محادثات

623 70 33
                                    

تأخر الوقت وهو جالس في مكتبتهِ ينظر إلى الألوان التي خطها بحب حين افتتحها كانت بلون فستقي ولون أصفر ورفوفها مرسومة على شكل سفينتين، كأنه أراد أن يبحر في كتبه حين وضع الرفوف، كان لديه قطعتين من الانتيك يعشقهن ويضعهن قريبات منه في اي جلسة له، كلاسيكي في ذوقهِ بينما كان ينظر خطرت له فكرة أن يبعث لها رسالة على حسابها، صار الوقت الثانية عشر وهو متردد لكنه كتب لها بعد ذلك. "يا جميلتي أيتها الأجمل هل اعجبتك الكتب أردت أن أعرف رأيك"بعث الرسالة وكأن الكون قد صار فراغ لايملئ الكون سوى الرساله أخذ يدقق في كل حرف خائفاً أن الرسالة تزعجها أو تأخذها على غير محمل في هذهٌ الأثناء هم أن يغلق سفينته ويذهب راجلاً إلى البيت، الجوع قد تغلب عليه بعض الشئ أقفل الأبواب وراح يتمشى ببطء كأنه لايريد أن يصل للبيت، وضجيج الأطفال وصوت العائلة الذي لا ينتهي حتى يظل مركزاً على فحوى الرسالة وأعد عشرات الأجوبة بدلاً عنها ووضع لهم ردود في خياله مابين اللحظة والأخرى يرسمها بمكان غير السابق ويرسم في خياله ماذا سوف يفعلون وهو منشغل بالتفكير قد وصل إلى بيتهم بيت العائلة الكبير، طرق الباب هنا في هذهِ اللحظات وفي كل وقت يكون قد دخل المنزل يلتزم الصمت التام إلا ما ندر لأنه لايريد أن يحبط نفسه بالأسئلة التي سوف تأتيه عن عمله وإلى متى يبقى في المكتبة والكتب وماذا سيكون مستقبلاً؟ ما أن يبقى على هذا الحال وأمور كثيرة تزعجه فأتخذ لنفسه غرفة لعزلته لخياله لتفكيرة لعشقه، دخل مباشرةً إلى غرفته صاح على أحد الأطفال، قل لهم أنني جائع أغلق الباب وراح متمدداً على السرير في كل مرة يتعرف فيها على فتاة يتعلق بها بسرعة رهيبة ويعشقها ويفعل المستحيل ليستمر معها، لكن لن يمر أسبوع وتنهار هذهِ العلاقة بدون أي أسباب ما من سبب وجيه، هذا ما يزعجه لكنه مع هذهِ الفتاة لايعرف من هو ولا ما هي كان مشوش لايستطيع أن يميز أو يتخذ القرار أنه يريد من يسانده من يدعمه بكل شئ. يحتاج من يغفر له ومن يفهم ما بداخله كانت له مسودة أراد أن يجمع بها أحداث رواية حياته التي حلم بها فقال في نفسه سوف أجعلها جزء من الرواية.
مرت الساعات وبعد يومين من اللقاء والرساله أتى الجواب
آيلا : أعتذر لم أنتبه كنت مرهقة بسبب الإمتحانات ولم أجد الوقت كي أرد عليك أما عن الكتب فشعوري لايوصف بعيد عن كل شئ، أنس أنت إنسان رائع شكراً لك على قلبك الطيب وروحك النقية.
مثل العادة كان يجلس على كرسيه الأبيض ويقرأ لأحد الأدباء الروس ومع القراءة شئ من القلق والتفكير فيها ،وفي كاتم الأسرار، وفي عائلته، وإلى متى سيبقون على ما هم عليه قاطع سلسلة أفكاره وقرائته صوت الرسالة لهاتفهِ المحمول قرأ الرسالة وشئ فشئ كان يبتسم وهو يقرأ قرأها أكثر من ثلاث مرات، قبل أن يجيب عليها العفو شكراً لك لايعرف لما فعل هذا لكنه أطفئ شاشة الهاتف ووضعه على مكتبة ورجع لما كان عليه ليقرأ.
