس هو انا بتعب كدا عشان مين؟ مش عشانك انت واخوك اللي انت المفروض مسئول عنه ف غيابي !
اعتدل في جلسته وكاد يتفوه بشئ ولكن منعه والده بحركة من يديه : هتقولي نجيب دادة تراعيه ف البيت وبدروسه ، ما انا لو عاوز اجيبله دادة كنت سيبته مع امه احسن بقي واهي اضمن وكنت ادفعلها اللي تدفعه للدادة وكانت هتشيله ف عينها ، بس تقدر تقولي انا ليه صممت اخده منها قبل ما اطلقها وتسافر وادفعلها دم قلبي عشان توافق؟
لم يكن يعرف حقا فنظر اليه باهتمام : عشان اخوك يبقي ف حضنك ، يشرب من طباعنا وميبعدش عننا .. مش عاوزه يحس ان انت من ام وهو ام تانية ولا اني فرطت فيه وخليتك انت معايا
التمعت فيه عينه نظرة حزن حقيقي واكمل : انا مليش غيركم ومش عاوز تعبي كل السنين دي يروح يا ابني
تنهد عمار بعمق ونهض ليقبل رأس والده : حاضر يا بابا والله حقك عليا ، بعد كدا مش هبات برا وهقضي اكتر وقت ممكن مع جاسر و
قاطعه والده : بعد عن صحابك وكل حاجة هتتصلح تلقائي يا عمار
حاول تلطيف الاجواء بمزاحه : حاضر يا استاذ شيباني
دفعه والده في صدره ضاحكا : اسمه جدو شيباني يا ولد
رد عليه بجدية : يعم جدو جدو المهم تديني فلوس عشان مستعجل
نصت اليه باهتمام فوجده صامتاً : ما تكمل
عمار بعدم فهم : اكمل ايه منا بقولك عاوز فلوس
رفع حاجبه باستنكار : عاوز فلوس عشان كذا يا عمار، مفيش حاجة اسمها عاوز فلوس وخلاص ، احنا لسة كنا بنقول ايه؟
حاول عمار ان يتحكم في ردود فعله حتي ياخذ ما يريده : مصروفي خلص يا بابا ومحتاج فلوس وان شاء الله اوعدك مضيعش فلوسي علي الفاضي وانا هعمل اللي قولتلك عليه بس اديني فلوس دلوقتي
تنهد الده بنفاذ صبر واعطاه النقود : دول يكفوك لحد اخر الشهر مش عاوزك تطلب مني حاجة تاني
قبل عمار راسه وابتسم له : رربنا يخليك لينا يا سليم يا قمر انت
ثم ذهب وترك والده يفكر في حال ولديه ودعا ربه بان يحفظهم له .
                               .......................
في قائمة الأشياء السهل التخلي عنها ،
كنت أنا دائمًا في المقدمة ..
#يتبع
#الفصل_الثامن

 أصدقاء ولكن ..Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