الفصل السابع

138 5 0
                                    

حدقت في عشائها بلا شهية ثم رفعت بصرها له من جديد.
واقفًا في الشرفة يوليها ظهره، يحتسي الكأس الذي لا تعرف عدده ورائحة التبغ تحرق صدرها من كثافتها.
كانت حرة القدم رغم ذلك ظلت جالسة مكانها مترددة في النهوض والذهاب إليه.
فبعد تلك النظرات الحارقة والقبلة المنتقمة ملأها اليأس، شعرت أنها لن تنال غفرانه مهما حاولت.
لكن عندما طال الصمت حاولت نبذ ذلك اليأس ونهضت من مكانها، عازمة على المحاولة من جديد، حتى إن ابتعد عنها..أبعدها وأوجعها
لن تستسلم حتى يسامحها.

يراقب نهوضها بطرف عينه متسألًا عن ما تخطط له الآن.
وعقد حاجبيه عندما اختفت داخل إحدى الغرف _والتي كانت له_ وملأه الدهشة عندما خرجت تسير نحوه حاملة علبة الإسعافات الأولية.
ويكره أن قلبه تحرك لذلك الفعل!

لا..هي لا تهتم لأمره، هي تخدعه.
أغلق الباب في وجه مشاعره وتصلب جسده بنفور بلمساها كتفه.
تمثل القلق:
"دعني أرى جرحك..فأنت تبدو مرهقًا"
اللعنة عليها وعلى ألاعيبها.
"انصحك بإيجاد حيلة أفضل لخداعي لُو"
قال ببرود والتفت يواجهها بقميصه المفتوح والذي أظهر الخدوش المتفرقة فوق صدره.
لن يصدق تلك المشاعر الكاذبة من جديد، لن يصدق القلق..الحب أو الندم والخزي الذين يتدفقون من عينيها.
المخادعة!

"روس"
همست باسمه فقبض على فكها بأصابعه الغليظة يأمرها من بين أسنانه:
"لا تحاولي لوليانا..لا تحاولي العبث معي مجددًا حتى لا اذيكِ بشدة"
كان وجهها قريبا من وجهه، وضربته عيونها الدامعة في منتصف صدره فحررها سريعًا وتراجع للخلف.
معها يجب أن يترك مسافة أمنية بينهما، فحتى لو عرف عقله ألاعيبها مازال جسده يشتعل عندما يقترب منها، رغبته بها لم تنطفئ.
إنما باتت وحشية وبرية أكثر.

"أعرف أنني خذلتك"
اعترفت بهدوء فرفع وجهه إليها، مازالت الدموع في عينيها رغم ذلك أردفت بثبات:
"لكنك لم تكن صادقًا معي..فأنت ووالدي اللعين اخفيتما عني كثير من الحقائق"
"اللعنة عليه أنا لا أشبهه"
صاح ملقيًا بالكأس ضد الحائط.
رغم ذلك لم تتراجع اقتربت وحدقت في عينيه:
"لا..لست مثل صمويل..لهذا عدت لك..لهذا أردت الموت معك روس"
ثم نظرت لعينيه وهي تقول بخفوت:
"روس وسلي..صدق أو لا تصدق..أنا أحبك"
وقبل أن تأخذ النفس التالي كانت شفتيه تقتحم ثغرها وكفه يغرس في جرحها فتأوهت لكنه لم يحررها.

دفعها لسور الشرفة وكفه الآخر يضغط على ذقنها يثبت عينيها التي انطفأت من جديد على خاصتيه الحاقدتين قائلًا بشراسة:
"مادمتِ تصرين..فسألزمك باعترافك هذا للأبد لوليانا..سأكون قيدك اللعين الذي لن تتحري منه إلا بموتك"
***
وقفت أمام الغرفة ترتجف من صوت صياحه وهو يحطم كل شيء حوله.
كانت حالته اسوأ من المرة السابقة، وكلما تذكرت ما فعله بها ذاك الوقت ترتجف..خوفًا أم أملًا لا تعرف!
ولن تعرف إذا ظلت على الجانب الآخر، يجب أن تتخذ خطوة نحوه.
شجعت نفسها وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن تدير المقبض وتفتح الباب.

قبلة من منتقم سلسـ٢ـلة قبلات القدرWo Geschichten leben. Entdecke jetzt