part 2

27 0 0
                                    

     عادت عنود إلى منزلها، وبعد أن بدلت ملابسها جلست تفرغ الحقائب التي قامت بشرائها، حاولت جاهده عدم التفكير بما حدث. أخرجت الكتب من الحقيبة و وقفت أمام المكتبة الخاصة بها ووضعتهم على أحد الرفوف، أبتسمت وهى تبعد يدها عنهم وتنظر لهم من بعيد، فقد منحها هذا المشهد الشعور بالطمئنينه من جديد. "إنها الكتب يكمن بداخلها سحر لا أحد يعلم سره ولكن من يطوله هذا السحر لا يشفى منه أبدًا".
كان يوجد على أحد الأرفف صندوق خشبي قديم نظرت له عنود وقد ملأت الدموع عينيها، أمسكته ثم جلست على سريرها وهي تحمله، قامت بفتحه وأخرجت منه أوراق مكتوب عليها تواريخ كثيرة وبجانب كل تاريخ كلمات تشرح ماحدث بهذا التاريخ. أمسكت الورقة الأولى وكانت بتاريخ*/*/****
"اليوم حدث شيء غريب، كنت أقف مع صديقاتي في وقت الأستراحه ورأيت فتى لم أراه من قبل، كان ينظر لي كثيرًا حتى جذبني له ولكن بمجرد أن تلاقت أعيننا تجمدت بمكاني ولم أستطع أن أزيح عيني عنه، غريب لا أعرف ماذا حدث لي......"
*
أمسكت ورقه أخرى بتاريخ*/*/****
"اليوم رأيت هذا الشاب مرة أخرى، وتحدثنا أيضًا شعرت بأنه لطيف جدًا هادىء وأبتسامته تجعلني أشعر بسكينه لم أشعر بها من قبل، لا أعلم لما أشعر براحه عندما أتحدث معه".
***
وأخرى بتاريخ*/*/****

"أنا وأبراهيم أصبحنا أصدقاء مقربين بشده، لديه الكثير من العيوب ولكنه صديقي ويملك أيضا مميزات كثيرة، أعلم أن لا أحد يراها غيري ولكن لا يهم".
*
ورقه أخرى بتاريخ*/*/****
"لا أصدق لقد قال لي أنه يحبني، أشعر بسعادة لا مثيل لها، أحبه كثيرًا".

أمسكت بأخر ورقه ونزلت دموع من عينيها، أغمضت عينيها وتذكرت عيناه البنيه قربت الورقة إلى قلبها وتذكرت كل ما كتبته بها
“Flash Back”
كانت عنود مبتسمه بسعادة بعدما أغلقت هاتفها: سأقابله، ااه كم أشتقت له.

في المساء كانت عنود تجلس مع إبراهيم أمام سيارته.
إبراهيم: لقد مررنا بالكثير معًا.
أبتسمت وقالت: نعم، تخطينا كل شيء.
ألتفت لها وأمسك بيديها وقال: أنت صاحبة الفضل فيما أنا عليه الآن، لقد كنتِ بجانبي دائمًا قمتِ بمساعدتي ودعمي في كل الأوقات آمنتِ بي ولم تتركيني ساندتيني في عملي ومن قبله في دراستي بعدما كنت تائه في طريقي أرشدتيني.
نظرت له بحب وقالت: أنا أعرف ما بداخلك، أكثر من أى شخص أخر.
نظر لها بحماس وقال: عنود سأحدث أمي عنك اليوم أريدها أن تعلم أننا لسنا مجرد أصدقاء مقربين، بل أنك الحياة بالنسبه لي.
شعرت عنود يومها بفرحه لا مثيل لها.

ولكن بعد هذا اليوم مر 8 أيام وهى تحاول الوصول له ولكن لا تستطيع فذهبت إلى منزله، دقت باب المنزل ففتحت لها والدته.
أبتسمت عنود وقبل أن تلقي التحيه أنهالت عليها والدته بالإهانات. مازالت تتذكرها جيدًا تلك اللحظه، مازالت تتذكر كلماتها جيدًا "أبني لن يتزوج بفتاة مثلك، ولو أنك أبنتي لكنت قمت بتربيتك بدلًا من تركك تركضي خلف أموال الرجال".
كانت مصدومه من ما تمسعه، وعندما رفعت بصرها رأته يقف خلف ستار يستمع لما يحدث. ركضت مبتعدة عن منزله، كيف تقبل هذا الكائن أن تُهان بهذه الطريقه؟ وماذا فعلت كي تقوم والدته بفعلتها هذه؟
رن هاتفها لتجيب: عنود أعتذر لم أكن أعلم كيف سأخبرك لذلك لم أجيب على رسائلك وأتصالاتك، ولكن والدتي تقول بأنك لست من طبقتنا الأجتماعيه، أرجو أن لا يجرحك هذا، صدقيني حاولت أن أشرح لها ولكن.......
أنهت عنود المكالمة، جلست في الشارع تبكي وتصرخ، يدور بعقلها الكثير من التساؤلات، وكان يزيد وجعها أن لا إجابه لأي من هذه الاسئله. كيف فعل كل هذا بها؟ كيف أستطاع أن يكون قاسي بهذا القدر؟ كيف ترك والدته تحكم عليها من غير أن تعرفها وتتهمها بما ليس بها؟ ألا يعرفها لكي لا يدافع عنها ويقف كالأصم هكذا؟
دُفنت عنود في عالم الحزن، وتركت عملها كانت تنام أيام وعندما تستيقظ لا تعرف كم فات عليها وهى بهذا الحال، ضعف جسدها وأصبحت المستشفي منزلها الثاني، باتت جسد بلا روح، مرت أيام كثيرة كانت تواجه بها الموت كل ثانية، كانت تجلس في غرفتها كل الوقت في الظلام تتحرك هنا وهناك كالمجنونة تضرب رأسها في الجدران وتضرب على قلبها بقوة، لم ترحمها أفكارها للحظه، شعورها بأن كل ما كان بينهم مجرد خدعه كان يقتلها، لم يشعر بها أحد ولم يهتم أحد لأمرها بل ظنوا بأنها أحبت الأنعزال فجأه وأصبحت تحب النوم، وأنها تكره البشر ولا تعرف كيفية التعامل معهم، فجأه نسوا أنها هى الفتاة اللطيفة التي يحبها الجميع والتي تعرف كيفيه التعامل مع كل البشر بإختلافهم، صدقوا أنها تحب العيش كاجثه هامدة.
وبعد سنة من الإكتئاب الحاد حاولت عنود أن تعود لنفسها، حاولت أن تستعيد روحها ترددت على طبيب نفسي ليساعدها ولكن لم يكن يعرف أحد أى شيء عنها. أستندت على حطامها وصنعت مما تبقى منها إنسان جديد، عادت لعملها ونجحت به كثيرًا لمع أسمها وأصبح الجميع يعرفها ويتمنون لو يكونوا مثلها. وقف بوجهها بعض الحاقدين ولم يتوقفوا عن الثرثرة: "إنها محظوظه كثيرًا لو أنني أملك الفرص التي تملكها لكنت الآن أفضل منها بكثير".
"من الطبيعي أن تنجح فهي لم تمر بعقبات كالتي مررنا بها لم ترى في حياتها إلا السعادة، والفرص المقدمة على طبق من ذهب".
ولكنها قد تخطت ما هو أصعب من مجرد تراهات تقال....
*
في يوم كانت تجلس في مقهى ثم بدأت تشعر بأنها تختنق عندما حاوطتها رائحة الذكريات.
إنها رائحة عطرة رأته يقف أمامها، عيناه تنطق بالندم  بدأ بالتحدث دون توقف تارة يعتذر وتارة يعدها بوعود قد وعدها بها من قبل ولكنه يجزم الآن أنه سيفي بها، أخبرها بأن والدته وافقت على زواجهم وأنه سيعوضها عن كل ما مضى. كان يزيد في وعوده واعتذاره كلما رأى عينيها تمتليء بالدموع فهو يعرف أنها مازالت تحبه، وأنه مهما فعل معها بمجرد أن تصب غضبها عليه وتفرغ كل ما بداخلها تهدأ وتسامحه فورًا، الأن هو ينتظر أن تبدأ بالصراخ في وجه وبعدها يضمها إلى قلبه ويعود كل شيء كما كان.
بعدما أنهى حديثه نهضت ونظرت له بإستنكار وقالت: أنا لا أفهم شيء.
تعجب من ردها وقال بصدمه: عنود لما تنظرين لي هكذا وكانك لا تعرفيني؟ ما معنى هذا؟
_لا لا أنا أتذكرك أنت إبراهيم أخر مرة رأيتك بها يوم تخرجنا من الجامعة وكنت صديقي بالثانوية أيضًا، أتذكرك.
أتسعت عيناه من الصدمة وقال: ماذا؟
_أعتذر ولكن يجب أن أذهب الآن لدي الكثير من الأعمال ووقتي ثمين.
ألتفت له قبل أن تذهب وقالت: صدقني تعاطفت معك، ولكنني لست الشخص الذي تقصده.

ثم تركته خلف ظهرها ومعه كل ذكرياته.

Back

فتحت عنود عينيها ونظرت إلى الأوراق التي أمامها ثم جمعتها جميعها وجمعت جميع صورها مع إبراهيم وذهبت خارج منزلها ووضعتهم على الأرض وفوقهم بعض الأخشاب ثم نظرت إلى السماء وتذكرت جلسات العلاج عندما كانت تضطر للوقف على لوح خشبي مليء بالمسامير كي يساعدها الوجع على الصراخ وتفريغ ما بداخلها، نزلت من عينيها أخر دمعه تربطها بهذا الرجل وألقت عود الكبريت وأحرقت ماضيها الذي عاش بداخلها يحرق روحها.

                                                                                                 The end   

#ندى_إمام🖋️

Você leu todos os capítulos publicados.

⏰ Última atualização: Aug 23, 2022 ⏰

Adicione esta história à sua Biblioteca e seja notificado quando novos capítulos chegarem!

《العنود》Onde histórias criam vida. Descubra agora