الفصل الثامن-8

31 3 0
                                    

« أن تحدد مقدار تضرر شخص من سلوكك، هو المعادل النفسي لـ: أن تُغرق أحدهم وتحدد له صراخه المناسب، أن تشعل النار في أحدهم وتحدد له مساحة الفوضى التي يخلفها رماده، أن تطعن أحدهم وتحدد له مقدار ما ينزف. لا يحق لك تحطيم شخص ثم تقرير ما يستشعر من خراب. »

- نيكيتا جيل

❈-❈-❈

وقفت أنظر بأعين متوسعة حتى كادتا تصبحان مستديرتان بالكامل، أحدق في الرجل الذي يتحدث مع مانويل ويضم إمرأة ما إليه، تسلم المفتاح من مانويل بابتسامة وبينما استدار ليذهب إلى غرفته نظر لي، رآني، ولم يبدِ أي ردة فعل، ابتسامته تجمدت وعينيه نظرت إليّ ببرود دون أي نوع من المشاعر، ثم نظر إلى المرأة التي بجانبه وعادت ابتسامته للتألق وسار معها إلى غرفته.

شعرت بأنفاسي تضيق تدريجيًا وأن أتابعهم، ستيفان لم يهتم، نظر لي ببرود ولم يهتم، لم يفكر في أن يتحدث معي، لا شيء!

اقتربت من مكتب الاستقبال وقفت أمامه، وضعت يدي على حافته، الكثير من الذكريات تندفع في عقلي، وذلك اللقاء البارد يؤلمني بشدة، لم أعد أريده، ولم أعد أحبه، ولكني لم أعتقد أن لقاءنا بعد كل شيء سيكون بتلك الطريقأكن خطيبته وحسب بل كنت صديقة طفولته الوحيدة، أم أنني من كنت أتوهم وعقلي هو من اختلق هذا؟ ضممت يديّ معًا وضغطت على شفتي السفلى بأسناني كمحاولة مني لمنع رغبتي في البكاء، وفي تلك اللحظة عاد مانويل الذي كان مشغولًا بنقل أغراض ستيفان، استدار خلف المكتب ونظر لي مقطب الجبين، مد يده ووضعها أسفل ذقني وأدار رأسي لأنظر له، قال بلطف:

- ما الذي يقلقكِ، دافني؟

كان لاسمي الذي يلفظه بنبرته تلك وقع خاص عليّ، شيء أشبه يجعلني مخدرة لدقيقة من الوقت، حتى أستوعب ما أفعله وابتعد قليلًا مثلما فعلت الآن، وأجبت بارتباك:

- لا شيء، الحرارة تؤثر عليّ اليوم كثيرًا.

مسحت جبيني بظهر يدي لأبرهن له صدق حديثي، ولأول مرة اليوم لا يوجد عرق على جبيني، يالحظي العثر، ابتسم مانويل بتفهم وقال موافقًا:

- أنتِ محقة، الطقس شديد الحرارة.

رفعت نظري له وقُلت ما كان يشغل بالي متجاهلة ملحوظته:

- من الذين أتوا اليوم؟

نظر لي نظرة لم أفهمها وأجاب بعملية:

- السيد والسيدة ويكفيلد.

شعرت بقلبي ينتزع بقسوة بعد أن سمعت ما قاله، نظرت له بتيه وسألت بتلعثم:

- هما متزوجان؟

- أجل، لقد أتيا ليمضيا شهر العسل هنا.

ضغطت على شفتي السفلى بقوة حتى نزفت وأنا أستوعب ما يقوله، لقد تركني وحيدة، مدمرة، ومشتتة، ترك بداخلي جرح غائر ومئات الأسئلة عما ينقصني وجعله لا يريدني، تركني أتقطع بين تلك الأسئلة والشعور بالحزن والذنب حيال نفسي، تركني وأنا أشعر أني أسوأ مخلوقة وُجدت على هذا الكوكب، وذهب ليتزوج؟!

غرف فندقيةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant