الجزء الاول

2.5K 84 38
                                    

حبست دموعها عنوة، كتمت حسرتها و ابتلعت ريقها بصعوبة لعلها تخفف كدمات قلبها الصارخ، في خزانتها تجلس كطفلة صغيرة تهرب من عقاب والديها العسير، اغمضت تلك العيون الواسعة السوداء كعتمة الظلام،اخرجت تنهيدة طويلة تحمل الكثييير من الآلام، داعبت ذاكرتها تلك الذكريات الجميلة البشعة، اللطيفة السيئة، ذكريات تارتا تجعلها كأنها سحابة خفيفة تتنقل في زرقة السماء الهادئة تداعبها الطيور بين الفينة و الأخرى...و تارتا كأنها تسبح في ظلمة لا نهاية لها كأنها في دوامة لا تعرف كيف ستخرج منها... كانت مجرد طفلة بريئة مدللة تتنقل بين والديها كفراشة ملونة و السعادة تشع من عينيها تدور و تدور بفستانها الزهري كأنها أميرة خرجت من قصة خيالية... كل يوم تكبر كوردة جورية كلما تفتحت أكثر كلما برزت و ازدادت جمالا لكنها لم تكن محاطة بالأشواك كمثيلاتها مما زاد من سهولة افتراسها... لم تعرف كيف وضعت في وسط حلقة مليئة بالذئاب، مليئة بوحوش يتطاير من اعينهم الغدر و الخيانة.. اصبحت شابة صغيرة كلها أنوثة رغم صغر سنها وجه مستدير مليئة و بشرة ناصعة البياض كبياض الثلج، جسم متناسق منحوت كعارضات الأزباء، شعر طويل اسود كسواد عيونها الآسر، منحتها الحياة سعادة لا يمكن ان توصف منحتها الحب و الحنان، و الثراء...
انقطع سيل ذكرياتها عندما سمعت خطواته الثابتة و هو  يدخل الغرفة، لا اراديا وضعت يدها على فمها في محاولة منها لإسكات شهقاتها و يدها الثانية على قلبها الصغير الذي يدق مثل الطبول  تخشى ان يخرج من  مكانه... فجأة توقف عن المشي ، سمعت صوته الذي يشبه فحيح الأفعى اين انتي صغيرتي؟؟ و تقدم ببطئ نحو الخزانة كأنه سلحفات مسنة... و على حين غفلة و بسرعة البرق فتح الخزانة وجدها منكمشة كالطفل في بطن امه ترتجف كقط بلله المطر.. سمعته يردد بصوت يكاد يميل لصراخ:ألن تكفي عن فعل ذلك كل يوم.. الى متى ستهربين مني؟؟!! رفعت عيناها المحاطة بهالة الحزن دق قلبه لها.. و جن جنونه لن يغفر لها الليلة ايضا رفع يده لها بعنف و تجاهل نداء عيونها السوداء تأوهت بألم و أخذ ينتشلها من مكانها الوحيد الذي تشعر فيه بالأمان و هي تصرخ و تصرخ...
الى الجزء الثاني... 😘😘😘

تعثرت في عشقه Where stories live. Discover now