تغيير

3.1K 11 0
                                    

مرحباً! اسمي بلوتو، او هذا ما اطلقه عليّ ماثيو عندما تبناني من ذلك المكان الخانق، اسماني بلوتو لأنه مولع بالفضاء، ولأنه يحب ميكي ماوس؛ هذا لقصة اخرى.
لطالما كنت سعيداً مع ماثيو لأنه حياتي بأكملها؛ نشاهد التلفاز معاً، نتناول الطعام معاً، واحياناً ننام معاً! كم هذا رائع..لكن هناك شخصٌ ما ظهر منذ مدة، كان يدعى جورج؛ في بداية الأمر كان ظهور جورج لطيفاً اصبح هناك شخصٌ اخر يلعب معي، كما انه يجعل ماثيو سعيداً، لكن هناك بعض الأشياء التي ازعجتني حياله؛ لقد كان صاخباً بحق! انا معتادٌ على ان يكون ماثيو هادئاً لذا هذا الشخص كان الماً في المؤخرة، لكن للأسف ماثيو كان يحبه..كان، اجل، يوماً ما تعالت اصوات صراخهما تبعه صوت اغلاق باب المنزل بقوة ومنذ لحظتها لم يكن ماثيو بخير، اظن ان هذه طبيعة البشر؟ هذا ما كنت اراه على التلفاز مع ماثيو؛ دائماً ما يصرخون على بعضهم البعض ثم يفترقون الى الأبد من دون فرصة اخرى ليخبروا بعضهم انهم لا يعنون ذلك حقاً وجزءٌ منهم سيبقى يُعيد الأذى يومياً..على ايّ حال، كما قلت؛ ماثيو لم يكن بخير منذ لحظتها؛ لم يعد يلعب معي كثيراً كما في السابق، لم نعد نأكل معاً..لقد امتنع عن الأكل نوعاً ما في الواقع اصبح يأكل بمفرده في الليل حساءاً او ما شابه..لم يعد كما كان، اصبح شاحباً وكئيباً واظن انه حان الوقت لتغيير هذا.
لا اظن انني ذكرت هذا في بداية القصة لكنني اكون كلباً، نعم، انا الكلب الخاص بماثيو، ولسوء الحظ هو لا يستطيع فهم ما اقوله لذا لا يمكنني فقط ان اضع يدي على كتفه واخبره ان كل شيء سيكون بخير! لا يمكنني فعل شيء اكثر من النباح والقفز وهو سيظن انني اطلب الطعام لكنني حقاً لا اريد هذا..فكرت كثيراً حيال الأمر ولا استطيع ايجاد طريقة تمكنني من ابهاجه.

"هَي بلوتو صديقي، ما رأيك بالسير قليلاً" قاطع ماثيو حبل افكاري..لكن مهلاً، السير! نبحت بصوتٍ عالِ لأجعله يفهم انني موافق، اجل، يوجد الكثير من الأشخاص كجورح ويمكن ان يكونوا افضل منه! كما ان هذه فكرة جيدة لماثيو لأنه لم يغادر المنزل منذ اسبوع.
كان ماثيو يرتدي سماعتيّ الأذن متجاهلاً ما يحدث حوله من فوضى وربما محاولةً منه لتصفية ذهنه قليلاً..لا اعلم حقاً ما العظيم حيال جورج هذا ليفكر به طوال الوقت حتى بعد رحيله، هذا مزعج.

جميع من نظرت لهم طوال الطريق لا يبدو انهم مناسبين، اما اكبر من ماثيو او اصغر او فقط لا يبدو انهم مناسبين..الا هذا! امامي على بعد بضعة امتار شاب يسير مع كلبته، تبدو رائعة! هذا مناسب لكلينا! ويبدو انها كانت تفكر في الشيء ذاته عندما اقتربنا من بعضنا؛ ركضت بسرعة لأجر ماثيو معي كما فعلت هي وذلك الفتى
"مرحباً!" قلت لها بسعادة مما صدر لماثيو والفتى الآخر مجرد نباح
"مرحباً" قالت بهدوء
"بلوتو!" "ليلي!" قالا مقاطعين "يا الهي انا اسف" مرة اخرى، كلاهما معاً
ضحكا كلاهما على هذا مما اعطانا بعض الوقت لنتناقش انا وليلي، كما سمعت اسمها
"اهذا صاحبكِ" سألت بحماس
"اجل، احاول اخراجه من مزاجه المتعكر" قالت ليلي
"هذا تماماً ما كنت احاول فعله مع ماثيو!" صدمت لأننا نمتلك نفس السبب
"جاريني" قالت وبدأت بالدوران حولي لأفهم ما تريد فعله، تشابكت اطواقنا لنحفزهم على فعل شيءٍ اخر عدا التحديق بنا ونحن نتكلم، ضحكا واعتذرا لبعضهما وهما يحاولان فك التشابك..لا افهم حقاً ما داعي الأعتذار
ابتعدا عن بعضهما بعد ان ابتسما ليبدءا بالسير بعيداً، هذا ممل! الخطة المثالية على وشك ان تفشل!
ناديت على ليلي بصوتٍ عالٍ وفهِمت ما احاول فعله بالضبط، ركضتُ تجاهها جاراً ماثيو معي كما فعَلَت هي المثل
"يبدو انهما احبا بعضهما حقاً" قال ذلك الفتى وهو يضحك "قد يبدو هذا غريباً لكن.. هل انت مشغول؟"
"اا..كلا" قال ماثيو بتردد
"ما رأيك ان نذهب لنجلس في الحديقة؟ بأمكاننا التحدث قليلاً بينما يلعبان معاً..اوه اسف هذا غير لائق، لم اعرف عن نفسي..مرحباً انا ايليوت" ابتسم ايليوت وهو يمد يده لمصافحة ماثيو، هذا يسير على نحوٍ جيد مما جعلني اهز ذيلي بقوة
"ماثيو..تشرفت بمعرفتك"

"إذن ليلي اليس كذلك؟ هذا جميل" قال ماثيو "هل اسميتها تبعاً لأزهار الليلي ام ان هناك سبباً اخر؟"
"في الواقع اجل! انها من الفضلات لدي..اوه انا املك محلاً للأزهار، بأمكانك زيارتي" قال ايليوت وهو يمرر بطاقة الى ماثيو
"اوه هذا رائع! شكراً"
"لا داعي..ماذا عنك؟ بلوتو؟ اتعني الكوكب ام كلب ميكي ماوس؟"
"يا الهي! هذا هو بالضبط! اسميته بلوتو تبعاً للكوكب ولكنني في الواقع مهووسٌ بميكي ماوس وماذا افضل من ان اسميه بلوتو كذلك؟!" بدأ ايليوت بالضحك وهذا شيءٌ ايجابي! او كما كنت اعتقد؟ لماذا بدا الحزن على ماثيو إذن؟ "ا..انا اسف..قد ابدو بع-"
"يا الهي لا، لا تعتذر! اوه انا اسفٌ حقاً اذا بدوت فضاً لم اعني هذا" قال ايليوت "هذا..لطيفٌ حقاً..انت لطيفٌ حقاً.."
حسب معلوماتي عن البشر، لا يمكنهم تبديل لونهم كما تفعل الحرباء..اذن لماذا وجه ماثيو تغير للأحمر؟

"أستبقى تتظاهر انك تلعب معي بينما انت في الواقع تشاهد صاحِبك"
"انا اسف..انا فقط قلقٌ حياله.."
"اعلم ما تشعر به..ايليوت لم يكن بخير مؤخراً، رؤيته يضحك الأن جعلتني ابتهج..أظُن ان صاحِبكَ لديه اسلوبه..انظر اليهما!"
اجل! انا حقاً لم ارى ماثيو يبتسم هكذا منذ مدة..لقد غابا عن نظري لدقيقة وهما الأن يضحكان سوياً!
"إذن..هل تريدين التسابق لنرى من سيمسك بتلك الفراشة اولاً" قلت وانطلقت راكضاً لأسمعها تناديني، هذا ممتع!

"هيا بلوتو حان وقت الذهاب" "ليلي عزيزتي هيا بنا"
قالا كلاهما، هذا مزعج! لقد استمتعت حقاً مع ليلي لدرجة انني نسيت مراقبتهما ولم اشعر بالوقت ولا اعرف حتى كيف سار الأمر..حسب معلوماتي عن البشر فهما بالتأكيد لن يكونا معاً منذ اول لقاءٍ لهما، ربما سار الأمرُ بشكلٍ جيد، ربما سار الأمرُ بشكلٍ سيء، ربما يحتاج لقاء اخر، او اثنين، او ثلاثة وبعدها يقرران، لا اعلم في الواقع البشر معقدين!

"اراك لاحقاً!" اضافا كلاهما مقاطعين حبل افكاري، هذا جيد؟ لقد كانا يبتسمان لذا يجب ان يكون هذا جيداً..لا اعلم حقاً
قمت بتوديع ليلي كذلك وسرنا بطرق مختلفة وبأمكاني القول، خطتي نجحت! ماثيو كان يبدو سعيداً في طريق عودتنا حتى انه تناول الطعام معي لأول مرة منذ مدة طويلة!

افكارُ كَلب (مثليه)Where stories live. Discover now