الفصل الخامس-5

27 2 0
                                    

صباح جميل بعد عدة ليالي ممطرة، أخيرًا تشرق الشمس وتبعد الغيوم عن طريقها، ترسل أشعتها الخفيفة التي يتميز بها شهر مارس، يبدو التل في حالة جيدة وزروعه تتأهب نحو ربيع مليئ بالزهور والورود والخضرة، جميع تلك الأجواء تجعلني أريد أن أطير كالفراشة إلى عملي بالمطبخ، العمل كطاهية في فندق منعزل على تل بالقرب من قرية صغيرة أمر رائع في نظري، أنا شابة بسيطة بطبعي لا أبحث عن اللهو والحفلات، أو العلاقات العاطفية، لا أفهم ما هو هذا الحب ولا أريد، أفضل أن أبقى نقية، وألا يمس قلبي أحدهم، أود أن أحافظ على عذريته حتى الزواج، وعندما أتحدث مع أحد بتلك الطريقة يصفني بالقروية أو ابنة الفلاح، حسنًا إن كان هذا التفكير يجعلني أبدو قروية فأنا قروية وبكل سرور، رغم أني نشأت بالعاصمة مع عمي وزوجته حيث الحضارة - كما يصفونها - ولكني زهدت كل تلك المظاهر، وكنت دائمًا ما أتشوق لأجازة الصيف حيث يأتي بي عمي إلى هنا، إلى تلك المنطقة الهادئة التي يفسدها البشر بصخبهم واحتفالتهم، ياإلهي أضبحت أتحدث كإمرأة عجوز!

- كارين هل انتهيتِ؟

سأل مانويل فأومأت موافقة وناولته الفطور ليقدمه بغرفة الطعام، إنه شاب جيد على ما أظن ولكني أفضل أن أبقى على مسافة جي فقد رأيت تأثيره مسبقًا على الفتيات، خاصة دافني وهي تقاربني في السن وهذا يعني أنني لم أكن حذرة لن يحدث شيء جيد، على أية حال عملي أولى بالتفكير أكثر من أي شيء في الوقت الراهن.

***

جلست أنظر للفطور وأنا لا أشعر بشهية لتناول الطعام، ربما كوب القهوة إن أضفت به المزيد من السكر سيعطيني الطاقة الكافية وسيغنيني عن الطعام، أخذت المعلقة المزخرفة بزخارف جميلة وأخذت أسكب في الكوب، معلقة، اثنتين، ثلاث، ماذا بعد هل أملأ الكوب بأكمله بالسكر؟

- هل تريدين أن تصابي بالسكري أم ماذا؟

سألت ميلاني التي انضمت إليّ توًا، جلست أمامي وسكبت لها كوب من القهوة ولم تضيف به السكر، نظرت لي وكررت سؤالها:

- ما كمية السكر التي تضعينها تلك؟

- لن أتناول فطوري، لهذا أردت أن أعوض عنه.

أجابت بلا مبالاة وأنا ارتشف من القهوة التي كدت أبصقها من كثرة السكر التي وضعتها، حسنًا لقد بالغت في وضع السكر وسيكون عقابي تحمل تناول هذا الكوب.

- هذا التعويض أسوأ من تناول فطور مليئ بالسعرات الحرارية.

قالت ميلاني وهي ترتشف من قهوتها، لا أعلم لماذا أنا مشتتة الآن، منذ أن استيقظت وأنا أحاول أن أفكر ولكني كثيرًا ما شردت وعجزت عن التركيز، لا أعلم ولكن شيء غريب يحدث لي ولا أفهمه، قُلت بعد لحظة بارتباك:

- لا أشعر برغبة في تناول الطعام.

وضعت ميلاني كوبها على الطاولة وأخذت كوبي من بين يدي ووضعته على الطاولة، أخذت كوب آخر وملئته بالقهوة دون أن تضع به سكر وأعطتنا إياه.

غرف فندقيةWhere stories live. Discover now