ازهار

750 4 0
                                    

"بلوتو ما رأيك بنزهة صغيرة" اخيراً! كنت اموت من الملل وانا انتظر ان يحدث شيء! لقد مر اسبوعين منذ لقاءهما لما لم يقوما بفعلِ اي شي؟
حركتُ ذيلي بحماس واجبته بالموافقة
"سنذهب لشراء بعض الأزهار ما رأيك بهذا؟" سألني ماثيو
"ازهار؟ لماذا؟" حقاً؟ ازهار؟ توقعت انه سيذهب للقاء ايليوت او ما شابه، ربما عليَّ نسيانه..
"اسمع، اعلم فيما تفكر، ازهار؟ ما الذي ستفعله بها؟ وافهمك تماماً لكن..اعني..اسمع..احتاج ان...ااه على من اكذب، ربما على نفسي" قال وعلى وجهه نظرة استهزاء، ماثيو يدهشني دائماً، اقسم انه يستطيع فهمي لكنه لا يستطيع فهم نفسه ابداً، ربما هذا شيءٌ خاصٌ بنا؟ انا افهمه وهو يفهمني..اجل! هذا شيءٌ خاصٌ بنا فقط!

"هيي انظر لقد وصلنا! انه اقرب مما توقعت" قال ماثيو وهو يجهز ابتسامته للدخول، وهو شيء لا يقوم به دائماً
"مرحباً ايها اللطيف، كيف اساعدك؟" قال الصوت الأخر الذي لم استطع رؤيته بسبب المنضدة المرتفعة لكنني اقسم انه يشبه صوت ايليوت! ربما بدأت اهلوس..كلا، قفزت على المنضدة لأنني لم اعد استطيع التحمل ولقد كان هو! انه ايليوت! نبحت بسعادة عندما رأيته مما جعله يضحك
"هيي ايها الفتى الكبير ارى انك متحمس" قال وهو يربت على رأسي
"يا الهي بلوتو انزل فوراً! انا حقاً اسف انه ليس هكذا عادةً" امرني ماثيو بغضب طفيف حاول اخفاءه، لم ارد ان اعصي اوامره لولا كلام ايليوت
"ما الذي تقصده! دعه هنا لا بأس انه لا يزعجني، احب اللعب مع الكلاب انا حتى اشتاق لِليلي اثناء العمل"
"اين تتركها خلال ساعات العمل؟"
"في بداية الأمر كنت اتركها عند جارتي، انها امرأة مسنة تحب الكلاب لكنني خفت ان ازعجها لذا بدأت ابقي ليلي في المنزل، هي فتاة كبيرة تستطيع الأهتمام بنفسها" طوال هذا الوقت لم يكف ايليوت عن التربيت على رأسي واللعب معي ولا استطيع الأنكار انه يعجبني
"لما لا تجلبها لمنزلي؟ تستطيع اللعب مع بلوتو كما انهما احبا بعضهما تلك المرة كما انني استطيع الأهتمام بهما بما انني كما تعلم اعمل من المنزل..اعني ان كنت تريد بالطبع!" اقسم انني لم ارى ماثيو يقول هذا الكم من الكلمات في جملة واحدة
"يا الهي ماثيو كم انت لطيف" لا اعلم كيف يفعلها، لكنه الأن يربت على رأسي ورأس ماثيو بنفس الوقت، اتمنى ان يوافق ايليوت على مقترحه سأحضى بالكثير من المتعة ان كان سيصطحب ليلي يومياً! "بالنظر لهذا الفتى هنا اظن ان الفكرة اعجبته، ولكي لا اكذب لقد اعجبتني كذلك، اين تسكن؟ استطيع ان اجلب ليلي قبل ذهابي للعمل ان كان قريباً" يا الهي لقد وافق!
"اوه اجل انهُ قريبٌ حقاً حتى انني صُدمت عندما وصلت لهنا بسرعة لا اعلم لماذا لم اتي قط الى هنا، على اي حال سأرسل لك العنوان لاحقاً" لحظة، اظن انني سمعت هذا جيداً 'سأرسل' انهما يتحدثان عبر الهاتف بالطبع! كيف لم افكر فيها!
"اوه اعذرني سيدي، اين اخلاقي، لم اسألك ايُّ نوعٍ من الأزهار تريد؟" ضحك كلاهما لسببٍ لم افهمه حقاً، اليس ماثيو هنا لشراء الأزهار؟ هذا ما اخبرني به؟!
"حسناً حسناً، نلت مني، لم اتي لشراء الأزهار، انه مجردُ عذر لرؤيتك" اقترب ماثيو مني ليقوم بالتربيت عليّ بعد ان توقف ايليوت الأن، أيستخدماني كوسيلة تلامس بينمهما او شيءٌ من هذا القبيل؟ ما الذي يفعلانه؟ هذين الأثنين لا يكفان عن مفاجأتي! كانا يتحدثان من خلال الهاتف طوال الأسبوعين الماضيين وماثيو اتى هنا لرؤيته فقط ولم يخبرني؟ وكأنهما يلعبان لعبة من نوعٍ ما معي! ما التالي؟
"اذن، بهذه المناسبة، دعني اعطيكَ شيئاً"

"زنبق الوادي؟ انها لطيفةٌ حقاً..شكراً"
"انها احدى زهوري المفضلة واظنها تناسبك 'عودة السعادة والهناء بعد الوقت الصعب الذي بدى وكأنه لن ينتهي' هذا..ما تعنيه هذه الزهرة"
"يا الهي، رجلٌ يُهدي ازهار ذات معنى وليست مجرد ورود كما انك زينتها بلوني المفضل..هذا مُثير" تلعثم ماثيو وهو يقول الكلمة الأخيرة "انا سعيدٌ لأنك تذكرت..شكراً لك حقاً" اوه ها هما يفعلان شيء الحرباء مجدداً، لماذا يتحول البشر للون الأحمر؟ اظن ان خبرتي ليست جيدة كفاية في مجال الألوان
"لا داعي لشكري ماثيو! هذا اقل ما يمكنني فعله بعد ان تكبدت عناء المجيء هنا لرؤيتي!"
"بالطبع سأفعل! لكن اظن ان عليّ الذهاب الأن، بالرغم من انني اريد البقاء اكثر، لكن شكراً لقضاء بعض الوقت معي"
"اوه ان كنت ستذهب دعني اوصلك للباب" الباب؟ ما الذي يقصده؟
"اتقصد الباب الذي يبعد عني مترين؟" اضاف ماثيو بأستغراب، وانا اتفهمه تماماً!
"اجل الباب الذي يبعد عنك مترين لا تعلم حقاً ما قد يحدث اليس كذلك بلوتو؟" اجبته بنعم لأنني مع خبرتي بالبشر، اتفهم هذا، انهُ مجرد عذرٍ اخر "ارأيت؟ حتى بلوتو يوافق، هذا لأنه ليس قاتلاً للمتعة مثلك"
"اوه انا قاتلٌ للمتعة؟"
"اوه اجل انت"
لم استطع ان افهم حقاً ان كانا يتشاجران ام لا لأنهما كانا يبتسمان وهما يخطوان خطوات صغيرة للوصول للباب في اطول وقتٍ ممكن
"ايليوت انا ممتنٌ حقاً لأنك قضيت بعض الوقت معي..شكراً لهذا"
"اووه لا داعي لشكري كثيراً ايها اللطيف" انه محق، ماثيو لطيف، لأنه قد عانقه للتو بقوة لدرجة اظن انني شعرت بالعناق كذلك، في الواقع ارى ان ايليوت لطيفٌ كذلك، لأنه عانق ماثيو بنفس القوة ان لم تكن اكثر، الأمورُ تسير على نحوٍ جيد جداً وهذا يجعلني سعيداً حقاً! لا استطيع الأنتظار لرؤية ليلي في الأيام القادمة!

افكارُ كَلب (مثليه)Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon