الفصل الرابع 4

158 7 0
                                    

نوڤيلا / للقدر كلمة أخرى

بقلمي / زينب العربي

الفصل الرابع

كانت متجهه لغرفة الضيوف تسير ببطيء بسبب الكعب العالي الذي ترتديه فنهال قد اصرت عليها ان ترتدي مثل هذا الحذاء و هي غير معتادة علي هكذا أحذية لم تشعر بذلك السائل الازج الذي مرت عليه لتجد توازنها يختل
لكن......... وجدت يد تمتد لها
     
" أحترسِ صفا كنتِ ستقعين الان، إلي أين انتِ ذاهبة"

قالتها سبأ بخوف بدا واضح للعيان خوف علي صديقتها خوف نابع من قلب نابض بالعطف و الحنان

" حمدا لله سبأ، حمدا لله انكِ انقذتني من السقوط"

قالتها صفا بتنهيده و هي تستند علي سبأ

"انظري أمامك المرة القادمة، لم تجبيني إلي أين كنتِ ذاهبة "

قالتها سبأ بهدوء

نظرت صفا أسفل قدمها فوجدت الارضية لامعة زائدة عن الطبيعي

" لا يهم الان، أنظري الي الارض"

قالتها صفا بشرود

نظرت سبأ فوجدت الارض تلمع فانحنت قليلا و لمست الارض بيدها ثم وضعتها علي أنفها
و قالت

" هذا زيت صفا، من القي بذلك الزيت هنا "

ردت صفا بشرود
"لا أعرف سبأ"

نظرت سبأ لصفا قائلة
" إذاً لما انتِ هنا  و ليس بالصالون مع  أمي نازلي و خالتي فوزية "

ردت صفا قائلة
" جئت لأحضر شبكة نهال"
لتصمت سبأ ثم تتحدث بغموض

" تعالِ معي صفا سنتحدث فيما بعد  قريبا  سنتحدث "

*********************************************************************
مرت عدة أيام دون شيء يذكر
**
كانت بغرفتها تضع سماعات الاذن ترقص و تتمايل مع نغمات الموسيقي وهي تردد كلمات الأغنية يبدوا انها احدي  الاغنيات الاجنبية
ذات الصوت المزعج و الموسيقي الصاخبة  لتدلف والدتها للغرفة منزعجة من أبنتها

فوزية بصوت غاضب
و هي تنتزع سماعات الاذن عنوه من ابنتها

" ماذا تفعلين يا فتاه بحق الله، عرسك بعد اقل من سته أشهر من الآن و يلزمك تجهيزات كثيرة و أنت ما شاء الله عليك ترقصين و تتمايلين ولا تحملين اي هم"

لترد هي باستياء
" كفا أمي لست بمزاج يسمح لي بالتسوق الان"

