الفصل الثامن

142 5 0
                                    

اقتحام مكتبه بعد يومين من الاختفاء لم تكن الطريقة التي تخيلها ألكسندر لعودة أخيه.

نهض بهدوء من خلف مكتبه وعقد حاجبيه ينظر لباتريك الذي دخل خلف روس بملامح لا تنبئ بالخير بينما روس يبدو عليه الغضب الشديد.
وقبل أن يتفوه ألكس بشيء قبض روس على تلابيبه يقول بحدة:
"لا أصدق أنك خدعتني طوال تلك المدة"
كاد تود الذي دلف بعدهم يتدخل عندما منعه ألكسندر بحدة من التدخل وحاول جذب نفسه خارج ذهوله سريعًا ليتعامل مع ثورة أخيه الغير مبررة.
"إن كان للفتاة علاقة بما يحدث هنا أضمن لك أنك لن تراها مجددًا طوال حياتك"
هددته ألكسندر ببرود فاستشاط غضب روس أكثر ولكمه قبل أن يقبض على تلابيبه من جديد يضغطه فوق المكتب صائحًا:
"ماذا ستفعل؟ أستقتلها كما فعلت بوالدتنا؟"
اتسعت حدقتي ألكسندر ينظر لأخيه المحطم بصدمة ولا يصدق أن سره قد افتضح.

"ماذا؟ ظننت أنك ستخدعني للأبد؟ تبًا لك ألكسندر وسلي لقد عرفت كل شيء..عرفت كيف قتلتها بيديك واضرمت النيران في جسدها..حتى أنك لم تدفنها كما يليق..لقد تخلصت منها كما تتخلص من الحثالة..كل هذا دون أن أعرف..دون ان أراها لمرة أخيرة حتى"
"عرفت متأخرًا"
همس ألكسندر بعذاب ولم يحاول إبعاد يدي اخيه التي تكاد تخنقه.
"كانت مصابة بالفعل عندما وصلت إليها..لم استطع انقاذها وماتت بين ذراعي"
أردف ألكسندر ينظر لعيني أخيه التي تحجرت داخلها الدموع.
"ولم استطع اخبارك..خشيت رد فعلك هذا إن عرفت بقتلي لها..فأحرقت الحقائق"
"كم أنت لعين بلا قلب"
همس روس ببؤس وحرر أخيه مبتعدًا، نظر لجينفير الباكية وباتريك يمسك بكفها يمنع تقدمها.
اما الرجلين الاخرين فكانت ملامحهم صخرية لكن عيونهم تتحدث.
الهجر..الخذلان.
تلك الآلام زرعت فيهم من الصغر فيشعر الجميع بحجم الحزن الذي في قلب روس.
وكذلك الذنب الذي يحمله ألكس
فلا يستطيعون لوم أيًا منهما.

عاد بصره لألكسندر بفمه النازف ورفع عينيه البائستين فيه يهمس:
"اللعنة عليك أخي..لم أشعر أنني اريدها أبدًا..كنت لي الأهل واكتفيت بك..لكنني لم استطع تحمل أن تخدعني أكثر..كما..رغبت ولو سألتها لماذا؟..لماذا رحلت؟"
أغمض ألكسندر ولم يجب عندما تحدثت جينيفر بهدوء تقول:
"لم يخدعك أخيك..لقد كان خائفًا أن تكرهه..لقد حمل الذنب في قلبه وتألم طويلًا وحيدًا حتى لا تتهشم انت"
تركها باتريك عندما نظر روس لها بهدوء فتقدمت منه جينفير وخلعت الخاتم القديم الصغير ومنحته لروس تقول بهدوء:
"لا تلوم أخيك على إضرام النيران في ذلك المكان..كما لا تعاتبه على إخفاء أمر والدتك عنك"
سحبت كفه ووضعت الخاتم في كفه بهدوء قائلة:
"لقد أضرم النيران في الرجل الذي حاول أذيتك..وكان ذاته الرجل الذي أبعدك عن والدتك..اعلم انك تمنت رؤيتها كما فعل هو..تمنيتما عتابها..أو حتى زيارة قبرها والبكاء فوقه لكن لا نحصل على كل ما نتمناه"
ازدردت واردفت:
"لذا اتمنى أن يكون خاتمها عذاءًا كافيًا لك"
رفع روس الخاتم لعينيه وعرف الآن لماذا كان هذا الخاتم مألوفًا له، كان ملكًا لتلك المرأة الموجودة بشكل مشوش في ذكرياته.

قبلة من منتقم سلسـ٢ـلة قبلات القدرWhere stories live. Discover now