الفصل الثامن

Start from the beginning
                                    

رمقتها حور بحدة ونهي لكي تتوقف عن الحديث واسرعت لها ثم جذبتها من ذراعها معها والتفتت برأسها تجاه بلال وأرسلت له بسمة عابرة خجلة ثم أشاحت بوجهها مجددًا وسحبت صديقتها معها وهم يسيرون إلى الداخل وكان واضح عليها أنها توبخها ! . 
بينما هو فبقي مكانه يتابعهم بنظره متعجبًا من تلك الفتاة ولم يسعه بالنهاية سوى الضحك .. ثم اخفض نظره لهاتفه ووضعه بجيب بنطاله واستدار عائدًا لبوابة الجامعة لكي يغادر. 
                                          ***
منذ أن وصلت لمنزل والدها بالأمس وهي تجلس حبيسة غرفتها لم تخرج  منها.. غارقة بأحزانها وعيناها لا تتوقف عن ذرف الدموع، من يراها بحالتها هذه يظن أن زوجها هو الذي هجرها وليست هي .

رغم عشقها وقلبها المتيم به إلا أنها لم تتمكن من رؤية زوجها وعائلتها  يتصارعون، تركته أملًا في أن يعدل عن الانتقام والثأر من أجلها هي وأطفالهم، لكنه طعن قلبها بسكين مسموم حين سمعته يأمر أبيها أن يأخذها ويذهب ولم يسمح لها بأخذ أولادها معها .

نظرات النقم والخزي في عيناه لن تنساها لو بعد مائة سنة .. لأول مرة تشعر أنها لا تهمه ولا يريدها.. لم يخبرها بذلك ولكن نظراته القت ذلك الشعور بقلبها ومزقتها أربًا.  
تعترف ولن تنكر أبدًا أنها لا تطيق الابتعاد عنه ليوم واحد، وهاهي تشتاق له وتتخبط بثنايا غرفتها من ألمها .. تتمنى لو يأتي الآن ويأخذها رغمًا عنها ويعود بها لمنزلهم.. ولكن هيهات فهو لن يفعلها ابدًا بعدما تركته بكامل إرادتها، النظرات التي استقرت بعيناه كانت تخبرها أنها اختارت وهو لن يردعها عن اختيارها وسيترك الأيام لكي تثبت لها خطأها وتعود له نادمة ! .  
انفتح الباب وظهرت من خلفه إخلاص التي كانت تحمل الطعام واقتربت من ابنتها لتجلس بجوارها وتضع صينية الطعام أمامها هامسة :
_ كلي لقمة يابتي .. إنتي ملكتيش حاچة من امبارح !
هزت رأسها بالرفض وهي ترفع اناملها تجفف دموعها :
_ مليش نفس ياما
تنهدت إخلاص بقوة وقالت مغلوبة بضيق :
_ بزيادة عاد يافريال هتفضلي إكده لغاية ميتا يابتي .. إنتي عملتي الصح قعادك في بيتهم لغاية دلوك بعد كل اللي حُصل ده كان غلط من الأساس وكان لازم تطلقي منه من بدري 
رمقت أمها بانزعاج وقالت بعينان دامعة :
_ ياما چلال چوزي وأبو عيالي وأنا بحبه كنتي عاوزاني اسيبه كيف !
قال إخلاص بغضب ساخرة :
_ جوزك وأبو عيالك !! .. اللي مرضيش يديكي عيالك امبارح وقالك هتمشي يبقى تمشي وحدك صُح ولا لا ؟!!
أجفلت فريال نظرها بحزن وقالت محاولة الدفاع عنه :
_ لا هو قال إكده عشان كان متعصب .. لكن ميقدرش يبعدني عن عيالي أنا عارفة چلال وهو هيبعتهم ليا بعدين
ابتسمت أمها وقالت مستهزئة بغضب :
_ لساتك بتدافعي عنه ومش عاوزة تصدقي أنه هو وناسه شياطين وكانوا عاوزين يقتلوا أبوكي وأخوكي وهما ملهمش ذنب في اللي حُصل لخليل
قالت مسرعة بألم رافضة تصديق أي سوء عنه :
_ لا چلال مش وحش ياما والله .. هو بيعمل إكده عشان فاكر أن أبوي هو اللي قتل عمي خليل .. لكن مسيره يعرف الحقيقة وأنه غلطان
هبت إخلاص واقفة وصاحت بها منفعلة :
_ خلص الكلام يافريال وكل حاچة خلصت .. أبوكي مصمم أن يطلقك منه
اتسعت عيني فريال بصدمة وقالت مسرعة رافضة وبخوف :
_ بس أنا مش عاوزة اتطلق ياما !!
إخلاص بقسوة وغضب :
_ هو ده الصح لا أنا ولا أبوكي هنرچعوكي بيت خليل صفوان تاني خلاص .. معدتش هطمن عليكي وأنتي وسط الشياطين دول ووسط چليلة وبتها الحرباية .. هتطلقي منه يا فريال

رواية ميثاق الحرب والغفران Where stories live. Discover now