" إنها كذلك "

كان يبدو على الرجلِ أنهُ في الأربعينَ من عمرهِ ربما لكنَّ نبرتهُ بدت مرحةً و خاليةً من الوقار ، مما جعلَ هذا الأمر من جونغكوك أن يشعرَ بعدمِ الطمأنينةِ ، و خفيةً قد أمسكَ بقميصِ تايهيونغ من الخلفِ دون أن يحسبَ حسابَ ردِ فعلِ تايهونغ كما العادة ، و كأنهُ لم يفكر قبل دقيقةٍ من الآنَ أنهُ سيتعاملُ بتهذيبٍ و أن يتحكمَ في رداتِ أفعاله..

تايهيونغ كان مرخيًا في حركتهِ و ردودهِ مع الرجلِ الذي يقابلهُ و كان حريصًا على عدمِ التصرفِ بشكلٍ غريب لكنهُ و بعد أن أحسَّ بقبضةِ جونغكوك على قميصهِ ابتلعَ و أصبحَ يتأتأُ بينما حاولَ إبعادَ يدَ جونغكوك عنهُ عندما وضعَ يدهُ خلفَ ظهرهِ..

الغريبُ لم يلاحظ الأمرَ لأنهُ كان مشغولًا بكلامٍ ليسَ لهُ معنًى بالنسبةِ لتايهيونغ و لا يتوقف عن الثرثرة..

إلى أن وصلَ لنقطةٍ قامت بلفتِ انتباهِ جونغوك ، بل و حتى شيلدون و أندرو!..

" و ماذا عن كريستفور؟ ، لقد كنتُ مشغولًا جدًا خلالَ الفترةِ الماضيةِ و لم أستطع رؤيتهُ أو الإتصالَ بهِ لذا أريدكَ أن تبلغهُ عن اعتذاراتي و لاشكَ في أني سأحضرُ حفـ.."

" أعتذرُ على مقاطعتكَ لكنني في ساعاتِ عملي حاليًا و أعتقدُ أنهُ.."

و نظرَ إلى طاقمهِ بعدما أبعدَ يدَ جونغوك عن ظهرهِ بعنفٍ دون أنْ يعيرَ الرجلُ انتباهًا لهذا الفعلِ لأنهُ بدا كاللا شيءِ بالنسبةِ له..

" أعتقدُ أنهم متعبونَ من الرحلةِ و ليس لدينا سوى ساعاتٍ بسيطةٍ للراحة ، اعذرنا "

و كان حريًا بتايهيونغ أن يقتصَّ كلامَ الرجلِ من فاههِ و لا يدعهُ يباشرُ كلامهُ الفاضح عن حياتهِ الشخصيةِ و أمورهِ الخاصة ، لأنَّ جونغكوك طبعًا سيكونُ أكثرَ شخصٍ مهتمٍ و متلهفٍ لمعرفةِ أيِّ صغيرةٍ أو كبيرةٍ عنهُ و تايهيونغ و قطعًا لا يودُّ ذلك!..

لا يودهُ حتى أن يعلمَ أن سبابةَ قدمهِ أطولَ من الإبهامِ مثلًا رغمَ أنهُ أمرٌ غيرُ مهمٍ البتةَ لكن إلى هذهِ الدرجةِ تايهيونغَ يملكُ نفورًا من جونغكوك!..

و ليتهُ يفهم..

و مع ذلكْ جونغكوك لم يكن أحمقًا لعدمِ الملاحظةِ كما يبدو ، بل حفظَ الموقفَ برأسهِ و وضعَ علامتي تنصيصٍ حولَ اسمِ كريستوفر..

سيستفسرُ عن أمرهِ لاحقًا لأنَ متعلقاتِ تايهيونغ هي أكثرُ شيئٍ يودُّ أن يحيطَ علمًا بها..

تفهمَّ الرجلُ الذي بدى على الأرجحِ أنهُ من معارفِ تايهيونغ الوضعَ سريعًا ، و التمسَ العذرَ من تايهيونغ حينما رأى وجوهَ الطاقمِ المعتمةِ من أعباءِ السفرِ بسببِ رحلتهم الطويلةِ التي استمرتْ في الجوِّ ثلاثةَ عشرةَ ساعةٍ متواصلة!، في حينِ أنهُ لم يكن لديهم سوى ثمانيةُ ساعاتٍ فقط للراحةِ و الإستعدادِ مجددًا لإكمالِ وجهتهم نحوَ جزرِ المالديف..

Cockpit | Tkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن