الفصل الأول بعنوان: (حقيقه هذا العالم)

44 13 3
                                    

كان يوما عاديا بالنسبه ل (روني) لم يكن يوما مميزاً جدا عن باقي الأيام، وذلك فقط لأن روني لم يعرف بعد ما الذي علي وشك الحدوث له اليوم، حيث أن ما سيحدث له اليوم سوف يقلب حياته رأسا علي عقب ويغيرها إلي الأبد.

روني هو طالب في نهاية المرحله الثانوية الأولي منتقل حديثا من مدينة (مونو) إلي مدينة (هايت) والتي تقعا بالتحديد في دولة (شوتو) وهو يبلغ من العمر سته عشر عاماً، يتميز روني بوجهه الوسيم و قلبه الطيب و هو نوعا ما ذكي أيضا، حيث انه بارع في الكثير من الأمور كالتخطيط وحل المشاكل ولديه أيضا سرعه بديهه، كما أنه شخص مرح للغاية، لكن لسبب ما يجهله روني، منذ قدومه إلي مدرسته الجديدة وهو كان دائم التعرض للتنمر والضرب، وهذا غريب حيث أنه لم يتعرض للتنمر والضرب من قبل في حياته.

فمثلا في ذلك اليوم، جاء أولئك المتنمرون من الصف الثالث الثانوي مره أخري لكي يبرحوه ضربا لأنه رفض أن يهكر الحاسوب الخاص بالمدرسة لهم، الذي من خلاله سوف يستطعون الحصول علي الأمتحانات النهائية، وعندها سيجعل ذلك عمليه الغش سهله عليهم.

لكن بالطبع روني رفض مثل هذا الأمر، حتي أنه عندما عرضوا عليه الكثير من المال المرة السابقه ورغم حاجته الماسه إلي ذلك المال، لكنه رفضه ورفض القيام بذلك، لأن ذلك ببساطه غير أخلاقي ويعتبر سرقه وهذا ضد مبادئه.

لكن أولئك المتنمرون لم يأبهوا لهذا الكلام بالطبع، وأوسعوه ضرباً وأوقعوه أرضاً حتي إتسخت ملابسه بالكامل وأصبح وجهه به كدمات بالكاد تتواري، نظرا لأنهم أكبر منه سنا وأضخمُ حجما.

بعد ذلك وبعد أن إنتهت المدرسة، ذهب روني لمقابلة صديقيه اللذين تعرف عليهما أول هذه السنه واللذين دائما ما يكونان بانتظاره أمام بوابه المدرسة وهما: (داروين و كلوي)، يذهب دائما ليقابلهما وهو مغطي بالكدمات ليسئاله داروين نفس السؤال كل مرة يره فيها هكذا "ما الذي حدث لك؟".

ليرد روني نفس الرد المعتاد "اوه إنها فقط تمارين كرة الطائرة، ليس عليك القلق أبدا، فأنا بخير".

هنا نظرت إليه كلوي وقالت "أنا قلقه عليك حقا، ذكائك ذاك يسبب لك المشاكل دائما".

ليرد عليها روني" قلت لكما لا تقلقا، انا بخيراً تماماً".

لكن تلك لم تكن الحقيقة أبداً، دائما ما يقول روني هذه الكذبه للأشخاص من حوله لكن الحقيقة هي: لم تكن هناك مرة قال فيها روني انه بخير وكان بخيرٍ فعلاً.

يودع روني بعد ذلك اصدقاءه ليسرع إلي المنزل لكي يعتني بوالدته المريضه، فهي بعدما أُصيبت بمرض خطير أصبحت قعيده الفراش، نحيفه، لا تسطيع الحركة من مكانها من شدة التعب والإرهاق، لا تستطيع حتي أن تقوم بالطبخ او بالتنظيف.

لذلك دائما ما يسرع روني إلي المنزل ويعود قبل غروب الشمس لكي يعد لوالدته الطعام ويعتني بها، لكي يبدأ بعدها الاستعداد لمناوبته الليليه في متجر القهوه الذي يعمل به حيث أنه بعدما اصيبت والدته بهذا المرض وخاصه بعد موت والده، أصبح هو مصدر الدخل الوحيد لهذه الأسرة، وهو أيضا يدخر من مرتبه لأجل شراء علاج باهظ الثمن لوالدته والذي من شأنه أن يحسن من حالتها وجعلها قادرة علي الوقوف والحركة مرة أخري بدون تعب.

الحياة في الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن