يوم الإثنين مع بعض التعديلات

7.1K 184 62
                                    



‎في الظلام ، هناك ظلان يمتدان عبر الغسق الثقيل اليائس. تلتقي أيديهما ، وينسكب الضوء في فيضان ، مثل مئة جرة ذهبية تتساقط من الشمس...

**************

*تحذير قد يتضمن هذا البارت افعالا او اقوالا لا تتناسب مع البعض ✨

الوقت يعادل الثالثة صباحا ... قطرات الندى تستقر على أرضية الميناء الرطبة ... الرياح الباردة تحرك الموج المظلم كظلمة عينيها الزرقاء الممتزجة بلون السماء السوداء ...

حتى قاطع شرودها صوت أحد رجالها من الخلف " توقفت الباخرة  سيدتي ... "

نظرت لآخر مرة نحو الموج الذي يضرب السطح الإسمنتي للميناء قبل ان ترفع يديها نحو شعرها الفحمي و تربطه على شكل ذيل حصان ... بعد ان عبثت به رياح الخريف و اصبح غير مرتب ... في العادة لن تهتم لكن خصلاته تتطاير فوق وجهها باستمرار ازعجتها ...

انزعاجها فعلا لم يكن من شعرها فقط ... كلفتها الرحلة إلى صقلية كل جهدها كما أن الأمور لم تكن سلسة بالشكل الكافي مما تسبب في بعض التعطيلات ... لذلك كل ما تحتاجه الآن هو كأس كبير من الشراب و مكان لتنام فيه لا غير ...

نزلت عبر السلم المؤدي إلى مخرج باخرة البضائع العملاقة خلفها ثمانية من رجالها في تأهب ... لم تكن ترغب باستعادة الحراسة من جديد لكن ظروف العمل تتطلب ذلك ... يتطلب الأمر أكثر من حارس لإبقائها أمنة لأنه سيكون من المستحيل ان تحمي نفسها كليا ... فهي لا تملك سوى عينين فقط ... لن تكفي عينين للتربص بجميع العيون الموضوعة عليها في الآونة الأخيرة ... كما انها تحتاجهم لإنجاز الكثير من الأعمال ... لذلك وجودهم الآن ضرورة أكثر منه اختيارا...

فور نزولهم على الارضية الإسمنتية للميناء  كان الكثير من العمال يهمون بشحن الباخرة من جديد ... الصوت القوي للرافعة امتدت نحو الصناديق الكبيرة بينما يقوم بقية العمال بشحن الصناديق الأخف وزنا...

توقفوا لبعض الوقت حتى يمروا جميعا ... التفتت لتشاهد  أين كان أحد رجالها يحدق بأحد العمال مرجعه رأسها إلى الخلف قليلا ... والذي مع بعض التدقيق لم تكن سوى فتاة مرتدية ملابس فضفاضة و معطف شتوي خفيف خاص بالرجال و قبعة تخفي بها ملامحها الرقيقة ...

حركت رأسها نحوه من جديد بينما تقوم بغرس أصابعها داخل معطفها الجلدي الخفيف بحثا عن ولاعتها قائلة " هل تعرفها خوان ؟ "

أعاد خوان انتباهه مجددا نحو رئيسته بسرعة بعد إدراكه أنه أطال التحديق و أن الجميع حرفيا واقفين ينتظرون موجة الشرود التي اجتاحته حتى تنتهي ، وكدليل على توتره مرر يده بسرعة يقوم بحك حافة أنفه مجيبا " ليس حقا ... معرفة قديمة سيدتي "

I bet on the devilحيث تعيش القصص. اكتشف الآن