الفصل الخامس

Start from the beginning
                                    

رد الشرطي بهدوء:"أنا متفهم موقفك .. بس أنا محتاج أكمل كلامي .. الشاب بعد ما أعترف فقد الوعي بسبب إللي حصله، معرفناش ناخد أي أقوال تانية منه، بس بعدها بساعتين قبضنا على الدكتور إللي زور التقرير بعد ما عرفنا مكانه وإعترف إنه زوره وإتحبس، ... كده الحمدلله بنتكم هتاخد حقها .. وبنتمنى إنها تقوم بالسلامة عشان تشوف حقها بيتاخد."

كانت مريم تنظر لهم بسخرية فهي لم تتعجب من ما يحدث .. فبالطبع وراء كل ذلك أحد له سلطة ونفوذ قام بكشف الحقيقة وبالتالي سوف يصدقونه ... ومن غيره بالطبع "ياسين المغربي" ...

تحدث والد روان بضيق:"الواد ده فين؟؟"

؟؟:"مرمي في القسم ولحد ما يفوق تكون النيابة حكمتله بالحكم إللي يستحقه وإنتوا طبعا عارفين إيه هو؟ الموضوع ده بقا قضية رأي عام."

والد روان:"لازم أحضر تنفيذ الإعدام بتاعه، لازم أشفي غليلي منه."

؟؟:"هننفذ الإجراءات دي وهنطالب بحضور الضحية وأهلها، نستأذن إحنا."

خرج الشرطيان من الغرفة، ونظرت مريم لروان ووالديها الذين شعروا بالأريحية قليلاً من ذلك الخبر..

مريم بهدوء وإبتسامة:"أقولك مبروك طيب ولا إيه؟"

إبتسمت روان إبتسامة بسيطة وإحتضنتها مريم ثم إستأذنت بالخروج لإستكمال عملها ولكنها في الحقيقة تريد أن تهرب بتفكيرها قليلًا، أخذت تمشي بين ممرات المشفى بشرود، حقًا إنتشر الظُلم والفساد .. لا توجد سوى كلمة واحدة هي الفيصل بين كل مايحدث وهو النفوذ أو السُلطة ... لولا تدخُل ياسين، كان سيُهدر حق روان وكانت ستظل حالتها سيئة هكذا حتى من الممكن أن تتطور حالتها وتحاول الإنتحار .. ولكن! .. أنقذها ياسين بشكلٍ آخر .. أعليها أن تكون ممتنة له؟؟ أو أن تكون مستاءة منه لأنه من ذوي السُلطة والنفوذ وكلمته سيف على الجميع؟؟ .. إستفاقت من شرودها على صوت التلفاز العالي بالإستقبال ..

؟؟:"في تلك الفترة الأخيرة قد زادت حالات القتل التي لا نعرف سببها حتى الآن، حيث أنه قد تم إكتشاف عدة جثث لبعض رجال الأعمال وبجانب كل شخص دليل يثبت إدانته بقضايا كانت مرفوعة عليه مسبقًا وقد نجا منها، ومن الواضح أنه في كل مرة القاتل هو نفس الشخص عن المرة التي تسبقها، حيث أنه قد نصَبَ نفسه قاضيًا و يظن أن دافعه الوحيد هو إظهار الحقيقة، ولكننا لم نستطع حتى الآن الوصول لهذا القاتل ليأخذ عقابه لقتله كل هؤلاء الضحايا .............."

نظرت مريم بلامبالاة إلى الأخبار ثم هزت رأسها بيأس على مايحدث في هذه الحياة، عادت بتفكيرها لياسين مرة أخرى؛ فمن الواضح تلك المرة أنها يجب عليها أن تشكره بشدة لمساعدتة لروان ... نعم ستنتظر قدومه للمشفى وستشكره ... مرت الأيام ومريم في إنتظار قدوم ياسين للمشفى ولكنه لم يأتِ، إختفى مثلما يختفي الجميع .. تم تنفيذ حكم الإعدام وقد حضرت روان ووالديها التنفيذ وذلك أراح قلبهم كثيرًا لأنه يستحق ... حزنت مريم لذهاب روان والذي كان وداعهما لبعضهما مؤثرًا، ولكن مريم كانت تقوم بتهدئ نفسها دائمًا أنهم في النهاية جميعًا يرحلون، حتى ذلك الطفل الذي قامت بإجراء عمليته لم تستطع التحدث معه كثيرًا لأن رجال ياسين أخذوه من المشفى بعد أن تم شفاءه ... كل هذا وياسين لم يظهر بعد ولا تعرف كيف ستقابله .. في أحد الأيام .. كانت مستلقية بسريرها بغرفتها ممسكة هاتفها تبحث عن غرفة للإيجار بمكان قريب من المشفى حتى لا تبتعد كثيرًا .. تبحث وتبحث لكنها لم تجد شيئًا، تنهدت تنهيدة بسيطة ثم جاء في خاطرها هشام الذي إختفى نهائيا من حياتها ... وضعت يدها على مكان قلبها تُكابر وتعاند الشعور الذي تشعر به وهو الإشتياق واللهفة، ثم وبضعف قامت بإلغاء الحظر له وفتحت صفحته الشخصية على ذلك التطبيق الذي تستخدمه، وجدت أن آخر ظهور له كان قبل دقائق، وآخر منشوراته كانت صورًا له منذ يوم وهو يضحك على الشاطئ بسعادة، وصورة أخرى له وهو يقود يختًا وسط البحار، ويقوم بنشر النكات التي عليها تفاعل كبير على صفحته ... أخذت دموعها تهطل بغزارة دون أن تشعر ... يعيش سعيدًا، أما هي وحيدة وحزينة ليس لها أحد، لا أحد يبقى معها، ندمت كثيرا على إلغاءها الحظر وتتمنى أنها لم تلغيه وتريد أن تُرجعه مرة أخرى وللأسف يجب أن تنتظر أربعة وعشرون ساعة لتفعيل الحظر له مرة أخرى، خرجت من صفحته وأخذت تتصفح هاتفها بشرود على ذلك الموقع ولا تعلم كم مر من الوقت على ذلك، تمر المنشورات أمامها حتى قابلها خبر على أحد الصفحات الإخبارية جعلها تعقد حاجبيها بتعجب ..

القاتل الراقي Where stories live. Discover now