"ذكرى"

38 5 3
                                    

        لقد تعبت كارا كثيرا وهي تبحث، لم تجد تلك المفاتيح، وقالت في نفسها:«لما يحصل كل هذا لي»، ثم استلقت على السرير واغمضت عيناها فتذكرت اليوم الذي اعطتها الاميرة كاثرينا ذلك المفتاح..

        «ارجوك توقفي ايتها الاميرة، دعيني امشط شعرك على الاقل»..«لا انا متحمسة اريد فتح صندوقي السحري» امسكت بها اخيرا وقالت:«يا سمو الاميرة اعرف انك متحمسة لكن يجب ان تجهزي لتفتحي الصندوق، كوني مهذبة» ابتسمت ابتسامة بريئة وعانقتها وقالت:«حسنا»، وبعد مدة من الوقت انتهت من التحضير، كانت الاميرة تبدو جميلة، ثم ذهبتا الى القاعة التي سيقدم فيه للاميرة كاثرينا بما تسميه "الصندوق السحري"، كان كل شيء مجهزا، وقد قدم الملك آرثر والملكة ايليزابيث مفتاح الصندوق السحري الى ابنتهما كاثرينا، وقال الملك:«ابنتي الصغيرة، هذا الصندوق هو كنز عائلتنا الملكية، لقد توارثته الاجيال لعقود، ولانك لم ترثي شيئا مني قررت اعطاءك اياه بدلا من اخيك ايدوارد،  والآن اقدم لك مفتاحه هذا لتري ما في داخله» امسكت الاميرة ذلك المفتاح، وفتحت الصندوق بحماس، فوجدت فيه مجموعة اوراق وخرائط وكتاب قديم ومرآة، خاب امل الاميرة وبدأت تبكي، ثم اتت كارا وهدأتها وقالت:«لا تقلقي ايتها الاميرة، عادةً نكون متحمسين لفعل شيء ما، لكننا نفقد الامل في الاخير، في بعض الاوقات من الافضل الا نعلم شيئا وان نبقى جهلاء، احيانا يكون هذا افضل لنا، وان نبقى على نيتنا والا نشبع فضولنا لكي لا نندم وتخيب آمالنا» لم تفهم الاميرة كاثرينا شيئا مما قالته كارا، لقد كانت صغيرة جدا على فهم هذه الاشياء، ثم عادت الى غرفتها ومعها الصندوق والمفتاح، قالت الاميرة:«كارا، خذي الصندوق والمفتاح لا اريدهما انهما مملين» قالت:«ماذا تقولين يا سمو الاميرة ان هذا كنز عائلتك لا يمكنني اخذه» قالت:«لكن ماذا سأفعل بهم؟» قالت:«احتفظي بهم حتى تكبري، ربما تحتاجينهم» قالت:«لا اعتقد هذا، حسنا مارأيك في اخذ المفتاح وان احتفظ بالصندوق؟» قالت كارا:«سيدتي لا يمكنني هذا انا..» قاطعت كلامها:«آمرك ان تأخذيه» تنهدت كارا وقالت:«ليس باليد حيلة، حسنا، انه شرف لي ان آخذه يا سمو الاميرة» قالت:« انا اثق بك يا صديقتي» نظرت كارا نظرة دهشة الى الاميرة الصغيرة، لم تكن تتوقع انها تعتبرها صديقة، ثم ابتسمت وقالت:«وانا محل ثقة لك يا سمو الاميرة، لم اخيب ظنك كما فعل الصندوق السحري، والان هيا انه وقت القيلولة» ابتسمت الاميرة وخبأت صندوقها تحت سريرها، ثم استلقت، وبدأت كارا تروي لها قصة لتنام..

        ابتسمت كارا وهي فوق سريرها عندما تذكرت هذه اللحظات، ثم تشجعت اكثر لألّا تستسلم وتتابع البحث.

        حينها وصل سيلفر للقصر، ووقف امام بوابته الضخمة، ووجد حرّاسًا كثُر، اراد ان يعبر لكن حارسًا قطع طريقه بالسيف، ثم قال سيلفر:«مهلا، يمكنك قول "لا يمكنك الدخول" بدلا من قتلي» تجاهله الحارس، وغضب سيلفر على هذا، وقال:«ان الامر طارئ ارجوك دعني ادخل» وتجاهله الحارس مرة اخرى، ثم ذهب وابتعد قليلا وقال«كل ما اردته هو مساعدة اختي كارا» قال الحارس:«ماذا قلت؟» قال:«قلت ان كل ما اردته هو مساعدة اختي كارا» قال:«اختك هي كارا؟» قال:«اجل، هل تعرفها؟» قال:«بالتأكيد، انها من تقدم لنا الطعام كل يوم، انها فتاة لطيفة حقا وجميلة» نظر اليه سيلفر نظرة شك، لكنه تجاهل الامر وقال:«هل يمكنك ان تدعني ادخل؟» قال:«بالتأكيد، ولكن اخبرني هل حصل شيئ سيء لكارا؟» قال:«اجل، في الحقيقة انا من سببت المشكلة، لقد اضعت مفتاحا مهمًّا لها وقد وجدته، والان اريد ايصاله اليها» قال:«حسنا اذن يا فتى، اسرع اليها ان غرفتها انها في جناح الاميرة» قال:«شكرا لك لقد ساعدتني حقا» ثم فتحت بوابة القصر ودخل سيلفر وهو مندهش من ضخامة وعظمة هذا القصر الذي تعمل فيه اخته.

        في تلك الاحيان، كانت الاميرة كاثرينا قلقة، لان خادمتها قد تأخرت كثيرا واليوم يكاد ينتهي، ثم قالت في نفسها:«اين هي؟ لقد تأخرت، من الجيد انه لا توجد مناسبة مهمة اليوم والا وقعت في مشكلة، هي الوحيدة التي تجيد الاعتناء بي والتي دائما اريدها ان تعتني بي».

~نهاية الفصل الخامس~

كنز العائلة الملكيةWhere stories live. Discover now