لترد فوزية بغضب
" ما الذي ينقصك يا فتاه بيت و عائلة و أم و صديقة و خطيب يحبك و اهل زوج عطوفين محبين لك "
قالتها ثم اردفت بسخط
" ما الذي يزعج مزاجك أيتها الأميرة المدللة "
نظرت لها نهال بضعف تشعر به لأول مرة و قالت
" لما أنت هكذا أمي لما تهاجميني دائما دون أن تعرفِ ما بي"
لتتحدث بغموص و ترد بحنق
" لأنى أعلمك جيدا يا ابنة رحمي "
*************************************************************************
" نهال منزعجة مما حدث بالخطبة، لقد فشلت يوسف في جذب أنتباه الفتاه"
قالتها سيلان بشرود محدثة يوسف
ليرد الاخير
" ما ذنبي انا جئت لأمنعها من السقوط كما أتفقنا، تفاجأت بفتاه اخري تقدمت و سندتها و منعتها من السقوط، ماذا كان يجدر بي أن أفعل"
زفرت سيلان بشدة قائلة
" ماذا أفعل أنا الان نهال لا تحدثني منذ خطبتها "
اسم صفا يلمع بذهن يوسف منذ سمعه و ازداد شوقا لهذه اللعبة لكي يسلي وقته و يشعر بشيء يجذبه للتقرب من صفا تحت اي مسمي
تحدث بمكر
" لدي فكرة ستجعل نهال هي من تسعي لكي تحدثك "
فرحت سيلان و قالت بفرحه شديدة
" ما هي اذا"
ليرد يوسف بغموض
" انتظري و سترين "
*************************************************************************
" انا لا اصدق نفسي ابي فاليوم سيصل اخي صائم، انا سعيدة جدا فأنا مشتاقة جدا له "
قالتها صفا بمرح و سعادة محدثة نور الدين ذلك الرجل الذي غطي الشيب رأسه ذو الوجه البشوش و الابتسامة الطيبة
ليقول هو بحب
" حفظكم الله أبنائي، و زاد في قلبكم حب بعضكم البعض، حقا اني افتخر بكم أبنائي "
لتشعر هي بالفرحة و السعادة لكن تتذكر كلام نهال و تقول لنفسها "ربما اصبحت حملا ثقيل علي والداي"
"هل حقا تفتخر بي أبي ولا تخجل من كوني أبنتك"
قالتها صفا بحزن
ليرد هو بغضب
" من قال لك هذا الكلام الفارغ انتِ كنتِ و دائماً مركز فخر لي "
نظر لها بغضب فوجد الحزن جلي عليها فنظر لها بحنان و بسط ذراعيه قائلا
" تعي أبنتي "
احتضنت والدها فأخذ يربت علي ظهرها بحنان
فقال
" يوم ولادتك كان أخيك عمره ثلاثة اعوام حينها، و كانت ولادة أمك نازلي متعثرة فأخبرني الطبيب انه يجب ان يضحي بأحداكن لتعيش الاخرى  ، خمني ماذا فعلت بالطبيب "
ضحكت صفا من بين دموعها وقالت
" اجل اعرف لقد قصصت علي ذلك مرارا و تكرار،لقد امسكت الطبيب من تلابيب ثيابه و اخذت تهزه بعنف و تقول له عليك ان تنقذ الاثنتين معا والا ستكون  جنازتك  مع من تموت منهن في نفس اليوم "
ابتسم نور الدين قائلا
" وقتها كنت أستطيع ان اقول انقذ الام فقط فلدية صائم و يكفيني "
نظر لعيناها و اردف 
" لكنني تعلقت بك صفا منذ كنت جنين برحم والدتك، لقد علمنا بوجودك برحم أمك عندما كنا نزور بيت الله كنا بالحج وقتها، فأصررت علي تسمية الجنين صفا ان كان انثي و طائف ان كان ذكر، فشاء الله ان تكوني أنثي صفا "
علي الرغم من معرفة صفا لهذه القصة التي يقصها والدها علي مسامعها دائما إلا أنها دائماً ما تترك طابع حسن لدي صفا و تشعر انها غالية و غالية جداً عند والدها الحبيب و امها الحنون
**************************************************************************
دلف إلي منزله فوجد ان هناك ضيوف بصحبه و الدته فحمحم ثم ألقي السلام
"السلام عليكم"
وتحرك قاصدا غرفته غضاضاً بصره ليأتيه صوت والدته الهادئ و المتوتر قليلاً
-"اجلس يا ولدي"
جلس زياد بجانب والدته مضطراً فهو لا يعصي لها أمراً
تحدثت السيدة فاطمة والدته زياد
" أحب أن أعرفك يا بني هذه السيدة دلال جارتنا"
قالتها وهي تشير إلي سيدة في بداية الخمسينات من عمرها ترتدي عباءة سوداء وحجاب من نفس اللون ثم أردفت
" وهذه ابنتها نهار تخرجت هذا العام من كلية الحقوق"
أراد أن يتكلم و يقول لوالدته ما هذا الهراء ما دخلي انا بهذه السيدة و أبنتها لماذا تعرفيني عليهن و تجلسيني  بينهن كالفتاة هكذا لكنه فضل الصمت حتي لا يُحرج والدته
أشارت إليه السيدة فاطمة و أردفت
" اما هذا فهو ابني و قرة عيني

للقدر كلمة أخرى  بقلم ( زينب العربي) Where stories live. Discover now