1.0

465 19 4
                                    

الفَصلُ الأول.

-

أصواتُ صراخ و استنجاد تملأ المكان.

'أين أنا؟'

أصوات أطفالٌ يبكون. دَوى صدى الطلقات النارية في المكان تبِعه صمتٌ يصمُ الآذان.

لا أَرى شيئاً. عيناي مُغطاة بقماشةٍ سوداء تحجُب عني رؤية أشعة الشَمس او ضؤء القَمر.

كَم الساعة؟

ذاكرتُه تَبدأ بإستِرجاعِ ما حدثَ قبل أن يَفقد الوعي.

------------------------

رن جرس الباب.
ذَهب والدي لتَفقُد الزائِر غير المتوقع. كان الوضعُ غريباً نوعاً ما. عادةً لا نتلقى الزوار في هذا الوقت المتأخر من الليل.

'يا تُرى من قد يَكون؟'

شعرت بالدم في جسدي يَبرد عندما رأيت الشخص الموجود على الجانبِ الآخر من الباب يحمِل ما بدا وكأنه بندقية!
كنت متجَمداً في مكاني لا أعرف ماذا أفعل.

تم تَوجيه البُندقية مباشرةً على وجه والدي ، حاملُ السلاح هدَّد بإطلاق النار ثُم دفع والدي إلى المنزل ودخل، تعقُبه مجموعةٌ من الرجال المسلحين بالسكاكين والبنادق وحتى الفؤوس!

لم يكن لدى أمي أدنى فِكرة عما كان يَحدث. كانت نائمة بِسلام في سريرها. دَخل الرجال إلى منزلنا وقَيدوا والدي أمام عينيّ ، وبالكاد استطعتُ التحدث والوقوف أمامهم.
كنتُ مرعوباً.

'امي!'

أشعلت نيرانُ الغضبِ بداخلي. رأيتُ الرجال يمسكون بأمي بشراسة! بقدرِ ما كُنت مُستعراً من الغضب في الداخل ، تَجمدت اطرافي من الرُعب و عَجزت ساقيّ عن الحركة.
كان لديهم كلا والديّ مقيدانِ على الأرض. نظر إليّ الرجل بابتسامةٍ ساخرة على وجهه وقال:
"ألست فتى مسكين؟ من المؤسف أنك لن ترى والديك بعد الآن ما دمت على قيد الحياة".
ضَحِك في وجهي.

ما مدى قَساوة قلبه؟

---------------

"جُونقكوك!"

قَطع الصُوت المُخيف جونقكوك من أفكاره حول تَذَكُر ما حدث قبل أن يَصل إلى هنا. ثم أمر أحد رجاله برفع العِصابة عن عينيه.

لقد أعماني الضوء الساطع من فوقي ، كُنت بحاجة لبعض الوَقت لأتمكن من ضبط رؤيتي على كل ما هو أمامي.

امي.

ابي.

حاولت الرَكض بإتجاههم بكل القوة التي أملِكها في جَسدي لعَناقهم.

نَوايا سَيئة || بانقتان .Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt