part 1

35 4 2
                                    


°في مكتبه داخل مول تجاري، كنت أقف أمام الكتب أتأملها كنت أتفقد كل ركن داخل المكتبة.... كم أشتقت لهذه المكتبه لم أدخلها منذ 8 سنوات، أخر مره تواجدت بها هنا عندما كنت معه فهو من كان يحضرني إلى هنا ولكن بعد أنفصالنا لم أجرؤ على المجيء، ومن الواضح أنه هو من أتى بي مره اخرى أقتحم أحلامي وتفكيري طوال اليوم، حاولت الأنشغال بكثير من الأمور ولكن كالعاده لا شيء يشغلني عن التفكير به، فكرت في محادثته ولكن لا، فمازال كبريائي يقف أمامي أذكر أخر مره تحدثنا بها حاول أن يكفر عن خطأه كثيرًا ولكنني لم أسامحه، في الحقيقه حتى الآن لم أسامحه على ما فعل بي، على كل حال لا يهم سأعود إلى منزلي واخلد للنوم وعندما أستيقظ سأنسى أنني كنت أفكر به. أتجهت إلى جراج السيارات وكنت أحمل الكثير من الحقائب كنت سعيدة جدًا فهذه عادتي عندما أشتري الكتب في أخر اليوم أشعر بسعاده لا مثيل لها كم أن الكتب دافئه ويمكنها تأنيس وحدتي أيضا تجعلني أغوص بعالم أخر، عالم يعزلني عن واقعي المزعج ومع أخر صفحه عندما أعود إلى عالمي الحقيقي مرة أخرى يبقى أثرها الطيب في نفسي يجعلني أبتسم ليومين كلما تذكرت شيء منها.
أقتربت من سيارتي ولكن تغير الهواء أصبح له رائحه عطره رائحه تفوح بالذكريات المؤلمه، تسلل هذا العطر إلى أنفي حتى ملأ رئتاي.... كم أشتقت لهذه الرائحه، تسارعت نبضات قلبي حتى كادت أن تمزق ضلوعي من قوتها، وعندها سمعت صوت ضحكته تلك الضحكه التي أقامت بداخلي عواصف وبراكين حتى شعرت بأنني أحمل ضجيج العالم كله داخل رأسي. بخطوات ثقيله ألتفت لأراه لم يتغير به شيء سوى هذه اليد التي تمسك بيده والدبله التي يرتديها بإصبعه البنصر في يده اليسرى، توقف الزمن من حولي للحظات وشعرت بأن العالم سكن فجأه أين ذلك الضجيج أين أصوات البشر لا شيء سوى هدوء تام، قطعه صوته منادي: عنود.....
لا أعلم من أين جائتني هذه القوة، ولكن حمدًا لله أنني أستطعت أن أتحلى بها. أتجهت ناحيته مبتسمه: إبراهيم... هذا أنت كيف حالكَ يا صديقي.
_بخير، وانت كيف حالكِ.
_بأفضل حال.
نظرت لها وقلبي يتمزق ثم نظرت له ليعرفني بها ودموعي تترجاني كي أفلتها...
فقال: أعرفكم، ملك زوجتي وهذه عنود....
قاطعته: صديقة الدراسه، نظرت لها وتجاهلت وجوده وقلت: كنا أصدقاء مقربين جدا ولكن أفترقنا دون مبرر، تعلمين إنها الحياة ولكل فترة أصدقاء، كنت أتمنى أن أكون من المدعوين لزفافه ولكنني لست حزينه بل بالعكس أنا سعيدة جدًا لأنه تزوج.
أبتسمت لي وقالت: وأنت متزوجه الأن؟
شعرت بغصه بقلبي ثم قلت: لا، ولكنني فعلت ما هو أفضل حققت جميع أحلامي التي أعتاد زوجك على السخريه منها.
ضحكنا ثم عبرت لهم عن مدى سعادتي برؤيتهم وقبل أن أذهب قلت لها: هل بأمكاني أن أضمك، نظرت لي بتعجب ثم قالت: أكيد.
أرتميت بحضنها وكنت أستنشق رائحته بها كم أشتقت لحضنه ولكن هذا سيكون أخر شيء بيني وبينه.
ألتفت متجهة إلى سيارتي وبمجرد أن صعدت بها نظرت إلى حقيبة الكتب التي خبئتها كي لا يراها، واطلقت سراح دموعي بكيت وكأنني فقدت أخر قطعه من قلبي، منذ أن تركنا بعضنا وأنا لم أستطع أن أتخيل حياتي مع غيره، ولكن ما منعني عن التقرب منه مرة أخرى أن بعد ما فعله لم أستطع أن أرى نفسي معه، منذ ذلك الوقت وانا أعلم بأنني لن أستطيع أن أكون معه أبدًا ولكنني لن أستطيع أن أكون مع غيره أيضًا.
**
أما في سيارته جلست زوجته بجانبه وقالت: كم كانت لطيفه ودافئه.
أبتسم وقال: نعم هى كذلك.
نظرت له وقالت: اليوم علمت أنني حامل، ولكن إذا كنت أحمل بداخلي فتاة سأسميها عنود.
نظر لها بتعجب وقال: لماذا؟
_أحببت هذا الأسم.
وضعت يدها على بطنها وقالت في نفسها: عندما تتمتم بأسمها ليلًا لن يجرحني هذا لأنني سأظن بأنك تتمتم بأسم ابنتنا، تلك الفتاه التي كرهتها بسببك لا تستحق هذا الكره، أنت من أذيتها وجرحتني.

#البارت_الاول.
#ندى_إمام🖋️
*******************
تصميم الغلاف: {سندس محمد أبو صبري}.

لينك page بتاعتي بنزل عليها كل أنواع الكتابات النثرية <https://www.facebook.com/profile.php?id=100078226605374>

《العنود》Where stories live. Discover now