حاول أن يغير من فحوى الرسالة لكنها كانت مفهومة آيلا لاتبادلة نفس الشعور احست بأنه ك أي شخص يحتاج النصيحة يحتاج المواساة لكنها لم تعرف حبه اللا إرادي.
لدية الحاجة في الكلام لكن الأمر ليس كما يتمنى الكل مشغول ولم يجد من يفهم مايهذي به فوضع الكتاب جانباً وراح يتمشى في المنزل يدور في نفس الأماكن اكثر من مرة ينظر لوالدتة شارد الفكر وهي تلاعب أولاد أخيه فخطرت له فكرة أن يبوح بما يضيق صدرة بالكتابة.
أخذ دفتر المذكرات الخاص به وأختار الصعود إلى سطح المنزل فهو يحب أن يجلس ليلاً على السطح فطلب من والدته أن تصنع له الشاي أخذ معه قطعة قماش خفيفة ليفترشها وعلبة السجائر وانطلق بسعادة حين عرف ماذا يفعل لأنه أدرك بأن الكتابة ستزيح عتمة قلبه ولو بالشئ القليل، يختار السطح دائماً لتجنب سخرية إخوته عند رؤيته يكتب أو يقرأ وصل لمكانه المعتاد وأشعل سجارة ورتب جلسته من ثم تمدد وتمعن بالسماء قليلاً فهيه متاهة بالنسبه له تشبه روحه كان حائراً بماذا يبدأ الحزن؟ يملأ الهامه فكتب بدون تفكير
يا وجهاّ يسعدني أن أراه في كل مكان وزمان ومنام.
يا صوتاً يريح فكري ومسمعي
يا ريح هب لي نفسك فأنا بحاجة لهواء نقي.
هل قال لك أحداً أنك كباقة زهور نادر،
أخذ يفكر قليلاً ثم كتب مرة أخرى
تغويني تفاصيلها،
تسرقني تفاصيل يدها،
يبعثرني الخاتم في إصبعها،
أسجن حين أطيل النظر لرقتها،
يا حظي لو ادمنتني كقهوتها،
ماذا لو أزاحت لعيني عينها،
ما من دواء لما بعد ذلك
ختم ما كتب وجلس ينظر للشوارع من الأعلى الفجر قد بدأ ليفرق العشاق ليعلمهم بموعد غزل الوداع ما قبل النوم. بعدها سرد القليل من الرواية التي كان يجمع أحداثها من زمن، وأنه في ما سبق قال لصديقه أنه سوف يجعلها داخل روايته لكن سرعان ما أصبحت هي روايته
نزل ليقرأ لوالدته يحب أن يسمع منها ردودها على ما يكتبه نصائح ومدح وتشجعه، كان يحتاج شخص مثلها فهي تدعمه بكل شئ تقريباً لكنها لاتجامله أبداً ولا تؤيده على الخطأ بكل الأمور مهما كانت هذهِ المرأة الحنونة والجميلة طيبة القلب إنسانيتها طاغية على أفعالها كانت ملجأ لكل الأقارب والمقربين الكل يكن لها الحب والإحترام ويدعوا لها دائم الصحة، كانت تعاني من أمراض تقدم العمر كالمفاصل والقلب وغيرها تعطي لمن يحتاج بكل ما تستطيع ولا تبخل عند فقد أبنها الأوسط بحادثة إرهابية حصلت فقد امتنعت عن حضور زفاف أو خطبة والكل كان يعذرها لعلمهم بما هي فيها من كسر لقلبها وروحها، الروح إذا كسرت لاتجبر خاصة عند فقدان الأم لابنها فقالت له بعدما بدأ يدور في أرجاء المنزل ماذا بك اليوم هل حصل شئ؟ ليس كالعادة أراك محتاراً.
نظر لها مبتسماً إبتسامة يأس.
الأم: أنه الفجر يا بني ولله لن يخذل من يلجأ له.
أنس: عندما يكون كل جانب منا حزين ومحتار فالأمر يتعدى الوجع الروح لاتعرف ماذا تريد أن تفعل فالكل موجع دعواتك يا أمي وهي سوف تفرج من عند الله بأذن الله سوف أنام ساعتين أو أكثر لارتاح قليلاً.

نساء ورجل مختلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن