(اصدقاء ولكن..) الفصل السادس "ندم"

16 4 1
                                    

لقد حاربتُ للدرجة التي جعلتني اخشى من ان أفلت يدي ، خوفًا على ما بذلته من قلبي .. والآن أجلس أرضًا انا وطاقتي المُهدرة وقلبي المُنهك مُبتسم لأنني أعلم أنني قد بذلت روحي ولم يعد لدي ما أفعله
                                          ...........................
بدأ في الكتابة لها ، ظل يكتب ويمسح مرارا وتكرارا داخله قلب يقول ان يرسل لها ويفرغ ما بقلبه لها حتي ولو ضاعت للابد .. وعقل يرفض ان يرسل لها ليقينه بفوات الاوان ولكن حسم امره وكتب اخيرا : انا اكتر واحد حبيتك ف الدنيا ، مش هو اللي يستاهل تلبسي دبلته ! انا اللي استنيت سنين عشان اخدك واحققلك كل اللي تتمنيه بس لو تطلبي ، انا حبيتك اوي يا مريم
حاسس ان الدنيا كلها هزمتني بيكي .. انا حاجات كتير اتاخدت مني اولهم امي لما كنت صغير محتاج حضنها واخرهم انتي اللي كنتي هتعوضيني عن مرارة الايام دي وكسرتي فيكي كانت صعبة اتحملها .. انا ممكن اكون مستاهلش حد زيك بس والله كنت بحاول دايما اكون استحقك ، انا غبي عشان سكتت بس كنت خايف
ارسلها لها الدموع تجري علي وجنتيه وقلبه يخفق بشدة وتمني لو لم تجيب ، يكفي انه تكلم
مرت عدة دقائق وكان يترك هاتفه وينتظر وصول اي رسالة حتي وصل له رد منها امسك هاتفه بيد مرتعشة وقلب يكاد يخرج من مكانه .. لو رأي احد حالته هذه لاقسم بأنه يسمع صوت دقات قلبه من شدة توتره
فتح هاتفه وجد ردها : انا مش فاهمة حاجه ، انت مين وتعرفني منين
بدأ يكتب واحس بنغزة في قلبه .. عندما يحين الوقت الذي تمناه ويحدثها تكن قد ضاعت منه : انا اللي كنت بستني كل عيد ميلاد ليكي عشان ابعتلك التورتة اللي بتحبيها مع الورد المفضل ليكي ، واللي بعتلك كارت التهنئة وعلبة الشيكولاتة اللي قعدتي تثيري الجدل عليها يومين لما طلعتي من الاوائل في سنة اولي ، واللي جابلك الاسكيت لما بدأتي اول كتابة تكتبيها ومكملتهاش ، واللي كنت بستني السنة تبدا عشان بس اشوفك وانتي معدية من قدامي ويومي يبقي حلو ، اللي حفظت تفاصيل حياتك كلها وعرفت كل امنياتك عشان نحققها سوا واحنا مع بعض
لم يعرف ماذا يقول لها فارسل لها وداخله حديث ليس له نهاية ، يتمني لو لم ينتهي الحديث وتتوقف الساعة عند هذه اللحظة
قرات رسالته وسكتت قليلا وكانت تنوي ان لا تجيب ولكن كان داخلها فضول شديد يحثها علي الرد : انت اللي كنت بتعمل كل ده؟ انت مين بالظبط انت عاوزة اعرفك فعلا
تجاهل ما قالته فلن يكشف عن هويته لها : بتحبيه ؟
مريم : تقصد مين !
ادهم : خطيبك ، مش لابسة دبلة
مريم بتفهم : يخصك يعني بحبه او لا
ادهم : الكلمه منك هتفرق معايا
مريم ببعض الذنب : هو انسان محترم وكويس وبيحبني جدا ، انا مش عرفاك وعارفة انك مش هتقولي انت مين لانك لو هتقول كنت قولتلي من بدري .. بس انا متاكده ان انت انسان لطيف جدا جدا وربنا هيعوضك بالاحسن ويريح قلبك وهتعرف مع الوقت اني مكنتش خيرك وانك ف المكان الصح
ادهم بانفعال : متقوليييش ليا كدا ، متواسنيش انا مش محتاجك تواسيني .. انا حاسس اني ضايع وحطيت كل طاقتي ف حبك ، لحد ما بقيت صفر 
انسان معندوش طاقة ولا هدف ولا حلم حتي يعيش عشانه .. انا لما كنت بتكسر من حاجة كنت بتخيل ايدك اللي بتطبطب عليا .. بتقوليلي مش خيري ومكان صح ها .. تعرفي ايه انتي عن اللي مريت بيه عشان تقرري مكانيي اني هكون كويس
انا مش هكون كويس غير بيكي انتي مش حاسة بيا!
قراتها وشعرت بغصة مريرة في حلقها و ودت لو تعرفه الان ، شعرت وكأنها تريد احتضانه الان وتزيل عنه هذه الهموم ولكن لم تجد رد تجيب به فصمتت وقضيت الباقي من الليل في التفكير به .. من يكون!
ذهب ادهم في سبات عميق حامل علي عاتقه حِمل الصباح وكيف سيمر يومه وبأي طاقة ، هو يعلم بان الذنب كان ذنبه من البداية .. لو كان صرح بما داخله كان من الممكن ان تكون معه الان ، او كانت سترفضه مثلما شعر ! لا يدري ولكن ما هو عليه اصبح امر واقع
                          .............................................
في صباح يوم جديد لا يعلم خباياه الا الله ، استيقظت نور وشعرت ببعض التعب فارسلت لصديقاتها علي جروبهم الخاص وابلغتهم بعدم قدرتها علي الذهاب للجامعة اليوم فوافقوها جميعاً وقرروا عدم الذهاب اليوم
استيقظت يارا والقت نظر علي ما تحدثوا به وقررت عدم النزول ايضا ولكن بدات تبحث عن رقم شخص ما ، حتي وجدته
اخذت تكتب وترتب حديثها وما تريد قوله ولكن ارسلت اخيرا : هشام صباح الخير انا يارا عامل ايه ؟
كان هشام مستيقظا في الشرفة منذ امس كان يغفو من وقت لاخر وعندما سمع صوت الرسالة وجده رقم غير معروف ورأي محتوي الرسالة فقال بملل : مش وقتك يا يارا والله ولا فايق للعب العيال بتاعكم ده
وقرر عدم الرد عليها ونهض ليطمئن علي ادهم ، فتح الباب قليلا ليراه مستيقظا ام مازال نائماً ورٱه غارق في نومه فدخل الي غرفته بهدوء حتي لا يوقظه وجلس جانبه ونظر له وتذكر العديد من المواقف التي مروا بها سويا .. فمنذ ان كان هشام في المرحلة الثانوية ولم يفارقه ادهم مطلقاً حتي انه يعلم مأساته مع والده ولكن ما كان يعلم انه تعرض لذلك الاذي النفسي لهذا الحد ، ودّ لو يأخذ حزنه في قلبه هو حتي يعود صديقه بخير .. فذلك الحزن كثير علي ان يتحمله شخص لديه لين قلب الي هذا الحد
تململ ادهم في مكانه فافاق هشام من شروده وانتبه لشئ يقوله ولكن لم يستطيع ان يفهم شئ .. وضع يده علي وجهه ليوقظه ولكنه وجد درجة حرارته عالية بعض الشئ فقلق بشأنه ولم يفكر كثيرا ونهض ليحضر له الكمدات وبداخله يدعو الله بأن يعطيه الصبر ليتخطي هذه الفترة
جلس جانبه وبلل قطعة من القماش في الماء بثلج و وضعها علي جبهته .. انار هاتف ادهم بأشعار ما فامسك هشام هاتفه و وجده يضع صورتها واجهة للهاتف ، صورة التقطها لها وهي تسير مع صديقاتها كانت تضحك بصفاء ، اعطاه العذر فكل من يراها يحبها ويشعر بنقاء قلبها دون ان يتعامل معها فماذا اذا اصبح قريب لها؟
قطع شروده قول عمر الذي كان واقفا جانبه منذ قليل من الوقت ولم يشعر به : ايه حبيتها انت كمان ولا ايه
انتفض هشام ونظر له : مش تعمل اي صوت يا بني ادم انت خضتني

 أصدقاء ولكن ..Where stories live. Discover now